انتخابات أميركا.. خطط أنصار ترمب لتقويض النتائج حال خسارته
يستعد أنصار المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب لمواجهة محتملة بعد 5 نوفمبر، حيث يخطط نشطاء من حركة MAGA (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى) لتقويض النتائج حال فوز منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، بحسب شبكة CNN.
وقالت الشبكة إن حركة Stop the Steal عادت إلى الظهور بقوة، حيث قام بعض نشطائها، الذين حاولوا تقويض خسارة ترمب في عام 2020، بوضع دليل خطوة بخطوة لكيفية تقويض النتائج في حالة خسارته مرة أخرى.
وأشارت إلى أن هؤلاء النشطاء، الذين شجعوا مؤيدي ترمب على الاعتقاد بأن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يخسر بها الرئيس السابق في انتخابات 2024 هي التزوير، عملوا على مدى عدة أشهر على إعداد مقترحات لتحدي فوز هاريس المحتمل.
الطعن بالنتائج والاحتجاجات
وأوضحت الشبكة أن خططهم تشمل الطعن في النتائج أمام المحاكم، والضغط على المشرعين لوقف التصديق عليها، وتشجيع الاحتجاجات، التي ستبلغ ذروتها في 6 يناير 2025، وهو اليوم الذي سيصادق فيه الكونجرس على النتائج النهائية للانتخابات.
وذكرت CNN أن حلفاء ترمب، والرئيس السابق نفسه، يدفعون بشكل متزايد بمزاعم تزوير الانتخابات، وينشرون هذا الخطاب من خلال خدمات البث الصوتي ذات الجماهير الكبيرة، وخطب الكنائس والتجمعات السياسية في الولايات الرئيسية.
وقالت الشبكة إنه قبل 4 سنوات، لم تتبلور جهود ترمب الفاشلة لتحويل خسارته أمام الرئيس الأميركي جو بايدن، إلا بعد انتهاء الانتخابات، لكن نشطاء MAGA خططوا هذه المرة لتقويض فوز هاريس المحتمل قبل وقت طويل من الانتخابات، حتى أن البعض زعم أنه يجب على مشرعي الولايات أن يتجاهلوا ببساطة النتائج ومنح الأصوات لترمب.
وكان الكونجرس الأميركي أقر قانوناً في عام 2022، يجعل من الصعب تقويض الانتخابات الرئاسية التي تم التصديق على نتائجها، ومع خروج ترمب من منصبه الآن، لا يستطيع هو أو حلفاؤه استخدام أدوات السلطة التنفيذية لمحاولة التأثير على الانتخابات، لكن الخبراء يقولون إن الأشخاص المنخرطين في هذه الجهود، المدفوعة بنظريات المؤامرة، باتوا أكثر تنظيماً وأكثر تصميماً، وفي بعض الحالات أكثر تطرفاً مما كانوا عليه قبل أربع سنوات.
كما أن مسؤولي إنفاذ القانون الفيدراليين يدقون أجراس الخطر بشأن الأمر، إذ حذرت نشرة أصدرتها وزارة الأمن الداخلي ومكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، الشهر الماضي، من أن الخطاب المتطرف المتعلق بالانتخابات قد يحفز الناس على “الانخراط في أعمال عنف كما رأينا خلال انتخابات 2020”.
وأعرب مارك هاريس، وهو محقق سابق في اللجنة الخاصة بمجلس النواب التي حققت في أحداث 6 يناير 2021، عن شعوره بالقلق من تطور تكتيكات تقويض الانتخابات منذ عام 2020.
مخاوف لا أساس لها
ولفتت الشبكة إلى تزايد الادعاءات التي “لا أساس لها” من قبل أعضاء مؤثرين في حركة MAGA، في الأسابيع الأخيرة، والمتعلقة بوجود قوى خبيثة تتآمر لخداع ترمب وحرمانه من الفوز في الانتخابات.
وتابعت: “لا تزال بعض الأفكار، التي ظهرت بعد انتخابات 2020، بشأن كيفية خسارة ترمب شائعة الآن، مثل فكرة أن آلات التصويت تقوم بتغيير الأصوات لصالح الديمقراطيين أو أن مسؤولي الانتخابات في الولايات المتأرجحة كانوا متواطئين في تزوير الأصوات على نطاق واسع”.
وذكرت CNN أن ترمب نفسه ردد بعض نظريات المؤامرة التي يروج لها مؤيدوه، إذ أشار إلى انتشار التزوير في انتخابات عام 2024، لكن مسؤولي الحزب الجمهوري تبنوا نبرة مختلفة.
ونقلت الشبكة عن كارولين ليفات، الناطقة باسم حملة ترمب، قولها: “كان ترمب وفريقه واللجنة الوطنية للحزب الجمهوري متسقين للغاية وواضحين: نحن نعمل بنشاط لحماية عملية التصويت ويجب على جميع الأميركيين الخروج والمشاركة لجعل هذه الانتخابات أكبر من أن يتم تزويرها”.
وفي حين عملت بعض المجموعات على جمع أمثلة مزعومة على تزوير الانتخابات لرفع دعاوى قضائية للطعن على فوز هاريس المحتمل، تجمع نشطاء آخرون من أنصار ترمب حول خطة لضمان عودته إلى البيت الأبيض، وتفيد بأنه يمكن للمشرعين في الولاية ببساطة تخصيص أصوات ناخبي ولايتهم للمرشح الجمهوري بغض النظر عن تفاصيل عدد الأصوات.
عنف سياسي
وقالت CNN إن هناك بالفعل حوادث عنف سياسي وتهديدات وقعت هذا العام، بما في ذلك محاولتان واضحتان لاغتيال ترمب، وإطلاق نار على مكتب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، وإرسال طرود مشبوهة إلى مكاتب الانتخابات.
وفي الأسابيع الأخيرة التي سبقت الانتخابات، ألمح بعض الناشطين المؤيدين لترمب علناً إلى إمكانية اندلاع المزيد من الفوضى العنيفة التي يقولون إنها باتت تلوح في الأفق، ونقلت الشبكة عن مستشار ترمب السابق للأمن القومي مايكل فلين اعتقاده أن ترمب “سيفوز بجميع الولايات الـ50 إذا كانت هناك انتخابات نزيهة”.
لكن فلين قدم تنبؤاً قاتماً إذا ظل الفائز غير معروف لعدة أيام، قائلاً: “أشعر أن الناس سيذهبون إلى تلك الأماكن التي يجري فيها عد الأصوات، وقد تكون هناك أعمال عنف لأنهم سيكونوا منزعجون للغاية بسبب ما جرى في عام 2020”.
وبحسب مذكرة صادرة عن وزارة الأمن الداخلي، في سبتمبر، فإن بعض المتطرفين يستعدون بالفعل لـ”نشاط عنيف يتم ربطه برواية الحرب الأهلية الوشيكة، ما يزيد من خطر أعمال العنف ضد الأهداف الحكومية والمعارضين الأيديولوجيين”.
ودعت منشورات في الأشهر الأخيرة على منصة “8chan” وهي أحد مواقع “الويب المظلم” إلى ممارسة العنف ضد المهاجرين غير الشرعيين، كما حثت على الاستعداد للدفاع عن سرقة نتائج الانتخابات، بينما شجعت الرسائل على منتدى The Donald على استعراض القوة بشكل عنيف لوقف “السرقة”، وفقاً لنشرة أصدرتها إدارة السلامة العامة في كولورادو الشهر الماضي.
وبحسب المشروع العالمي المناهض للكراهية والتطرف، وهي منظمة غير ربحية تتعقب مثل هذا المحتوى، فقد زادت الخطابات العنيفة المتعلقة برفض نتائج الانتخابات على تطبيق “تيليجرام” للتواصل الاجتماعي بأكثر من 4 أضعاف خلال شهر أكتوبر.
وقال ديفين بورجارت، وهو المدير التنفيذي لمعهد “البحوث والتعليم في مجال حقوق الإنسان”، وهو منظمة غير ربحية تدرس الحركات اليمينية المتطرفة، إنه على عكس عام 2020، نقلت الجماعات الأكثر تطرفاً نقاشاتها من المنتديات العامة عبر الإنترنت إلى غرف الدردشة الخاصة، ما أدى إلى إخفاء المحادثات التي قد تنطوي على التخطيط للأيام التي تلي الانتخابات.
وفي حديثه هذا الشهر في أحد التجمعات السياسية المعروف باسم “إعادة إحياء أميركا”، دعا القس مارك بيرنز مؤيدي ترمب إلى إبعاد هاريس عن السُلطة بأي وسيلة ممكنة، قائلاً: “هل هناك مَن يقف معي ويفعل كل ما يلزم للتأكد من أنها لن تكون الرئيسة القادمة للولايات المتحدة؟ نحن في حالة حرب، وهذه معركة بين الخير والشر، ضد عدو حقيقي قادم من أبواب الجحيم”.