اخر الاخبار

الهند وباكستان تتبادلان الضربات بعد بدء نيودلهي عملية عسكرية

تبادلت الهند وباكستان الضربات في وقت مبكر من صباح الأربعاء، بدأت بهجوم صاروخي هندي على مواقع باكستانية، لترد عليه إسلام أباد بقصف مدفعي باتجاه المناطق الخاضعة للسيطرة الهندية داخل إقليم كشمير.

وتشهد العلاقات بين البلدين المسلحين نووياً توتراً متصاعداً، منذ الهجوم المسلح الذي استهدف سياحاً في الشطر الذي تديره الهند بإقليم كشمير، في 22 أبريل الماضي.

وأعلنت الهند بدء “عملية سيندور”، لـ”استهداف البنى التحتية لما سمتهم “الإرهابيين” في باكستان، وإقليم جامو وكشمير في باكستان”، مشيرة إلى أنها قصفت 9 مواقع.

وقالت باكستان إن هجوماً صاروخياً هندياً على مواقع في البلاد قتل 8 مواطنين وأصاب 35 في البنجاب وكشمير، وإن دفاعاتها الجوية أسقطت 5 مقاتلات هندية، بعد أعمق ضربات تنفذها نيودلهي داخل الأراضي الباكستانية غير المتنازع عليها منذ نهاية الحرب الباكستانية الهندية في 1971، وفق ما ذكرت شبكة CNN الأميركية.

وذكرت الحكومة الهندية أنها استهدفت 9 مواقع داخل باكستان، وفي الجانب الباكستاني من إقليم كشمير المتنازع عليه.

وعلى الرغم من أن الهند نفذت في السنوات الأخيرة ضربات في كشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية أو بالقرب منها خلال فترات التوتر، فإن الهجوم الذي وقع الأربعاء، على إقليم البنجاب، وهو منطقة داخل الأراضي الباكستانية وخارج نطاق كشمير المتنازع عليه، يُعتبر “تصعيداً خطيراً”، في النزاع بين البلدين، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”.

وقالت القوات المسلحة الهندية إن القوات الباكستانية أطلقت نيران المدفعية باتجاه المناطق الخاضعة للسيطرة الهندية من كشمير، وإن القصف الباكستاني قتل 3 مدنيين في كشمير. وذكرت أنها أسقطت 3 مسيرات لباكستان.

وقال متحدث عسكري باكستاني لـ”رويترز” إن تبادل إطلاق النار مع القوات الهندية يجري حالياً، في عدة أماكن على خط وقف إطلاق النار في كشمير.

وأضاف المتحدث أن قوات بلاده أسقطت 5 مقاتلات هندية “في الأجواء الهندية”، وهي “3 مقاتلات رافال، ومقاتلة سوخوي 30، وطائرة ميج-29”.

وأعلنت باكستان إغلاق المجال الجوي في محيط مدينة لاهور شمال البلاد، ومدينة كراتشي الساحلية.

وفي الهند، أفادت شركة طيران IndiGo بتأثر رحلاتها من وإلى مدن جامو، وسريناجار، وأمريتسار، وليه، وشانديجار، ودارامشالا، وبيكانير نتيجة للضربات.

كما أعلنت شركة SpiceJet، وهي شركة طيران هندية أخرى، أن بعض المطارات في شمال الهند أُغلقت “حتى إشعار آخر”.

وقالت الخطوط الجوية القطرية إنها ستعلق رحلاتها إلى باكستان مؤقتاً بسبب إغلاق المجال الجوي للبلاد.

ووقعت الهجمات وسط تصاعد التوتر بين البلدين في أعقاب هجوم على سياح في الشطر الهندي من كشمير الشهر الماضي، وقتل مسلحون 26 رجلاً في الهجوم الذي وقع في 22 أبريل، في أسوأ هجوم يستهدف المدنيين في الهند منذ ما يقرب من 20 عاماً.

وقالت الحكومة الهندية في بيان: “شنت القوات المسلحة الهندية (العملية سيندور) مستهدفة البنية التحتية الإرهابية في باكستان وجامو وكشمير التي تحتلها باكستان، حيث كان يجري التخطيط لشن الهجمات الإرهابية على الهند وتنفيذها”، وفق قولها.

وعرضت قنوات تلفزيونية هندية مقاطع مصورة لانفجارات ونيران وتصاعد أعمدة دخان كثيف في السماء ليلاً، وفرار السكان في عدة أماكن بباكستان والشطر الذي تديره من كشمير، ولم يمكن التحقق من صحة اللقطات بشكل مستقل وفق “رويترز”.

الهند تطلع واشنطن على الضربات

وأفادت الهند بأن مستشار الأمن القومي أجيت دوفال أطلع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على الضربات ضد باكستان.

وقال مصدر هندي إن مسؤولين كبار تحدثوا إلى نظرائهم في أميركا، وبريطانيا، وروسيا ودول أخرى، لإطلاعهم على الخطوات التي اتخذتها نيودلهي.

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال مؤتمر صحافي من المكتب البيضاوي الثلاثاء، الضربات بين البلدين بأنها “مؤسفة”، وقال ترمب: “لقد ظلوا يتقاتلون منذ فترة طويلة.. كل ما أتمناه هو أن ينتهي ذلك سريعاً”.

بدوره، قال روبيو، إنه يتابع عن كثب تطورات الوضع المتصاعد بين الهند وباكستان، مجدداً تصريحات ترمب التي عبر فيها عن أمله بأن “ينتهي هذا النزاع بسرعة”.

وأضاف روبيو أن بلاده ستستمر في التواصل مع القيادتين الهندية والباكستانية من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة. 

وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، إن سلاح الجو الهندي ارتكب “عملاً حربياً غير مبرر، وسافراً”، مضيفاً أنه “استهدف مدنيين باستخدام أسلحة بعيدة المدى”.

وقال متحدث باسم الخارجية الباكستانية: “الهجوم الهندي أدى إلى سقوط مدنيين، بينهم نساء وأطفال، كما تسبب بتهديد كبير لحركة الملاحة الجوية المدنية”.

وأضاف: “ندين بشدة هذا العمل الجبان من قبل الهند، الذي يعد انتهاكاً سافراً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والأعراف الدولية”.

وقال البيان إن “الهند تهدد أمن واستقرار المنطقة”، كما حذّر من أن “التصرفات المتهورة للهند قرّبت الدولتين النوويتين من مواجهة كبرى”.

وأردف البيان: “الوضع لا يزال يتطور.. وباكستان تحتفظ بحقها في الرد في الزمان والمكان المناسبين، وفقاً للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي”.

وختمت الخارجية الباكستانية بالقول: “الحكومة والجيش والشعب الباكستاني يقفون صفاً واحداً في مواجهة العدوان الهندي، وسيتخذون دائماً موقفاً حازماً للدفاع عن سيادة البلاد وسلامة أراضيها”.

دعوات للتهدئة

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الثلاثاء، إن الأمين العام قلق للغاية إزاء العمليات العسكرية الهندية في باكستان والشطر الخاضع لإدارة إسلام أباد من كشمير، ويدعو البلدين إلى أقصى درجات ضبط النفس.

وقال المتحدث: “يشعر الأمين العام بقلق بالغ إزاء العمليات العسكرية الهندية عبر خط المراقبة والحدود الدولية.. ويدعو كلا البلدين إلى أقصى درجات ضبط النفس العسكري”.

ودعا وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، الهند وباكستان، إلى “ضبط النفس والتهدئة، وتفادي المزيد من التصعيد الذي قد يهدد السلم الإقليمي والدولي”.

وأكد أن “الاستماع إلى الأصوات التي تدعو إلى الحوار والتفاهم هو أمر بالغ الأهمية لتجنب التصعيد العسكري، وترسيخ الاستقرار في منطقة جنوب آسيا، وتجنيب المنطقة عوامل التوتر”.

وأكد أن “الدبلوماسية والحوار هما الوسيلة المثلى للتوصل إلى حلول سلمية لكافة الأزمات، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعوب في السلام والاستقرار والازدهار”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *