شدد قادة عسكريون بريطانيون، الجمعة، على ضرورة استعداد أوروبا لحربٍ على أعتابها، مشيرين إلى وجود مستوى غير مسبوق من التهديدات التي تواجه القوات المسلحة البريطانية.
ونقلت مجلة “بوليتيكو” عن نائب وزير الدفاع البريطاني أليستر كارنز، قوله في كلمة خلال إطلاق جهاز الاستخبارات العسكرية البريطانية الجديد، إن “شبح الحرب يطرق أبواب أوروبا”، مطالباً حلف شمال الأطلسي (الناتو) بضرورة الاستعداد للرد.
وأوضح كارنز أن أوروبا “لم تعد تواجه حروباً اختيارية، بل ضرورية ستكون لها كلفة بشرية باهظة”، مستشهداً بالغزو الروسي لأوكرانيا كمثال.
وفي أعقاب تقريرٍ لاذعٍ صدر مؤخراً عن لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني عن استعداد بريطانيا للحرب، رأى كارنز أنّ “إعادة هيكلة الاستخبارات العسكرية ستساعد في ضمان أن يكون ردعنا منيعاً تماماً”.
وشدد كارنز على ضرورة إقناع الشعب البريطاني بخطورة التهديدات التي تشكلها الدول المعادية، قائلاً إنّ على الوزراء “التأكد من إدراك الشعب أنّ هذه التهديدات الخارجية لها تأثيرات مباشرة على نمط حياتهم، وتكاليف معيشتهم، وأسعار المواد الغذائية، وأسعار الوقود، والإنفاق الحكومي ككل”.
وتُردد تحذيراته صدى تحذيرات الأمين العام لحلف “الناتو”، مارك روته، الذي قال خلال خطابٍ ألقاه في برلين، الخميس: “أعادت روسيا الحرب إلى أوروبا، ويجب أن نكون مستعدين لحجم الحرب التي عانى منها أجدادنا وأجداد أجدادنا”.
ارتفاع أنشطة الاستخبارات المعادية 50%
في الإطار، كشف رئيس الاستخبارات الدفاعية، أدريان بيرد، خلال حفل الإطلاق نفسه في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في وايتون، عن ارتفاع أنشطة الاستخبارات المعادية ضد الأفراد والممتلكات العسكرية البريطانية بأكثر من 50% خلال العام الماضي، والتي تأتي في معظمها من إيران والصين وروسيا.
وتضم قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني في كامبريدجشير، شرق إنجلترا، جهاز الاستخبارات الموحد الجديد، وهي بالفعل مقرّ “باثفايندر”، أكبر مركز استخباراتي لتحالف “العيون الخمس” في العالم.
وسيجمع جهاز الاستخبارات العسكرية وحدات من البحرية الملكية والجيش البريطاني وسلاح الجو الملكي بهدف تسريع تبادل المعلومات، وفقاً لتوصيات مراجعة الدفاع الاستراتيجية لهذا العام.
ومن المقرر أن يستضيف الجهاز “وحدة مكافحة التجسس الدفاعية” الجديدة، المصممة لحماية القوات المسلحة ومعداتها وأنظمتها من التدخل الأجنبي.
وسيراقب العاملون في وايتون نطاقاً واسعاً من البيانات المستقاة من صور الأقمار الاصطناعية ولقطات الفيديو المسجلة بواسطة الطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى المعلومات التي يجمعها العملاء في الميدان.
ويُقرّ كبار المسؤولين المشرفين على إطلاق العملية البريطانية بوجود نقصٍ في تجنيد الأفراد لشغل وظائف في مجال الاستخبارات، إذ قالت وزيرة شؤون المحاربين القدامى لويز ساندير جونز: “نعلم خلال السنوات القليلة الماضية أن التوظيف لم يسير في الاتجاه الذي أردناه، ومن المؤكد أن تغيير هذا الوضع يمثل مهمة كبيرة بالنسبة لنا”.
