قال باحث مقيم في بريطانيا يراقب الإنترنت في كوريا الشمالية، إن الأخيرة تشهد انقطاعا كبيرا في خدمة الإنترنت، السبت، مضيفا أن لم يتضح بعد إن كان ذلك نتج عن هجوم إلكتروني.
وفجأة أصبحت المواقع الإخبارية الرئيسية في كوريا الشمالية وموقع وزارة الخارجية على الإنترنت غير متاحة حاليا.
وأضاف الباحث: “يشهد الإنترنت في كوريا الشمالية انقطاعا كبيرا حاليا مما يؤثر على جميع الخطوط، سواء كانت تأتي عبر الصين أو روسيا”.
وأشار إلى ان البنية التحتية للإنترنت في كوريا الشمالية لا تظهر على الأنظمة التي تراقب أنشطة الإنترنت.
وتابع: “من الصعب تحديد ما إذا كان الأمر متعمدا أم حادثا، لكن يبدو أن هذا ناتج عن خلل داخلي وليس هجوما”.
وتُمثل كوريا الشمالية نموذجا فريدا للرقابة الشاملة على المعلومات، حيث تتحكم الدولة بصرامة في جميع وسائل الإعلام والاتصالات. رغم وجود دستور ينص على حرية التعبير (المادة 67)، إلا أن الواقع يُظهر نظامًا يُصنف باستمرار كـ”الأسوأ عالميًا” في حرية الصحافة، حسب تصنيف “مراسلون بلا حدود” .
الرقابة الإعلامية وآليات السيطرة
1. السيطرة على المحتوى
تُحذف أي أخبار تنتقد النظام أو تُظهر المشاكل الاقتصادية، وتُعدّ حتى الأخطاء المطبعية في التقارير جرائم يعاقب عليها بالسجن أو الأشغال الشاقة .
يُخصص 90% من وقت البث الإخباري لدعاية تُمجد عائلة كيم، مثل الادعاءات بأن كيم جونغ إيل “أوقف المطر” خلال زيارته لروسيا .
تُنشر الأخبار السيئة (مثل المجاعة في التسعينيات) نادرًا، بينما تُبالغ في تغطية الإنجازات المزعومة مثل إطلاق الأقمار الصناعية التحكم في الصحفيين:
يجب أن يكون جميع الصحفيين أعضاء في حزب العمال، وينتمون لعائلات موالية سياسيًا .
تُدار وسائل الإعلام حصريًا بواسطة وكالات أنباء حكومية، ولا يُسمح بالوصول إلى مصادر أجنبية .
نظام الإنترنت والرقابة الرقمية
1. شبكة “كوانغميونغ” الداخلية
بدأت عام 2000، وهي إنترنت محلي معزول عن العالم، يحتوي على 1,0005,500 موقع خاضع للرقابة
تتيح خدمات محدودة: بريد إلكتروني، محرك بحث داخلي، منصات شبيهة بفيسبوك، ومكتبات رقمية .
يُمنع عامة السكان من الوصول للإنترنت العالمي، بينما يُسمح لكبار المسؤولين والأجانب المحدودين فقط .
مراقبة الأجهزة والتجسس:
الهواتف الذكية (مستوردة من الصين ومعدلة) تُثبت عليها تطبيقات تجسس مثل “العلم الأحمر”، الذي يلتقط لقطات شاشة عشوائية ويخزنها في قاعدة بيانات تسمى “عارض التتبع” .
تُوضع علامات رقمية على الملفات لرصد الوسائط الأجنبية، ويُمنع استخدام شبكات الواي فاي المفتوحة .
تُعديل أجهزة “أندرويد” لشبكة “ميراي” للواي فاي، التي توصل فقط بشبكة “كوانغميونغ” في بيونغيانغ .
العقوبات ومحاولات الالتفاف
1. قوانين صارمة:
مشاهدة الإباحية أو المحتوى المنتقد لعائلة كيم يُعاقب بالإعدام .
كسر حماية الهواتف (Jailbreak) يُعاقب بـ 3 أشهر عمل إجباري على الأقل، مع غرامات تصل لـ10 أضعاف الراتب الشهري .
2. أساليب التهرب:
30% من الطلاب الجامعيين يخترقون هواتفهم باستخدام تطبيقات مهربة من الصين .
ظهور خدمات سرية لـ”فتح” الهواتف، وتهريب وسائط عبر كروت ذاكرة بسعر 500 دولار للقطعة
الترفيه الرقمي بين التقييد والانتهاكات
1. الألعاب الإلكترونية:
تنتشر ألعاب مثل “سوبر ماريو” و”موران بونغ” (لعبة محلية)، لكن الألعاب الأجنبية غير قانونية .
تُدار “غرف كمبيوتر” سرا في المدن الكبرى، حيث يربط الشباب أجهزتهم بكابلات لتشكيل شبكات لعب محلية .
2. الثقافة الجماعية vs. الترفيه الفردي:
تُشجع الدولة الفعاليات الجماعية (حفلات الرقص، الأحداث الرياضية)، بينما يُعد الترفيه الفردي عبر الألعاب “خروجًا على الثقافة الاشتراكية” .
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية