استنكر بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر الأوضاع التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة خلال عظته في عيد الميلاد، الخميس، في نداء مباشر على نحو غير معتاد خلال قداس يقام عادة في أجواء مهيبة وروحانية بمناسبة احتفال مسيحيي العالم بميلاد المسيح.

وتساءل ليو، أول بابا من الولايات المتحدة: “كيف لنا ألا نفكر بالخيام في غزة، التي ظلت لأسابيع مكشوفة أمام المطر والرياح والبرد؟”.

ولدى ليو، الذي يحتفل بعيد الميلاد الأول بعد انتخابه في مايو، خلفاً للبابا الراحل فرنسيس، أسلوب أكثر هدوءاً ودبلوماسية من سلفه، وعادة ما يتجنب الحديث عن أمور سياسية في عظاته.

وفي عظة ألقاها في وقت لاحق بمناسبة عيد الميلاد، عبَّر البابا، الذي جعل رعاية المهاجرين محوراً أساسياً في مستهل فترة بابويته، عن أسفه لحال المهاجرين واللاجئين الذين “يجوبون القارة الأميركية”.

ولم يذكر البابا ليو الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالاسم، مع أنه سبق أن انتقد حملة ترمب على المهاجرين.

وفي عظة ألقاها عشية عيد الميلاد، الأربعاء، قال البابا إن رفض مساعدة الفقراء والغرباء هو عزوف عن الرب نفسه.

قيام دولة فلسطينية

وعبر البابا الجديد أيضاً عن أسفه لأوضاع الفلسطينيين في غزة عدة مرات في الآونة الأخيرة، وصرح للصحافيين، الشهر الماضي، بأن الحل الوحيد للصراع المستمر منذ عقود بين إسرائيل والشعب الفلسطيني يجب أن يتضمن قيام دولة فلسطينية.

في أكتوبر، اتفقت إسرائيل وحركة حماس على وقف إطلاق النار، بعد عامين من القصف المكثف والعمليات العسكرية التي أعقبت هجوماً مباغتاً قادته “حماس” على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر 2023.

وتقول المنظمات الإنسانية إن المساعدات التي تصل إلى غزة لا تزال ضئيلة للغاية، في ظل أن جميع سكانها تقريباً بلا مأوى.

وفي قداس الخميس، الذي حضره الآلاف في كاتدرائية القديس بطرس، عبّر البابا ليو أيضاً عن أسفه لأوضاع المشردين في جميع أنحاء العالم، والدمار الناجم عن الحروب التي تعصف بالعالم.

وقال: “هشة هي أجساد الشعوب العاجزة عن الدفاع عن نفسها، تعاني من ويلات حروب لا تزال مستمرة، أو انتهت مخلفة وراءها أنقاضاً وجراحاً غائرة”. وتابع: “هشة هي عقول وأرواح الشباب الذين اضطروا لحمل السلاح، والذين يشعرون على خطوط المواجهة بعبثية ما يُطلب منهم، وبالأكاذيب التي تملأ الخطابات الرنانة لمن يرسلونهم إلى حتفهم”.

الصراعات حول العالم

وفي عظة ألقاها، الخميس، خلال رسالة “إلى المدينة والعالم”، التي يلقيها البابا في عيد الميلاد وعيد الفصح، دعا البابا ليو إلى إنهاء جميع الحروب العالمية.

ومن الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، أمام آلاف الأشخاص في الساحة، عبر ليو عن أسفه للصراعات السياسية والاجتماعية والعسكرية في أوكرانيا، والسودان، ومالي، وميانمار، وتايلندا، وكمبوديا، وغيرها.

وقال ليو إن الشعب الأوكراني يعاني من ويلات العنف. واختتم البابا عظته قائلاً: “ندعو أن يتوقف دوي الأسلحة، ولأن تجد الأطراف المتنازعة، بدعم والتزام المجتمع الدولي، الشجاعة للانخراط في حوار صادق ومباشر ومحترم”.

أما بالنسبة لتايلندا وكمبوديا، حيث دخلت المعارك الحدودية أسبوعها الثالث مع سقوط ما لا يقل عن 80 شخصاً، طلب ليو إعادة “الصداقة القديمة” بين البلدين، “للعمل من أجل المصالحة والسلام”.

شاركها.