شارك عدد من قادة وزعماء العالم وآلاف الأشخاص، السبت، في مراسم تشييع البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، إذ يخالف دفنه التقاليد الحديثة، ليدفن في كنيسة القديسة مريم الكبرى، حيث ينتظره قبر بسيط تحت الأرض يحمل اسمه فقط.
وأشاد الكاردينال جيوفاني باتيستا ري، بالبابا، واصفاً إياه بأنه “بابا الشعب”، وراعي كنيسة عرف كيف يتواصل مع الآخرين بأسلوب غير رسمي وعفوي، فيما استذكر أن آخر صورة يتذكرها الكثيرون للبابا فرنسيس كانت وهو يُلقي ما سيصبح بركته الأخيرة في أحد الفصح، ويُلقي التحية من سيارة البابا في نفس الساحة التي أُقيمت فيها جنازته.
وحضر الجنازة الرئيسان الأميركيان السابق جو بايدن وزوجته جيل، والحالي دونالد ترمب وزوجته، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، وقادة الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى ولي عهد بريطانيا الأمير وليام، والعائلة المالكة الإسبانية، كما توافد عشرات الآلاف لحضور الجنازة، التي صمّمها البابا بنفسه، عندما عدّل وبسّط طقوس الفاتيكان، العام الماضي.
ووصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، إضافة إلى ملك الأردن عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا إلى مقاعدهم، كما اصطحب ترمب زوجته ميلانيا إلى خارج كاتدرائية القديس بطرس إلى مقعديهما لحضور الجنازة.
واصطف الكرادلة مرتدين الثياب الحمراء على طول الطريق، وتبعوهم بينما انفجر الحشد في الساحة بالتصفيق تعبيراً عن مشاعر الاحترام والتقدير لشخص البابا، إذ شكّل الكرادلة صفاً مزدوجاً في كاتدرائية القديس بطرس، محاطين بالنعش أثناء حمله إلى الساحة لحضور قداس الجنازة، فيما رُفع النعش وسط تصفيق حار.
وأعلن الفاتيكان أن نعش البابا فرنسيس سيُوضع على ظهر سيارة بابوية استُخدمت خلال رحلته إلى الفلبين في عام 2015، إذ تم تعديل السيارة ليكون النعش مرئياً للمعزين على طول الطريق.
وتوافد المعزون للحصول على مكانٍ في الجزء الخلفي من الساحة، خلف مقاعد كبار الشخصيات، أما المنطقة الواقعة على يسار المذبح الرئيسي، أعلى درجات البازيليكا، فهي مخصصة للمحتفلين وكبار رجال الدين الكاثوليك، بينما يجلس قادة العالم وأفراد العائلات الملكية على اليمين.
وحمل بعض الحاضرين لافتاتٍ تُعلن عن سنة اليوبيل المقدسة التي افتتحها البابا فرنسيس في ديسمبر، والتي ستستمر رغم وفاته
وبلغ عدد المشاركين في جنازة البابا فرنسيس 200 ألف شخص، وفق ما أعلن الفاتيكان، حيث توافد المعزون إلى ساحة القديس بطرس والمناطق المحيطة بها.
وتوفي البابا فرنسيس عن 88 عاماً، إثر إصابته بسكتة دماغية، الاثنين الماضي، بعد يوم من عيد الفصح، بعد يوم واحد فقط من ظهوره في الساحة نفسها لتقديم البركة للمؤمنين في ذروة التقويم المسيحي.
