شاركت القوات الأميركية في عمليات إسقاط الصواريخ الإيرانية التي أطلقت على إسرائيل، رداً على الهجوم الإسرائيلي على إيران وبرنامجها النووي، وعدد من قياداتها العسكرية، وهو ما يدفع واشنطن نحو مزيد من التدخل المباشر في الصراع.
وذكرت “وول ستريت جورنال”، أنه قبل بدء الضربات الانتقامية، كانت طائرات مقاتلة أميركية ومدمرات بحرية وأنظمة دفاع جوي أرضية، تمركزت للمساعدة في صد أي هجوم، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وذكر مسؤول عسكري إسرائيلي أن “إيران أطلقت حتى الآن نحو 200 صاروخ باليستي على 4 دفعات، وأكثر من 200 طائرة مسيرة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، رداً على موجات متعددة من الضربات الإسرائيلية”.
وأفادت مجلة “بوليتيكو” بأن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” تعتزم نقل مدمرتين إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، مع استمرار الضربات الإيرانية على إسرائيل، بعد استهدافها مواقع عسكرية ونووية في أنحاء إيران، الجمعة، في الوقت الذي هدد فيه مسؤولون إيرانيون بتوسيع نطاق الأهداف لتشمل القواعد الأميركية بالمنطقة.
دور محوري لحماية تل أبيب
والعام الماضي، لعبت الولايات المتحدة دوراً محورياً في حماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية، عندما حشدت إدارة الرئيس السابق جو بايدن، القوات لاحتواء هجمات إيران، في الوقت الذي تبادل فيه الخصمان اللدودان الضربات في مناسبتين.
وأطلقت إيران في الهجوم الانتقامي نحو 200 صاروخ استهدفت مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، اخترق بعضها الدفاعات الإسرائيلية المضادة للصواريخ، ما أثار مخاوف من أن هجوماً آخر قد يُلحق أضراراً جسيمة، لا سيما إذا استهدف مناطق مدنية.
وأرسلت إدارة الرئيس دونالد ترمب “إشارات متضاربة حول مدى استعداد الولايات المتحدة للانخراط في حرب إسرائيلية طويلة الأمد مع إيران”.
“لن نعرقل الهجوم الإسرائيلي”
وأثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مسألة توجيه ضربة عسكرية مجدداً، الخميس، وقال ترمب إن “الولايات المتحدة لن تعرقل الهجوم، لكنها لن تساعد فيه”، وفقاً لمسؤولين مطلعين على المكالمة، وبمجرد بدء المكالمة، أصدر وزير الخارجية ماركو روبيو، بياناً ينأى فيه بالولايات المتحدة عن الهجوم.
ولم يمض وقت طويل حتى تدخلت الولايات المتحدة مع تصاعد القتال، إذ أيّد ترمب الضربات، الجمعة، قائلاً إنها “هيأت ظروفاً أفضل لمحادثات تفكيك البرنامج النووي الإيراني، إذ لم تنضم الولايات المتحدة علناً إلى أي عمل هجومي ضد إيران”.
وقال مسؤولون أميركيون إن “البنتاجون لا يزال ينتظر تقييماً ميدانياً لتحديد عدد المقذوفات التي اعترضتها الولايات المتحدة”.
وإذا تفاقم الصراع بين إسرائيل وإيران، فربما تحتاج الولايات المتحدة إلى إرسال المزيد من القوات والمعدات العسكرية للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجمات انتقامية، لا سيما أنه من الممكن أن يستهدف وكلاء إيران القواعد العسكرية والسفارات الأميركية في المنطقة، أو حتى حول العالم.
وقال أحد المسؤولين إنه في الساعات التي سبقت أولى الهجمات الانتقامية الإيرانية، الجمعة، حشدت وزارة الدفاع الأميركية طائرات مقاتلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط للدفاع عن القوات والمصالح الأميركية، التي هددت طهران باستهدافها في حالة وقوع هجوم.
والعام الماضي، استخدمت الولايات المتحدة طائرات حربية من طراز F-15E و F-16 لاعتراض طائرات دون طيار أطلقتها إيران على إسرائيل.
حماية إسرائيل
وأفاد المسؤولون أن صواريخ الاعتراض الأرضية الأميركية، ساهمت أيضاً في حماية إسرائيل من الهجمات الصاروخية الأخيرة، إذ تُشغل الولايات المتحدة عدة بطاريات باتريوت مضادة للصواريخ في جميع أنحاء المنطقة، وتُحرّكها لمواجهة أي تهديدات جوية مُحتملة.
وتتركز هذه البطاريات في الدول العربية المطلة على الخليج العربي، إذ تُشغل الولايات المتحدة قواعد عسكرية مترامية الأطراف، بالإضافة إلى الأردن والعراق.
واعترضت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة المتمركزة في قاعدة الأسد الجوية غرب العراق 3 طائرات هجومية دون طيار، الجمعة، يُعتقد أنها أطلقت من الأراضي العراقية، بحسب مسؤول أميركي.
وتوجد حالياً بطارية دفاع صاروخي متطورة واحدة على الأقل من طراز “ثاد” في إسرائيل، نُقلت خلال إدارة بايدن لتعزيز دفاع إسرائيل المضاد للصواريخ بعد الهجمات الإيرانية في أبريل 2024 وأكتوبر الماضي.
اعتراض الصواريخ
و”ثاد”، اختصاراً لعبارة “دفاع المناطق الطرفية عالية الارتفاع”، يُشغّله الجيش الأميركي، وهو مصمم لاعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي أو خارجه خلال المرحلة النهائية من الإطلاق.
ويتألف طاقم بطارية “ثاد” النموذجية من حوالي 100 جندي، وتتكون من 6 منصات إطلاق محمولة على شاحنات، ورادار متنقل، ووحدة تحكم في إطلاق النار.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن نظام “ثاد” استخدم مراراً وتكراراً لاعتراض الصواريخ التي يطلقها الحوثيون على إسرائيل من اليمن، ويستخدم أحياناً مع نظام آرو الإسرائيلي الذي يعترض أيضاً الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.
واعتبر أحد المسؤولين الأميركيين أن “مدمرات البحرية الأميركية أطلقت صواريخ اعتراضية على صواريخ إيرانية موجهة نحو إسرائيل هذا الأسبوع”.
وعندما هاجمت إيران إسرائيل، العام الماضي، أسقطت السفن الحربية الأميركية في البحر المتوسط، صواريخ باليستية، مع أن الولايات المتحدة قلصت وجودها البحري في الشرق الأوسط بعد إعلان ترمب وقف إطلاق النار مع الحوثيين، الشهر الماضي.