اخر الاخبار

اليمين يتصدر في أوروبا.. ردود فعل واسعة على الانتخابات

نجحت أحزاب اليمين المتطرف في عدة دول أوروبية بحصد مكاسب واسعة في انتخابات “البرلمان الأوروبي”.

وشهدت الانتخابات تصدر الأحزاب اليمينية للنتائج في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنمسا، فيما حقق اليمين نتائج مرتفعة في ألمانيا.

وبدأ الناخبون الأوروبيون عملية الاقتراع الخميس وانتهت ليلة أمس الأحد، 9 من حزيران.

وألقت النتائج بظلالها على دول الاتحاد سياسيًا واقتصاديًا.

وقالت وكالة “رويترز” اليوم، الاثنين 10 من حزيران، إن المستثمرين في أوروبا سيبدأون الأسبوع وسط حالة من عدم اليقين بشأن أسعار الفائدة.

وأوضحت أن نتائج الانتخابات دفعت اليورو (العملة الأوروبية الموحدة) لأدنى مستوى له خلال شهر واحد، وسجلت العقود الآجلة للسندات الفرنسية خسائر كذلك.

وفق “رويترز”، فإن الأحزاب القومية الأوروبية استفادت خلال الانتخابات من قلق الناخبين الأوروبيين حول ارتفاع الأسعار وتكلفة “التحول الأخضر” (خطوات خاصة لمكافحة التغير المناخي)، وقوانين الهجرة.

وستسعى الأحزاب لترجمة مكاسبها في الانتخابات للتأثير على سياسة الاتحاد الأوروبي.

وتشكّل 27 دولة الاتحاد الأوروبي، ويعدّ البرلمان واحدًا من سبع مؤسسات رئيسية، والوحيد الذي ينتخبه الأوروبيون باقتراع مباشر.

ويتألف البرلمان الأوروبي من 705 مقاعد بعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (البريكست).

وتوزع هذه المقاعد بين الدول الأعضاء بناء على عدد سكان كل دولة.

وتعكس النتائج الحالية، التحول الواضح في عدة دول أوروبية باتجاه التيارات اليمينية، التي تحدثت عن مغادرة الاتحاد الأوروبي أو التخلي عن العملة الموحدة.

فرنسا.. انتخابات مبكرة

وفي أول رد فعل سياسية، أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، عن حل “الجمعية الوطنية” (البرلمان الفرنسي)، والدعوة لانتخابات مبكرة في البلاد، خلال نهاية حزيران الحالي وبداية تموز المقبل.

وجاء قرار ماكرون عقب فوز حزب “التجمع الوطني” اليميني بنسبة 31.36% من الأصوات، فيما ذهبت 14.6% من الأصوات لحزب “النهضة” (حزب ماكرون).

وقال الرئيس الفرنسي في خطاب متلفز، إنه اعتمد على المادة 12 من الدستور، وقرر أن يعيد لفرنسا مستقبل البرلمان عبر الانتخابات.

فيما قالت زعيمة التيار اليميني المتطرف في فرنسا، ماري لوبين، إنها ترحب بالقرار الذي يتماشى مع منطق مؤسسات الجمهورية، وأنها على استعداد لتولي السلطة.

ألمانيا.. البديل المتطرف يتقدم

في ألمانيا حقق حزب “البديل” اليميني المتطرف مكاسب جديدة، وحل ثانيًا خلف حزب “الاتحاد الديمقراطي المسيحي” الذي فاز بأكبر عدد من الأصوات.

ورغم تقدمه، فإن حزب الاتحاد لم يحقق سوى 14% من الأصوات، في أسوأ نتائجه منذ الحرب العالمية الثانية.

هولندا.. مكاسب لفيلدرز

وحصل حزب “الحرية” بقيادة خيرت فيلدرز على ستة مقاعد في البرلمان الأوروبي، محققًا مكاسب كبيرة بالمقارنة مع انتخابات 2019.

وتشكل هذه النتائج دافعًا لفيلدرز الذي يستعد لتشكيل حكومة ائتلافية في هولندا، رفقة ثلاثة أحزاب أخرى.

إيطاليا.. أربعة أضعاف لحزب ميلوني

وعززت جورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية اليمينية، موقفها الداخلي عبر تحقيق حزبها “إخوان إيطاليا” للفوز بنسبة 28% من الأصوات.

وهذه النسبة هي أربعة أضعاف ما حققه الحزب في الانتخابات الأخيرة للاتحاد في 2019.

ونقلت وكالة “رويترز” عن ميلوني قولها اليوم، إنها فخورة بأن إيطاليا “ستقدم نفسها لمجموعة السبع ولأوروبا أقوى حكومة على الإطلاق”.

وحل “الحزب الديمقراطي” في المركز الثاني بنسبة 24%.

إسبانيا.. مطالب بانتخابات مبكرة

وفي إسبانيا، شكلت الانتخابات ضربة لرئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، بيدرو سانشيز، إذ حقق حزب “الشعب” الذي يمثل يمين الوسط في الانتخابات الأوروبية، 22 مقعدًا من أصل 61 مخصصة لإسبانيا.

وحصل حزب سانشيز على 20 مقعدًا، فيما حل حزب “فوكس” اليميني بالمركز الثالث بحصوله على ستة مقاعد.

وطالب حزب “الشعب” بإجراء انتخابات مبكرة في إسبانيا، على غرار فرنسا، بعد أقل من عام على حصول سانشيز على ولاية ثانية في 2023.

البرلمان الأوروبي

ويعدّ البرلمان الأوروبي ثاني أكبر ديمقراطية انتخابية في العالم، خلف البرلمان الهندي، وبدأت عملية أول اقتراع في عام 1979.

ويقع المقرّ الرئيسي للبرلمان في مدينة ستراسبورغ الفرنسية (شرقي فرنسا بالقرب من الحدود مع ألمانيا).

كما يملك مكاتب إدارية في مدينة لوكسمبورغ، وتعقد اجتماعات لجان البرلمان في بروكسل البلجيكية.

وتشكّل 27 دولة الاتحاد الأوروبي، ويعدّ البرلمان واحدًا من سبع مؤسسات رئيسية، والوحيد الذي ينتخبه الأوروبيون باقتراع مباشر.

وستستمر ولاية البرلمان لخمس سنوات، وسيكون من مهامه تقرير ميزانية الاتحاد لسبع سنوات مقبلة، ويسري مفعولها اعتبارًا من 2028.

وستؤدي الانتخابات لاختيار رئيس جديد للمفوضية الأوروبية، التي ترأسها حاليًا، أورسولا فون دير لاين، التي ستحاول الحصول على ولاية جديدة تبعًا لنتائج الانتخابات الجديدة.

وفي تحليل نشره مركز “الدراسات الاستراتيجية والدولية” (CSIS)، في 4 من حزيران الحالي، فإن الأحزاب السياسية تستغل القضايا الوطنية والغضب من المسؤولين الحاليين في الحكومات الوطنية، للحصول على الأصوات.

ورغم أن السياسة الأمنية والدفاعية للاتحاد ترتبط بشكل مباشر بالمجلس الأوروبي ووزراء الخارجية ورؤساء الدول والحكومات، إلا أن البرلمان يلعب دورًا مهمًا في الاستشارة والرقابة.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *