بالفيديو| بسطات دمشق تشعل الجدل.. استطلاع رأي يكشف ما يخيف “الفقراء” من قرار المحافظة

أثار قرار محافظة دمشق إزالة البسطات من الشوارع والمواقع الرئيسية حالة من الجدل والغضب لدى الباعة الذين يعتاشون من هذه الأعمال، مشيرين إلى أن نقلهم إلى مواقع أقل كثافة سكانية وبعيدة عن الأسواق سيؤثر سلبًا على معيشتهم.
وكانت محافظة دمشق قد أعلنت، في 24 من شباط الماضي، عن إزالة الإشغالات الطرقية، بما فيها “البسطات” بمختلف أنواعها، مؤكدة أنها تعمل على تجهيز أماكن مخصصة للبازارات والأسواق التفاعلية، بهدف نقل المستفيدين من البسطات إليها، وفق نظام سيتم الإعلان عنه لاحقًا.
وبدأت المحافظة، اليوم، حملة لملاحقة بائعي البسطات بعد تخصيص 11 موقعًا جديدًا لهم، ومنع تواجدهم في الأسواق العامة والشوارع الرئيسية. وبحسب مصدر خاص لوكالة “ستيب الإخبارية”، فقد سجّل عشرات الباعة أسماءهم لدى محافظة دمشق لاستلام مواقعهم المخصصة، إلا أن حالة من الغضب والرفض تسود بينهم بسبب بُعد هذه المواقع عن الأسواق والمناطق المكتظة بالسكان.
وأكد المصدر أن دوريات تابعة للمحافظة بدأت منذ صباح اليوم بملاحقة الباعة، لا سيما في مناطق جسر الحرية، والبرامكة، وشارع الثورة وسط دمشق، وذلك ضمن خطة التنظيم الجديدة الرامية إلى تقليل الازدحام.
وقال أحد الباعة في دمشق لوكالة “ستيب الإخبارية”: “نحن مع التنظيم، لكن نطالب بوضع البسطات في مواقع تشهد حركة نشطة للناس، وليس بين الأبنية البعيدة كما في الساحة القريبة من طريق المطار”.
ويشير إلى أن بعض المواقع الجديدة، مثل سوق الزبلطاني وكراج البرامكة، لا تشهد حركة بشرية كافية، ما يجعلها غير مناسبة للبيع.
وقال بائع آخر: “خرجنا من أزمة بسبب النظام الساقط، وها نحن نتجه إلى أزمة جديدة بسبب هذه القرارات، ولا تزال المحسوبيات واضحة في ملاحقة بعض الباعة دون غيرهم”.
كما عبّر رجل ستيني يعمل بائعًا على إحدى البسطات عن استيائه، قائلاً: “لماذا لا يخصصون لنا بسطات في كراجات حلب وينظمونا هناك؟ لماذا يختارون مواقع نائية لا أحد يرتادها؟”.
وحذر أحد الباعة من أن القرار قد يؤدي إلى فوضى كبيرة، إذ سيلجأ العديد من أصحاب البسطات إلى التحايل على دوريات المحافظة والاستمرار في العمل غير المنظم في المواقع القديمة، لأن المواقع الجديدة لا تحقق نفس المردود المالي.
وكانت محافظة دمشق قد أكدت، في بيان، التزامها الكامل بعدم السماح بعودة أي مظهر من مظاهر الفوضى أو التعدي على الأملاك العامة، مشيرة إلى أن هذه الإشغالات كانت تُسيء إلى المظهر الحضاري وتُعيق حركة تنقل المواطنين.
وتتوزع المواقع المخصصة الجديدة على النحو التالي: السويقة (جانب المؤسسة العامة للتبغ)، حديقة ابن عساكر، الزاهرة (شارع برج سيرياتل)، ثانوية عصام كعور، كراج صيدنايا (مقابل دائرة خدمات سوق الهال)، حديقة دوار المطار (قرب مخفر الشاغور).
كما تشمل الساحات المخصصة: الزاهرة (جانب جامع الرضا)، ساحة الوسيم (جانب جامع الوسيم في شارع اليرموك)، ركن الدين (جانب مستشفى ابن النفيس)، مساكن برزة (ساحة قره جولي)، دمشق القديمة (مقابل دوار المطار)، وكفرسوسة (الساحة قرب نادي المحافظة).
وشهدت شوارع دمشق في الأشهر الأخيرة ازديادًا ملحوظًا في انتشار البسطات، خاصة بعد سقوط النظام السابق، في ظل غياب الرقابة وتراجع الإجراءات التنظيمية. ويُرجع خبراء هذا الانتشار إلى ارتفاع معدلات البطالة، لاسيما بعد فقدان أعداد كبيرة من موظفي القطاع الحكومي وظائفهم نتيجة قرارات الفصل الجماعي، مما دفع بالكثير منهم إلى العمل كباعة جوالين بحثًا عن مصدر دخل يؤمن لهم الحد الأدنى من متطلبات المعيشة.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية