بروكسل تلوّح برسوم على صادرات أميركية بقيمة 100 مليار يورو

تبحث المفوضية الأوروبية إمكانية فرض رسوم جمركية على صادرات أميركية بقيمة تقارب 100 مليار يورو، في حال فشل المفاوضات التجارية مع واشنطن، بحسب ما أفاد به أربعة دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي ومسؤول حكومي أوروبي لمجلة “بوليتيكو”.
وتمثل هذه الخطوة أحدث تصعيد في الحرب التجارية المتفاقمة عبر الأطلسي، إذ عرضت المفوضية الأوروبية هذا الرقم خلال اجتماع مغلق لسفراء الاتحاد الأسبوع الماضي.
وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش، الثلاثاء، إن الاتحاد سيعد إجراءات مضادة للرسوم الجمركية الأميركية مع طرح كل الخيارات على الطاولة، مؤكداً أن التكتل لا يشعر أنه مضطر لإبرام اتفاق تجاري غير عادل مع الولايات المتحدة.
وأشار شفتشوفيتش إلى أن الإجراءات المضادة للرسوم التي فرضتها واشنطن على واردات الاتحاد الأوروبي، سيتم إعدادها خلال فترة التعليق التي أعلنها الرئيس دونالد ترمب لمدة 90 يوماً، وأن شركاء تجاريين آخرين حريصون للغاية على تسريع المحادثات مع الاتحاد.
وأوضح شفتشوفيتش أن الرسوم الجمركية الأميركية تغطي الآن 70% من تجارة السلع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وربما ترتفع إلى 97% بعد المزيد من المراجعات الأميركية المتعلقة بالأدوية وأشباه الموصلات وغيرها من المنتجات.
سلع بـ100 مليار يورو
وقال دبلوماسيان إن القيمة المستهدفة أقل بقليل من 100 مليار يورو، بينما أشار دبلوماسي ثالث إلى رقم يقارب 95 مليار يورو، مشدداً على أن الحزمة لا تزال في مراحلها الأولى.
وقال أحد الدبلوماسيين”الهدف هو الاستعداد في حال لم تسفر المفاوضات مع الولايات المتحدة عن نتائج ملموسة”. وتحدث الدبلوماسيون بشرط عدم الكشف عن أسمائهم كونهم غير مخولين بالتصريح بشأن المناقشات المغلقة.
وبحسب ثلاثة دبلوماسيين، من المتوقع أن تكشف بروكسل عن القائمة المقترحة، الخميس، على أقرب تقدير، مما سيطلق مشاورات تمتد لشهر مع الدول الأعضاء والمعنيين من القطاع الخاص.
سلع محتملة للرسوم
وتجدر الإشارة إلى أن قائمة سابقة من هذا النوع خضعت لتعديلات، إذ تمت إزالة مشروبات مثل مشروب “بوربون الويسكي” منها بناءً على طلب فرنسا وإيطاليا وإيرلندا خلال رد الاتحاد على الرسوم التي فرضها ترمب سابقاً على الصلب والألمنيوم.
وعرضت المفوضية على سفراء الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي قائمة بالسلع الأميركية المحتملة التي قد تخضع للرسوم، بالتوازي مع تقديمها مقترحات لتنازلات محتملة في إطار المفاوضات.
ورغم التوصل إلى هدنة مؤقتة مدتها 90 يوماً لوقف التصعيد، لا تزال الولايات المتحدة تفرض رسوماً بنسبة 10% على جميع السلع الأوروبية، إلى جانب ضرائب إضافية على واردات السيارات والصلب والألمنيوم. ولم تحرز المحادثات أي تقدم ملموس بشأن إزالة هذه الرسوم حتى الآن.
تأثير الحرب التجارية
وفي السياق ذاته، قدّر مفوض التجارة الأوروبي ماروش شيفتشوفيتش، الثلاثاء، التأثير الأوسع للحرب التجارية التي أطلقها ترمب بما يقارب 549 مليار يورو من صادرات الاتحاد الأوروبي.
وقادت كبيرة مفاوضي التجارة في المفوضية سابين فايند، وفداً من الخبراء التقنيين رفيعي المستوى في محادثات تُعقد الثلاثاء والأربعاء، في العاصمة الأميركية واشنطن، في أول لقاء مباشر بين الطرفين منذ أن كشفت المفوضية عن استراتيجيتها للرد الأسبوع الماضي.
وكانت وكالة “بلومبرغ” أول من أفاد بالرقم المذكور، إذ امتنعت المفوضية الأوروبية عن التعليق رسمياً على الموضوع.
ويواجه الاتحاد الأوروبي، الذي يضم 27 دولة، رسوماً جمركية أميركية تبلغ 25% على واردات الصلب والألمنيوم والسيارات، ورسوماً “مضادة” بمقدار 10% على جميع السلع الأخرى تقريباً، والتي قد ترتفع إلى 20% بعد مهلة ترمب التي تستمر 90 يوماً.
وقال شفتشوفيتش إن الاتحاد الأوروبي سيستغل فترة التعليق حتى الثامن من يوليو لإعداد المزيد من إجراءات إعادة التوازن وضمان تكافؤ الفرص إذا لم تفلح المحادثات. وتابع قائلاً: “جميع الخيارات لا تزال مطروحة هنا”.
وشدد شفتشوفيتش أن الحل التفاوضي مع الولايات المتحدة يظل النتيجة الواضحة والمفضلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
وقال خلال نقاش في البرلمان الأوروبي: “نحتاج الآن إلى أن تُظهر الولايات المتحدة استعدادها لإحراز تقدم نحو حل عادل ومتوازن”.