انفجار ميناء رجائي.. إيران تعلن ثبوت تقصير وتستدعي مسؤولين

أعلن وزير الداخلية الإيراني إسكندر مومني، الاثنين، ثبوت وقوع تقصير في حادث الانفجار بميناء رجائي في مدينة بندر عباس، جنوبي إيران، وقال إنه تم استدعاء عدد من المتسببين في الواقعة لمتابعة الإجراءات القانونية، فيما ارتفاع عدد الضحايا إلى 65 على الأقل مع استمرار عمليات إخماد النيران لليوم الثالث على التوالي.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية للأنباء عن مومني قوله إنه تم تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب وقوع الحادث، واستدعاء بعض المتورطين الذين تم تحديد مسؤوليتهم لمتابعة الإجراءات القانونية اللازمة.
وأضاف وزير الداخلية الإيراني، في مؤتمر صحافي، أن “التحقيقات الأولية أظهرت وجود تقصير واضح في حادثة انفجار ميناء الشهيد رجائي”.
وذكر مومني أن “عمليات إخماد النيران وإزالة آثارها لا تزال مستمرة”، وأكد أن “الحريق أصبح تحت السيطرة، فيما تستمر أعمال التبريد والمعالجة النهائية”، وتوقع أن يتم تسليم إدارة الموقع إلى السلطات المحلية بدءاً من الليلة (مساء الاثنين) أو صباح الغد (الثلاثاء).
جثث مجهولة
وأعلن وزير الداخلية أن الحادث أودى بحياة 46 شخصاً، مشيراً إلى أن عدد المفقودين أو الجثث التي لم يتم التعرف عليها يساوي عدد الوفيات، وذلك قبل أن تذكر وسائل إعلام رسمية إيرانية ارتفاع عدد الضحايا إلى 65 على الأقل.
ولفت مومني إلى “استمرار عمليات التعرف على المفقودين عبر فحوصات الحمض النووي، بمشاركة فرق التشخيص الجنائي التابعة لقوات الأمن”.
ودعا المرشد الإيراني علي خامنئي، الأحد، إلى “تحقيق موسع” في انفجار ميناء رجائي بمدينة بندر عباس، جنوبي إيران، قائلاً إنه ينبغي كشف ما إذا كان ناجماً عن “تعمد أو إهمال”، حسبما نقلت وسائل إعلام إيرانية.
واعتبر خامنئي أن الحادث “مدعاة للحزن والقلق”، مضيفاً أنه “يتعين على مسؤوولي الأمن والقضاء إجراء التحقيق الكامل في الحادث”.
وتابع المرشد الإيراني: “ينبغي كشف أي تسيب أو تعمد في هذا الحادث، وإجراء المحاسبة وفقاً للقوانين”.
شكوك حول شحنة وقود صلب
ولم تتوفر سوى تفاصيل قليلة حول السبب في اشتعال الحريق، لكن شركة أمنية بريطانية، تعمل في مجال إدارة المخاطر البحرية، الأحد، ذكرت أن شحنة من الوقود الصلب معدة للاستخدام في الصواريخ الباليستية قد تكون وراء الانفجار الضخم الذي شهده ميناء بندر عباس.
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” عن شركة “أمبري” الأمنية المتخصصة، ويقع مقرها الرئيسي في المملكة المتحدة، قولها إن الميناء استقبل شحنة من مادة الوقود الصاروخي الكيماوية في مارس من الصين.
ونفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية، الجنرال رضا طالعي، الأحد، التقارير التي تحدثت عن استيراد وقود صواريخ عبر الميناء.
وتظهر بيانات تتبع السفن التي حللتها وكالة “أسوشيتد برس” أن إحدى السفن المشتبه بحملها المادة الكيميائية كانت في المنطقة في مارس، كما ذكرت “أمبري”. ولم تعترف إيران رسمياً بتسلّم الشحنة.
ولا يزال من غير الواضح سبب عدم نقل إيران لهذه المواد الكيميائية من الميناء، خاصةً بعد انفجار ميناء بيروت عام 2020، الذي نتج عن اشتعال مئات الأطنان من نترات الأمونيوم شديدة الانفجار، مما أودى بحياة أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6 آلاف آخرين.
ويقع ميناء رجائي أهم ميناء للحاويات في إيران في محافظة هرمزجان، على بعد حوالي 1050 كيلومتراً جنوب شرق العاصمة، ويطل على مضيق هرمز، وهو الممر الضيق الذي يمر عبره 20٪ من النفط المتداول عالمياً.