باحثون يطورون نموذجاً ذكياً قادراً على تشخيص شدة الإكزيما

طوَّر فريق بحثي ياباني متعدد التخصصات نموذجاً مبتكراً للذكاء الاصطناعي قادراً على تقييم شدة “الإكزيما” بشكل موضوعي باستخدام صور يلتقطها المرضى عبر هواتفهم الذكية.
ويعاني مرضى التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) من أعراض مزمنة متكررة، تتطلب مراقبة مستمرة، وتعديلاً للعلاج.
ورغم انتشار التطبيقات الصحية ومنصات التواصل الاجتماعي التي تتيح للمرضى تتبع حالتهم، إلا أن التقييم الذاتي للأعراض مثل الحكة، أو اضطرابات النوم لا يعكس بالضرورة شدة المرض الفعلية.
الذكاء الاصطناعي وتشخيص الأمراض
ويوفر الذكاء الاصطناعي تقييماً دقيقاً ومعيارياً يعتمد على التحليل البصري للآفات الجلدية.
ونُشرت الدراسة في مجلة “أليرجي” (Allergy). ويعمل النموذج الجديد للذكاء الاصطناعي من خلال تحليل صور الإكزيما التي يرفعها المرضى، عبر هواتفهم الذكية، باستخدام ثلاث خوارزميات متطورة تعمل بتكامل.
في البداية، تحدد الخوارزمية الأولى جزء الجسم المصاب بدقة، سواء كان الوجه أو الذراعين أو الساقين أو غيرها، تليها الخوارزمية الثانية التي تكتشف الآفات الجلدية المميزة للإكزيما مثل البقع الحمراء والقشور.
بعد ذلك، يأتي دور الخوارزمية الثالثة، وهي الأكثر تطوراً، لتقييم شدة الحالة، باستخدام مقياس TIS المعتمد طبياً، إذ تقيس بدقة ثلاث مؤشرات رئيسية وهي “درجة الاحمرار، وحجم التورم، وكمية الخدوش أو التقرحات”.
قاعدة بيانات ضخمة
يعتمد النظام على قاعدة بيانات ضخمة من أكثر من 57 ألف صورة حقيقية، جمعتها “منصة أتوبيو” من 28 ألف مريض منذ 2018، ما يمنحه قدرة عالية على التحليل والتشخيص الدقيق.
بعد تدريب النموذج على 880 صورة مع تقييمات ذاتية للحكة، أظهر دقة تشخيصية عالية. وفي اختبارات التحقق باستخدام 220 صورة، وجد الباحثون أن تقييم الذكاء الاصطناعي يتوافق بقوة مع تقييم أطباء الجلدية.
وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، تاكيا أداتشي إن “كثير من المرضى يواجهون صعوبة في تقييم شدة الإكزيما بأنفسهم. وهذا النموذج يتيح مراقبة موضوعية في الوقت الفعلي، باستخدام الهاتف الذكي فقط، ما يعزز إدارة المرض بشكل أفضل”.
وكشفت الدراسة أيضاً عن ضعف الارتباط بين تقييم الذكاء الاصطناعي والتقييم الذاتي للحكة، ما يؤكد الحاجة إلى “واسمات (علامات) رقمية”، تعزز الدقة في التشخيص والعلاج.
ويسعى الفريق حالياً إلى توسيع نطاق النموذج ليشمل أنواعاً مختلفة من البشرة، وأعماراً متنوعة، بالإضافة إلى دمج ميزات إضافية من أنظمة التقييم السريري