في انتقاد لاذع وجّه الرئيس الأميركي السابق جو بايدن سهام نقده إلى خلفه دونالد ترامب، قائلاً إنه «وجّه كرة هدم إلى الديمقراطية»، في إشارة ساخرة إلى قاعة الرقص العملاقة التي شيّدها ترامب في الجناح الشرقي من البيت الأبيض.
وقال بايدن خلال كلمة ألقاها في حفل لجمع التبرعات نظّمه الحزب الديمقراطي في مدينة أوماها بولاية نبراسكا، مساء الجمعة، إنّه كان يتوقع أن يُحدث ترامب «دماراً سياسياً»، لكنه لم يتخيّل أن يقوم فعلياً «بهدم البيت الأبيض لبناء قاعة رقص بمساحة 90 ألف قدم مربعة»، وأضاف: «إنها الرمز المثالي لرئاسته، لقد استخدم كرة هدم ليس فقط ضد بيت الشعب، بل ضد الدستور وسيادة القانون وديمقراطيتنا ذاتها».
وسخر بايدن من تصريحات ترامب المتكررة بأن فترته الثانية جلبت «العصر الذهبي» لأميركا، قائلاً: «الذهب الوحيد الذي نراه هو ما يعلّقه على جدران المكتب البيضاوي»، في إشارة إلى الديكورات المذهّبة التي أضافها ترامب إلى المكتب الرئاسي.
وفي لحظة وجه فيها حديثه مباشرة إلى ترامب، قال بايدن: «إنك تتصرف بطريقة تُشعرنا جميعاً بالحرج كأمة، بصراحة»، كما اتهمه بخدمة مصالح الأثرياء على حساب الأميركيين العاديين، مضيفاً: «أنت تعمل لدينا، يا سيد الرئيس، نحن لا نعمل لديك، أنت تعمل من أجل الشعب، وليس فقط من أجل المليارديرات والأثرياء.. وأنا غاضب من ذلك».
وتحدث بايدن أيضاً عن إصابته بسرطان البروستاتا، بعد أسابيع من إنهائه علاجاً إشعاعياً ناجحاً، مشيراً إلى أن تجربته الشخصية جعلته أكثر إيماناً بأهمية تمويل الرعاية الصحية، وقال: «أشكر الله على الأطباء والممرضين وعلى التقدّم المذهل في أبحاث السرطان، لكنّ ترامب وأصدقاءه الجمهوريين يقلّصون تمويل الرعاية الصحية، ما يجعلها أكثر كلفة على الجميع تقريباً».
وجاءت تصريحات بايدن في ظل أطول إغلاق حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، وسط خلاف بين الحزبين حول تمديد إعانات التأمين الصحي ضمن قانون الرعاية الميسرة، والتي تنتهي بنهاية العام.
كما احتفل بايدن بفوز الديمقراطيين الساحق في انتخابات الثلاثاء، قائلاً بحماس: «الحزب الديمقراطي عاد بقوة!»، مشيراً إلى فوز زهران ممداني برئاسة بلدية نيويورك، وعبير سبيلبرغر وميكي شيريل بمنصبي حاكم ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي، إضافة إلى تمرير اقتراح ديمقراطي لإصلاح نظام الدوائر الانتخابية في كاليفورنيا.
وقال بايدن إن هذه الانتصارات «رسالة واضحة من الشعب الأميركي إلى ترامب ومعسكره»، مؤكداً مجدداً على هشاشة الديمقراطية وضرورة العمل الدائم لحمايتها، وأضاف: «الديمقراطية ليست أمراً مسلّماً به، ولا يوجد ما يضمن استمرارها حتى في أميركا، علينا أن نعمل بجد، وأن ننتخب قادة يؤمنون بها ويدافعون عنها ويحمونها».
وختم بايدن حديثه قائلاً: «أنا أعرف هذه الأمة وأعرف الشعب الأميركي، وأقول هذا بثقة: لا أحد، حتى الرئيس نفسه، يستطيع أن يدمّر ديمقراطيتنا إذا وقفنا معاً ودافعنا عنها».