اخر الاخبار

باكستان.. استمرار محاولات إنقاذ ركاب قطار “جعفر إكسبريس”

سيطر الجيش الباكستاني على محطة سكك حديدية رئيسية في مقاطعة بلوشستان جنوب غربي البلاد، حيث تم جلب عشرات النعوش الفارغة الأربعاء، بينما واصلت قوات الأمن عملية إنقاذ لتحرير مئات الأشخاص الذين احتجزهم مسلحون انفصاليون بعد هجوم على قطار “جعفر إكسبريس” الثلاثاء، الذي كان يقل نحو 450 راكباً، وفق ما ذكرت صحيفة “عرب نيوز باكستان”.

وفجرت جماعة جيش تحرير بلوشستان جزءاً من خط السكة الحديدية وهاجمت القطار الذي كان متجهاً من كويتا إلى بيشاور بعد ظهر الثلاثاء، في منطقة موشكاف، الواقعة ضمن سلسلة جبال بولان في بلوشستان.

وقالت الجماعة مساء الثلاثاء، إنها تحتجز 214 شخصاً كرهائن، من بينهم أفراد من الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات، بينما قال مسؤول أمني إنه تم إنقاذ 190 راكباً بحلول ظهر الأربعاء.

انتحاريون يعقدون جهود الإنقاذ

وقالت مصادر الأربعاء، لـ”رويترز”، إن مهاجمين يرتدون أحزمة ناسفة جلسوا بجوار الركاب المحتجزين رهائن، مما أدى إلى تعقيد جهود الإنقاذ بعد مرور يوم على بداية أول عملية خطف من نوعها في البلاد.

ولم يتضح عدد المسلحين المشاركين في الهجوم. وذكرت مصادر أمنية اليوم الأربعاء أن 27 منهم قتلوا حتى الآن.

وتشهد المقاطعة منذ عقود تمرداً انفصالياً، حيث تتهم الجماعات الانفصالية الحكومة بنهب موارد المقاطعة الطبيعية وترك سكانها غارقين في الفقر.

وتقول هذه الجماعات إن قوات الأمن تقوم بارتكاب انتهاكات، وفي المقابل، ينفي المسؤولون الحكوميون وقوات الأمن بشدة انتهاكهم لحقوق الإنسان، ويؤكدون أنهم يعملون على تنمية المقاطعة عبر مشاريع تطوير، بما في ذلك خطط تبلغ قيمتها مليارات الدولارات بتمويل من الصين.

وبعد ظهر الأربعاء، وصف شاهد عيان لصحيفة “عرب نيوز” مشهد وصول عشرات النعوش الفارغة إلى محطة قطارات كويتا، عاصمة مقاطعة بلوشستان. وقال إن الجيش كان منتشراً بكثافة في أرجاء المحطة، بينما وصل عشرات من أفراد عائلات الرهائن بحثاً عن ذويهم.

ومن بين هؤلاء، كانت عائلة أمجد ياسين، سائق قطار جعفر إكسبرس البالغ من العمر 50 عاماً، والذي قال المسؤولون الثلاثاء إنه قُتل خلال الهجوم.

وقال أمير ياسين، الشقيق الأصغر للسائق، لصحيفة “عرب نيوز باكستان”: “نحن على اتصال بمسؤولي السكك الحديدية منذ الأمس، لكن لا أحد يقول الحقيقة.”

وأضاف: “تردنا تقارير متعددة حول وفاة شقيقي، لكن كيف يمكننا تصديق ذلك حتى نرى جثمانه؟”

ووصف محمد عابد، أحد موظفي السكك الحديدية الذي كان على متن القطار ووصل إلى محطة ماخ، الهجوم بأنه “أكثر الأيام رعباً” في حياته.

وقال لصحيفة “عرب نيوز” عبر الهاتف: “كنا نجلس في إحدى عربات قطار جعفر إكسبريس عندما استهدف انفجار قوي القطار وبدأ إطلاق نار كثيف.”

وأضاف: “اختبأنا في دورات المياه مع ركاب آخرين، لكن المسلحين اقتحموا القطار وأجبرونا على النزول منه. بعد تفتيش هوياتنا، طلبوا منا الركض على السكة الحديدية. لقد مر شريط حياتي أمام عيني عندما رأيت عشرات المسلحين يقفون على السكة.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *