زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منطقة كورسك غربي البلاد مرتدياً زياً عسكرياً، الأربعاء، وذلك للمرة الأولى منذ توغل أوكرانيا في أغسطس الماضي، ودعا القوات الروسية لـ”هزم العدو وتحرير المنطقة بالكامل في أقرب وقت ممكن”.
وقال بوتين إن موسكو “ستعامل الجنود الذين أُسروا في منطقة كورسك كإرهابيين”، وفق ما أوردت وكالة “إنترفاكس”، فيما ذكر رئيس هيئة الأركان العامة الروسية فاليري جيراسيموف، أن “أكثر من 400 جندي أوكراني تم أسرهم في كورسك”.
وزار بوتين مركز التحكم الذي تستخدمه القوات الروسية، واستمع إلى تقرير من فاليري جيراسيموف، الذي أخبره بأن القوات الأوكرانية في كورسك “أصبحت محاصرة الآن”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق، الأربعاء، استعادة السيطرة على 5 قرى أخرى من القوات الأوكرانية في منطقة كورسك، فيما تم تداول مقاطع فيديو تظهر جنوداً روس في وسط مدينة سودجا، أكبر مدن المنطقة، وهي واقعة على طريق رئيسي بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
وأكد بوتين خلال زيارته إلى كورسك “ضرورة النظر في إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود” مع أوكرانيا، بعد تحرير هذه الأراضي، فيما قال جيراسيموف إن “أكثر من 86% من الأراضي التي كانت تحتلها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك تم استرجاعها”.
وأضاف رئيس أركان الجيش الروسي أن “القوات الروسية حررت 24 بلدة ومساحة 259 متر مربع من أراضي كورسك خلال الأيام الخمسة الماضية”، مشيراً إلى “دخول جنود روس إلى منطقة سومي الأوكرانية في بعض أجزاء الحدود”.
من جهته، قال قائد الجيش الأوكراني إن القوات ستواصل عملياتها في منطقة كورسك “ما دام كان ذلك ملائماً واقتضت الضرورة ذلك”، مضيفاً أن القتال مستمر في بلدة سودجا ومحيطها.
وكتب أوليكساندر سيرسكي على فيسبوك: “وحدات القوات الأوكرانية تتحرك في مناورة إلى مواقع أفضل، إذا لزم الأمر”، مضيفاً أن “إنقاذ حياة الجنود يمثل أولوية”.
وفجرت كييف واحدة من أكبر مفاجآت الحرب في 6 أغسطس الماضي، عندما اقتحمت الحدود وسيطرت على أرض داخل روسيا، معتبرة أن ذلك سيعزز ورقتها المحتملة في التفاوض، ولكن بعد 7 أشهر، تقلصت المساحة التي سيطرت عليها تدريجياً، ليتدهور وضع أوكرانيا بشكل حاد خلال الأيام الماضية.
روسيا تتقدم وأوكرانيا تتراجع في كورسك
وأفادت وكالة “رويترز” بأن القوات الأوكرانية توشك على ما يبدو على فقد موطئ القدم الذي حصلت عليه بشق الأنفس في كورسك، فيما نقلت عن مدونين عسكريين من كلا الجانبين، قولهم إن “القوات الأوكرانية تنسحب”.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مجموعة قوات “الشمال” الروسية تمكنت من “تحرير بلدات كازاتشيا لوكنيا، وكنيازي الأول، وكنيازي الثاني، وزاموستي، وميرني، في مقاطعة كورسك”.
وذكرت الوزارة في بيان: “واصلت وحدات من قوات مجموعة الشمال الروسية عملياتها الهجومية، مستهدفةً من خلالها تشكيلات الألوية الأوكرانية، في مناطق جوجوليفكا وجونشاروفكا وجيفو وزاوليشينكا وكنيازي الأول وكوريلوفكا وميلوفوي وأوليشنيا وسودجا وتشركاسكايا كونوبيلكا وتشركاسكوي بوريشنوي. كما تم صد هجوم مضاد واحد للعدو”.
وتقع سودجا، عاصمة مقاطعة كورسك، على بُعد أقل من 10 كيلومترات من الحدود الأوكرانية، وعلى بُعد 85 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي.
وقالت “رويترز” إنها تحققت من مقطع فيديو نشره مدونون روس ووسائل إعلام رسمية، يُظهر جنوداً يقفون حاملين العلم الروسي في ساحة بوسط سودجا، وهي بلدة قريبة من الحدود الأوكرانية على طريق رئيسي تستخدمه أوكرانيا للإمدادات.
وقام موقع “ديب ستيت” الأوكراني الذي يرسم خطوط المواجهة في الحرب، بتحديث خريطة ساحة المعركة لإظهار أن القوات الأوكرانية لم تعد تسيطر على سودجا. ومع ذلك، قال الموقع إن القتال مستمر على مشارف المدينة.
وكتب المدوّن العسكري الأوكراني سكادوفسكي ديفيندر على “تيليجرام”، قائلاً إن “القوات المسلحة الأوكرانية تغادر كورسك، لن يكون هناك أي جندي أوكراني هناك بحلول الجمعة”.
وقال المدون الروسي المستقل رسلان ليفييف، إن التوغل الأوكراني يقترب من نهايته.
