– نادين جبور
مع بدء العطلة الصيفية، يتجه الأهالي في ريف دمشق إلى تسجيل أبنائهم في نوادٍ صيفية تنظمها مراكز خاصة، بحثًا عن مساحة آمنة تجمع بين التعليم والتسلية، ويستطيع من خلالها الطفل التفاعل مع أبناء جيله.
ويعاني بعض الأهالي في إيجاد وسيلة ترفيهية لأطفالهم خلال العطلة الصيفية، في ظل ارتفاع تكاليف التنزه والسفر، فالنوادي الصيفية توفر بيئة تساعد الأطفال على قضاء وقت بعيدًا عن الهواتف الذكية.
وفي حين تمكن بعض الأهالي من توفير فرصة تسجيل أولادهم في هذه النوادي، تعاني غالبية الأسر السورية من الفقر والعجز عن تأمين الأساسيات، كما أن كثيرًا من الأطفال تركوا مقاعد الدراسة وانخرطوا في سوق العمل لإعالة ذويهم أو مساعدتهم في تأمين ما يسد الرمق.
وقالت أمل، وهي مديرة مركز تعليمي في ريف دمشق، إن النادي الصيفي يشهد إقبالًا متزايدًا من الأهالي نتيجة للظروف العامة التي تمر بها البلاد، ما يعوق توجههم إلى الأماكن السياحية أو المنتزهات.
كما يلجأ الأهالي إلى هذه النوادي باعتبارها بيئة “أكثر أمانًا” تتيح للأطفال فرصة تفريغ طاقاتهم بطريقة مفيدة ومنظّمة.
تعليم عن طريق اللعب
تتجه بعض النوادي الصيفية إلى دمج التعليم مع اللعب، في خطوة لتطوير مهارات الطفل التعليمية، وأيضًا طريقة يستطيع من خلالها التفاعل مع محيطه وتمضية وقت مسلٍّ بعيدًا عن جدية المناهج التعليمية.
وقالت سلاف، وهي أم لطفلة (10 أعوام)، إنه لا مانع من إدخال بعض الأنشطة التعليمية بطريقة مسلية، لكنها تفضل الأنشطة الترفيهية، لأن الطفل يقضي معظم السنة الدراسية تحت الضغط، والمناهج الدراسية تعتمد “بشكل كبير” على التلقين والحفظ.
تأثير على سلوك الطفل
تلعب النوادي الصيفية دورًا في تشكيل شخصية الطفل وتنمية قيمه الاجتماعية، فيكسب الطفل من خلال تفاعله مع أقرانه ومعلميه سلوكيات تؤثر على نموه النفسي والاجتماعي.
ويؤكد الخبير الاجتماعي عبد المجيد الخطيب أن النوادي الصيفية من العوامل المؤثرة في تنشئة الطفل النفسية والاجتماعية، خاصة في مرحلة الطفولة بين عمر السنتين والعشر سنوات، والتي تعد “الأهم” في تشكيل وعي الفرد وسلوكياته، ومع أن هذه الأنشطة قد تكون ربحية أحيانًا، فإن ذلك يطرح تساؤلات حول جودة الأنشطة المقدمة، إذ لا يمكن ضمان نتائج فعالة إذا كانت تهدف للربح فقط.
كما أن تأثير النادي لا يقتصر على التعليم والترفيه، بل يمتد إلى بناء القيم وتكوين شخصية الفرد، بحسب طبيعة الأنشطة ونوعية المدربين، لذلك من الضروري أن يشرف على هذه النوادي مختصون مؤهلون يمتلكون خبرة في التعامل مع الأطفال، لضمان فاعلية الأنشطة وتحقيق نتائج مرضية.
تكلفة مقابل الجودة
يرى بعض الأهالي أن تكاليف النوادي الصيفية تعد مناسبة مقارنة بالأنشطة المقدمة، رغم وجود بعض الأنشطة المجانية، ولكنها غالبًا ما تقدم بشكل “نمطي” و”تقليدي” ولا تحفز الطفل على التفاعل أو الإبداع، بحسب ما قالته هنا وهي أم لثلاثة أطفال.
وتختلف جودة النوادي ومحتواها باختلاف الإمكانات المادية لكل عائلة، فهناك نوادٍ تقدم برنامجًا متكاملًا يجمع بين اللعب والتعليم والنشاطات الخارجية، وأخرى تقتصر على الحد الأدنى من الأنشطة، ويفضّل بعض الأهالي الأنشطة الحركية في أماكن مفتوحة كالملاعب والحدائق.
تستهدف النوادي الصيفية فئة الأطفال من عمر 6 إلى 13 سنة، وتغطي البرامج احتياجات وميول الأطفال، والتي تختلف باختلاف الفئة العمرية.
ويواجه القائمون على النوادي تحديات، أبرزها ارتفاع أجور المدربين المختصين، وتكاليف الأماكن الترفيهية التي تقام فيها البرنامج، مثل الملاعب والمسابح.
كما تشكّل أجور مواصلات نقل الطلاب عبئًا إضافيًا، خاصة عند تنظيم رحلات خارج مكان النادي الأساسي، ورغم ذلك تشهد مناطق ريف دمشق تزايدًا في أعداد النوادي الصيفية، ما يؤدي إلى تنافس بينها لتقديم برامج وأنشطة مميزة تجذب الأطفال، بحسب ما قالته أمل، مديرة مركز تعليمي في ريف دمشق.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي