برنامج الأغذية العالمي يعلن نفاد مخزون الطعام في غزة

أعلن برنامج الأغذية العالمي، الجمعة، نفاد مخزونه من الغذاء المخصص للفلسطينيين في قطاع غزة، وذلك بعد فرض إسرائيل حصاراً لمدة 54 يوماً.
وأوضح برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، أنه وزّع آخر ما تبقى من مخزونه على ما يقارب 50 مطبخاً، حيث يصطف مئات الآلاف يومياً لأخذ الطعام إلى عائلاتهم.
وقال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي، إن “طرود الطعام المخصصة لتوزيعها على العائلات في المنازل قد نفدت بالفعل، كما نفد الوقود من المخابز التي كانت تستلم دقيق البرنامج منذ أسابيع، ما اضطرها إلى حرق ألواح خشبية لإشعال الأفران قبل إجبارها على الإغلاق في 31 مارس الماضي”، حسبما أوردت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.
بدورها، قالت وكالة الأمم المتحدة: “لم تدخل أي إمدادات إنسانية أو تجارية إلى غزة منذ أكثر من 7 أسابيع، حيث لا تزال جميع المعابر الحدودية الرئيسية مغلقة. وهذا أطول إغلاق يواجهه قطاع غزة على الإطلاق. يستنفد الناس سبل التأقلم، وقد انهارت المكاسب الهشة التي تحققت خلال وقف إطلاق النار القصير”، محذرة من أن هذا “يُعرّض حوالي 60 مليون شخص حول العالم لخطر فقدان المساعدات الغذائية الوشيك”.
ويعاني برنامج الأغذية العالمي من نقص في الأموال المخصصة لإطعام الجياع، حيث انخفض تمويله بنسبة 40% لعام 2025 بسبب التخفيضات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
كما تعاني وكالات أخرى، بما في ذلك “وورلد سنترال كيتشن”، أحد أكبر موردي الوجبات في غزة، بعد برنامج الأغذية العالمي، من نفاد الطعام، إذ أعلن نفاد جميع المواد الغذائية البروتينية، وأنه يشغّل آخر مخبز متبقٍّ في غزة، والذي لا يُنتج سوى حوالي 90 ألف رغيف خبز يومياً.
وتُعدّ وكالة الأمم المتحدة أكبر مُزوّد للمنتجات اللازمة لإعداد وجبات في غزة، حيث نزح ما يقرب من جميع سكانها، الذين يزيد عددهم عن مليوني مدني، ويعتمدون على منظمات الإغاثة في توفير الغذاء والدواء، ومع قلة عدد الوكالات الصغيرة القادرة على توفير الغذاء، بلغ الجوع وسوء التغذية مستوياتٍ مُزرية في غزة.
ارتفاع معدلات سوء التغذية
وارتفعت معدلات سوء التغذية، وخاصة بين الأطفال، بنسبة 80% في مارس، مقارنةً بالشهر السابق، حيث صنفت وكالات الأمم المتحدة الصحية حوالي 4 آلاف طفل على أنهم يعانون من سوء تغذية حاد.
وانتشرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي لأطفال صغار نحيفين يُنقلون إلى العيادات الصحية، وقد بدت عليهم ضلوع بارزة وبطون منتفخة وعلامات أخرى واضحة على الجوع.
وحتى في المستشفيات، لا تستطيع الممرضات فعل الكثير، إذ ذكرت الأمم المتحدة أن المكملات الغذائية للأطفال نادرة، حيث انخفض توزيعها بنسبة 70% منذ مارس، كما تصطف آلاف الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية خارج غزة بانتظار الإذن الإسرائيلي بدخول القطاع.
وصرح مسؤول أممي، بأن هذه الشاحنات تحمل أكثر من 116 ألف طن من الغذاء، وهو ما يكفي لإطعام سكان غزة لمدة شهرين على الأقل.
تكتيك التجويع
وترفض إسرائيل الضغوط العربية ومطىالب حلفائها الأوروبيين، بتنفيذ التزاماتها الدولية بالسماح بدخول الغذاء إلى غزة، بينما شنّت موجاتٍ من الغارات قالت إنها ضرورية لـ”إخضاع حماس” وإطلاق سراح 59 رهينة، 24 منهم لا يزالون على قيد الحياة، دون اتفاق على هدنة رسمية.
بدوره، قال مايك هاكابي، السفير الأميركي لدى إسرائيل، في أحد أول تعليقاته العلنية بهذا المنصب في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن الحصار الإسرائيلي الذي أدانته جماعات حقوق الإنسان باعتباره “تكتيكاً للتجويع” يحظى بدعم الولايات المتحدة.
وفي مقطع فيديو على تطبيق “إكس”، كرر مزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن “حماس تُحوّل المساعدات”.
لكن المنظمات غير الحكومية الدولية ووكالات الأمم المتحدة العاملة في غزة، تقول إنه “لا توجد أدلة تُذكر على قيام حماس بتحويل المساعدات، وأن إعادة فرض إسرائيل للحصار، بالتزامن مع انتهاكها لوقف إطلاق النار في أوائل مارس، قد أوصل المدنيين في القطاع إلى حالة من انعدام الأمن الغذائي الشديد”.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قال الجمعة، إنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، فيما شدد، في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية الأميركية، على أن إدارته تهتم بتوفير الغذاء والدواء لسكان قطاع غزة.
وأضاف: “قلت لنتنياهو يجب أن نكون جيدين مع غزة. هؤلاء الناس يعانون، وسنتولى أمرهم. هناك حاجة كبيرة جداً للأدوية والطعام، للأدوية والطعام، هناك حاجة كبيرة جداً”.
يشار إلى أنه منذ مطلع مارس الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على القطاع، مانعة دخول الغذاء والدواء، وسائر الإمدادات الإنسانية والغذائية، كما قتل الجيش الإسرائيلي، منذ عودته إلى الحرب على غزة في 18 مارس، نحو 2000 فلسطيني، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، كما اضطر مئات الآلاف إلى النزوح، وسط احتلال إسرائيل لمناطق واسعة.