تُوّفي الموسيقار والمسرحي اللبناني زياد الرحباني(69 عاما) مساء السبت 26 يوليو 2025، في مستشفى “فؤاد خوري” ببيروت، بعد صراع مع تليّف الكبد وتدهور صحي استمر سنوات. وفقا للتقارير الطبية، كانت الوفاة نتيجة توقف القلب، بعد 15 يوما من دخوله المستشفى .

نعته عائلته، وأعلنت أن الجنازة ستُقام يوم الاثنين 28 يوليو في كنيسة “رقاد السيدة” بالمحيدثة، بكفيا، الساعة 4 مساءً، ويستمر العزاء يومي الاثنين والثلاثاء (11 صباحًا 6 مساءً) . 

 

دخلت الفنانة فيروز (90 عامًا) في “حالة انهيار نفسي” عقب سماعها نبأ وفاة نجلها البكر، وتدخّل أطباء لمراقبة صحتها. في منشورات نُسبت إليها على وسائل التواصل، اختارت كلمات من أغانيها تعكس عمق الفقد:  

 “أنا الأم الحزينة، وما من يُعزّيها… لأول مرة ما منكون سوا” .  

هذه ليست المرة الأولى التي تفقد فيها فيروز ابنا، إذ توفيت ابنتها ليال (1988) بعمر 27 عاما ليعود الألم مُضاعفا .  

الظهور المسرحي: بدأ بدور “الشرطي” في مسرحية “المحطة” (1973)، ثم قدّم مقدمة موسيقية لمسرحية “ميس الريم”، مُظهرًا تأثره بموسيقى الجاز والكلاسيك .  

المسرح: مرآة الحرب الأهلية 

ابتعد زياد عن الأسلوب الرومانسي لوالده وعمّه (الأخوين رحباني)، واتجه إلى المسرح السياسي الساخر الذي يعكس جراح لبنان:  

أبرز أعماله:  

  “سهرية” (1973): أول مسرحية من تأليفه، هجاء اجتماعي على شكل حفلة غنائية .  

  “فيلم أمريكي طويل” (1980): ناقش الجنون الطائفي عبر أحداث في مصحّة نفسية  

  “بالنسبة لبكرا شو” و”شي فاشل”: سخر من الفساد والانهيار الاقتصادي بلغة الشارع اللبناني 

وصف الباحث أكثم اليوسف مسرحه بأنه “صوت جيل ضائع تتقاذفه أهوال الحرب” .  

 

الألحان: بين فيروز والصوت الخاص 

تعاونه مع فيروز: قدّم لها أكثر من 20 أغنية، منها:  

  “أنا عندي حنين”، “البوسطة”، “ضاق خلقي”، “حبيتك تنسيت النوم” .  

أغانيه الخاصة مثل “بلا ولا شي”، “عايشة وحدا بلاك”، و”أنا مش كافر”، التي تحولت إلى أناشيد للتمرد .  

 

الحياة الشخصية:

العلاقات العائلية  

  تزوّج من دلال كرم وأنجب منها ابنا (عاصي)، لكن زواجهما انتهى بالطلاق، وتعرّض لاحقا لحرمان من رؤية ابنه بسبب انقسام بيروت أثناء الحرب .  

  ارتبط بعلاقة دامت 15 عاما مع الممثلة كارمن لبس، انتهت بسبب “فوضى حياته” كما اعترف .  

الصراع مع المرض: ابتعد عن الأضواء منذ سنوات بسبب تليّف الكبد، وغاب عن تكريمه في مهرجان الموسيقى العربية 2024 .  

التأثير الثقافي: “لم يكن فنانا بل ظاهرة” 

كلمات النعي: من الرئيس إلى الفنانين  

الرئيس جوزيف عون “كان ضميرا حيا وصوتا متمردا على الظلم… كتب وجع الناس بموسيقى جمعت الكلاسيك والجاز والشرق” .  

الفنانين العرب:  

  جورج وسوف: “أعمالك خالدة… فنك سيظل في القلب عبر الأجيال”.  

  إليسا: “خسر لبنان جزءًا من ذاكرته الجماعية” .  

 

الإرث: مدرسة فنية متفردة  

خلّف زياد:  

ترسانة مسرحية: حوّلت الواقع المرير إلى كوميديا سوداء.  

توليفة موسيقية: مزجت الجاز بالإيقاع الشرقي، مؤثرة في أجيال من الموسيقيين.  

خطاب سياسي جريء: عبر برامجه الإذاعية مثل “بعدنا طيبين قول الله”، التي هاجم فيها الانقسام الطائفي .  

 

الجنازة: وداع جماعي في “كنيسة رقاد السيدة”

  تقام الجنازة الاثنين 28 يوليو، 4 مساءً، كنيسة رقاد السيدة (بكفيا).  

  سيكون العزاء الاثنين والثلاثاء (11 صباحًا 6 مساءً) في صالون الكنيسة .  

 سيُنقل الجثمان من مستشفى الحمراء إلى بكفيا، حيث ستودعه فيروز بصمت   

وقال غسان سلامة، وزير الثقافة اللبناني: “كنّا نخاف من هذا اليوم… تحوّلت خطط علاجه إلى أفكار بالية، لأنه لم يعد يريد المعالجة”  

 زياد الذي صار أغنية رحل زياد الرحباني، لكن إرثه بقي: ساخرا كمسرحياته، مرا كسيرته، جميلًا كألحانه. لقد حوّل ألم بيروت إلى فنّ يُخلّدها، وها هي المدينة تُشيعه اليوم بأغنياته، وكأنها تقول: “ضاق خلقي ياصبي… لكنك خلّفتَ الجمال”.  

 

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

شاركها.