جدد البابا فرنسيس دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في غزة عبر رسالة بمناسبة عيد القيامة، قرأها أحد مساعديه عندما ظهر بابا الفاتيكان لفترة وجيزة في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس.
ووصف بابا الفاتيكان، الذي لا يزال يتعافى من الالتهاب الرئوي ولا يمارس إلا القليل من المهام بأوامر من الأطباء، في الرسالة الوضع في غزة بأنه “مأساوي ومؤسف”، ودعا أيضاً حركة “حماس” إلى إطلاق سراح من تبقى من الرهائن.
وجاء في الرسالة: “أناشد الطرفين… إعلان وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والإقدام على مساعدة الشعب الجائع الذي يتطلع إلى مستقبل يسوده السلام”.
واجتمع البابا في وقت مبكر من صباح الأحد في الفاتيكان مع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الذي يزور إيطاليا، وقال الفاتيكان إن الاجتماع مع فانس كان “قصيراً.. استمر لبضع دقائق، لتبادل التهاني الطيبة بمناسبة عيد القيامة”.
وقبل دخوله المستشفى حيث مكث خمسة أسابيع للعلاج من الالتهاب الرئوي الذي كاد أن يودي بحياته، كثف البابا انتقاداته للحرب الإسرائيلية على غزة، ووصف في يناير الماضي الوضع الإنساني في القطاع بأنه “خطير للغاية ومخزي”.
وفي خطابه السنوي أمام الدبلوماسيين والذي ألقاه نيابة عنه أحد مساعديه، بدا أن البابا فرانسيس يشير إلى الوفيات الناجمة عن برد الشتاء في غزة، حيث لا توجد كهرباء تقريباً.
وجاء في الكلمة: “لا يمكننا قبول تجمد الأطفال حتى الموت بسبب تدمير المستشفيات أو قصف شبكة الطاقة”. كما ورد في الكلمة: “لا يمكننا بأي حال من الأحوال قبول قصف المدنيين”.
وقال البابا في خطابه في 7 ديسمبر: “كفى حروباً، كفى عنفاً”، وكثيراً ما أدان رأس الكنيسة الكاثوليكية الحرب الإسرائيلية على غزة، ووصفها بأنها “غير أخلاقية”.
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة
وكثف الجيش الإسرائيلي هجومه على غزة خلال الساعات الـ48 الأخيرة، حيث قتل أكثر من 90 فلسطينياً، وذلك مع استمرار فرض حصار على القطاع منذ 6 أسابيع، إذ يمنع دخول المواد الغذائية والسلع الأخرى.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه قصف أكثر من 1400 “هدف” في قطاع غزة، يومي الجمعة والسبت، فيما ذكرت وزارة الصحة في غزة، السبت، أن الضربات الجوية الإسرائيلية على القطاع قتلت أكثر من 92 شخصاً خلال 48 ساعة، مشيرة إلى أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشار موظفون في القطاع الصحي بغزة، إلى أن من بين الضحايا نساء وأطفال بعضهم كان يحتمي في منطقة إنسانية مخصصة، وفق ما أوردت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.
وقتلت الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023 أكثر من 51 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
ودمرت إسرائيل مساحات واسعة من القطاع وأتلفت معظم قدراته الإنتاجية الغذائية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 90% من السكان نزحوا من منازلهم، ويعيش مئات الآلاف منهم في خيام أو مبانٍ مدمرة.
