اختتمت الجولة الثالثة من محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الأربعاء، وهي أول محادثات بين الجانبين منذ أكثر من 7 أسابيع، في حين تتعرض موسكو لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتوصل إلى اتفاق مع كييف أو مواجهة عقوبات صارمة جديدة.
ووفقاً لوكالة “تاس” الروسية، اتفق الجانبان خلال المحادثات التي استمرت أقل من ساعة، على إجراء جولة مباحثات أخرى بخصوص تبادل الأسرى.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان خلال كلمته في افتتاح المحادثات بقصر سيراجان في إسطنبول، إن بلاده تأمل في أن يجري وفدا أوكرانيا وروسيا محادثات تركز على النتائج بشأن المذكرات التي تبادلها الجانبان.
واعتبر أن هدف تركيا هو “إنهاء هذه الحرب الدموية في أقرب وقت ممكن”، مضيفاً: “الهدف النهائي هنا، بالطبع، هو وقف إطلاق النار الذي سيمهد الطريق للسلام”.
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء، نقلاً عن مصدر، بأن رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي ونظيره الأوكراني رستم أوميروف عقدا اجتماعاً منفرداً في إسطنبول قبل عقد الجولة الثالثة من محادثات السلام.
وقال مصدر لوكالة “تاس” الروسية، إن “رئيسا الوفدين الروسي والأوكراني يعقدان اجتماعاً ثنائياً في قصر سيراجان، هو اجتماع مغلق بين الطرفين فقط”.
وأضاف أن “مذكرات التفاهم ومسألة التبادلات المحتملة (لأسرى أو محتجزين) ستكون على رأس جدول أعمال المحادثات الروسية-الأوكرانية”.
وأشار المصدر، إلى أنه “من المتوقع أن يركّز الطرفان بشكل أساسي على وضع اللمسات الأخيرة على مسودات مذكرات التفاهم، ومناقشة عمليات التبادل”.
وقلل الكرملين من التوقعات بحدوث أي تقدم في الاجتماع، الذي قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هذا الأسبوع إنه يجب أن يركز في جانب منه على التحضير لقمة بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين: “بطبيعة الحال، لا أحد يتوقع طريقاً سهلاً. وبطبيعة الحال أيضاً، سيكون الحوار صعباً للغاية. فالمشروعان (اللذان يقدمهما الطرفان) متعارضان تماماً”.
وذكر مصدر دبلوماسي أوكراني، أن بلاده “ترى أن عقد لقاء بين بوتين وزيلينسكي شرط أساسي لتحقيق تقدم”.
وأضاف: “وصل الوفد الأوكراني إلى تركيا مستعداً لاتخاذ خطوات مهمة نحو السلام ووقف إطلاق نار كامل، لكن كل شيء سيعتمد على مدى استعداد الجانب الروسي لاتباع نهج بناء”.
وعقد طرفا الصراع جولتي محادثات سابقتين في إسطنبول يومي 16 مايو والثاني من يونيو، أفضتا إلى تبادل آلاف من أسرى الحرب ورفات الجنود القتلى.
لكنهما لم تستمرا سوى لأقل من 3 ساعات في المجمل، ولم تحرزا تقدماً يذكر نحو وقف إطلاق النار أو تسوية لإنهاء الحرب التي بدأت بغزو روسيا الشامل لأوكرانيا في فبراير 2022.
وأصلح ترمب العلاقات مع زيلينسكي بعد خلاف علني معه في البيت الأبيض في فبراير، وعبّر في الآونة الأخيرة عن إحباطه المتزايد تجاه بوتين.
وهدد ترمب، الأسبوع الماضي، بفرض عقوبات جديدة صارمة على روسيا والدول التي تشتري صادراتها في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام في غضون 50 يوماً، ومع ذلك فإن ردود الفعل في الأسواق المالية أشارت إلى أن المستثمرين متشككون في قدرته على تنفيذ ذلك.
ويرى 3 مصادر مقربة من الكرملين لوكالة “رويترز”، أن بوتين، الذي لم يكترث لتهديد ترمب، سيواصل القتال في أوكرانيا حتى يأخذ الغرب شروطه من أجل السلام على محمل الجد، وإن مطالباته بالسيادة على الأراضي التي يسيطر عليها قد تتسع مع تقدم القوات الروسية.