وطن تحوّلت شوارع العاصمة الفرنسية باريس إلى ساحة معركة مفتوحة بعد فوز نادي باريس سان جيرمان على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في مباراة تاريخية بدوري أبطال أوروبا. لكن صافرة النهاية لم تكن إيذانًا بالاحتفال، بل بداية لانفجار شعبي وأمني هزّ المدينة.
مشاهد صادمة وثقتها الكاميرات تُظهر نيرانًا تلتهم السيارات، محلات تُنهب، واشتباكات عنيفة بين قوات الأمن والجماهير التي خرجت للاحتفال قبل أن تنقلب الأوضاع. الأعلام تحولت إلى حجارة، والأهازيج صارت صرخات، وشوارع الشانزليزيه الأشهر عالميًا أصبحت أشبه بساحة قتال، فيما غطى الدخان الأسود سماء العاصمة.
السلطات الفرنسية سارعت إلى نشر قوات إضافية في قلب المدينة واستخدمت خراطيم المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بينما أعلنت وزارة الداخلية عن اعتقال 294 شخصًا خلال أقل من ست ساعات، في واحدة من أسوأ ليالي الفوضى التي تشهدها باريس منذ سنوات.
اللافت أن أعمال الشغب لم تقتصر على المناطق المحيطة بالملعب، بل امتدت إلى أحياء عدة، أبرزها حديقة الجمهورية التي تحولت إلى مسرح للاشتباكات، في وقت كانت فيه جماهير الفريق تحتفل بلقب طال انتظاره داخل حديقة الأمراء. المفارقة الدامية زادت من غضب وانتقادات الشارع الفرنسي الذي تساءل عن جدوى الانتصارات إن كانت ستنتهي في غرف التحقيق والمستشفيات.
وتأتي هذه الأحداث وسط سياق سياسي واجتماعي متوتر، حيث تشهد فرنسا ارتفاعًا في معدلات الغضب الشعبي ال بالبطالة، وغلاء المعيشة، وتزايد انتقادات سياسات ماكرون الأمنية. ويخشى كثيرون من أن تتحول كرة القدم من متنفس للجماهير إلى شرارة إضافية تؤجج أزمات البلاد.
هل تدفع باريس ثمن فوزها الرياضي؟ وهل تتحول نشوة البطولة إلى لعنة أمنية؟ عاصمة النور تقف على مفترق طرق.. بين المجد الكروي والفوضى الاجتماعية، في مشهد يلخّص صراعًا أعمق بكثير من مجرد لعبة.
نهائي دوري الأبطال.. باريس سان جيرمان وانتر مباشر والتشكيلة والموعد والتعليق