أجرت البحرية الملكية في بريطانيا تجارب على سفن Rattler، وهي قوارب مسيرة يمكن تشغيلها على بعد يصل إلى 800 كيلومتر. 

وتواجه البحرية الملكية أزمة تجنيد منذ فترة، ما جعلها تلجأ إلى استخدام مركبات بحرية دون طاقم لتعويض النقص في القوى البشرية، بحسب مجلة The National Interest.

وأجرت البحرية الملكية مؤخراً عرضاً شاركت فيه 5 قوارب مسيرة عن بُعد، تمكنت من مرافقة سفينة الدوريات البحرية من فئة River أثناء عملها قبالة سواحل اسكتلندا.  

وخلال التدريب الذي استمر 72 ساعة، كانت قوارب Rattler الخمسة المسيرة تحت سيطرة مشغلين على بُعد يزيد عن 500 ميل (نحو 804 كيلومترات).

وأوضحت البحرية الملكية أن “العرض شهد تعاون السفن مع الغواصة P2000 HMS Biter من سرب القوات الساحلية، وطائرة مروحية Merlin، وسفن الدوريات HMS Tyne وسفن HMS Stirling Castle في تمرين لإثبات المفهوم”. 

واشتبكت قوارب Rattler ذاتية التشغيل، التي يبلغ طول كل منها 7.2 متر، مع سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية، كانتا تخدمان كسفن أجنبية في التدريبات. 

وبحسب الخدمة العليا في المملكة المتحدة، كان هذا العرض “تتويجاً لأشهر من التجارب”، والتي تضمنت التنسيق الدقيق بين مكتب القدرات والتكنولوجيا التخريبية  DCTO، وسرب تجارب الأسطول FXS. 

قوارب مصممة للبحرية البريطانية 

وتمكنت البحرية البريطانية من شراء 7 قوارب Rattler مبنية حول قوارب مطاطية صلبة RIBs مزودة بحزم مستقلة، في غضون أسابيع فقط. 

وصُممت هذه القوارب لتكون دون طاقم بالكامل، وقادرة على “العمل بشكل فردي أو ضمن سرب”.  

ويمكن برمجة كل منها مسبقاً بملفات تعريف للمهام ومسارات ملاحية، ثم إرسالها كقوارب منفردة أو ضمن مجموعة. 

وعلاوة على ذلك، صُممت مركبات Rattler لتنفيذ مهام متنوعة، بما في ذلك المراقبة والاستطلاع ونقل الحمولة، وهي صغيرة الحجم بما يكفي لنشرها من الجو، ونقلها براً، وإطلاقها من منحدرات متنقلة.

ويمكن تشغيل مركبات Rattler بواسطة فريق مكون من شخصين، إذ يقود أحدهما الطائرة المسيرة، بينما يراقب الآخر أجهزة الاستشعار والأنظمة المختلفة، ويدير تدفقات البيانات المباشرة. 

ووفقاً للبحرية الملكية البريطانية، يمكن تشغيل المركبات المسيرة عبر برنامج “التوصيل والتشغيل”. 

وعلى الرغم من أن التحكم في القوارب كان يتم عن بعد بواسطة السفينة HMS Tyne، إلا أن المطورين يعتقدون أنها في المستقبل ستكون قادرة على العمل دون أي سيطرة بشرية مباشرة. 

وقال القائد العسكري مايكل هاتشينسون من البحرية الملكية البريطانية، إنها “لحظة مهمة حقاً بالنسبة للبحرية الملكية، إذ نتقدم نحو بحرية هجينة من المنصات المأهولة، وغير المأهولة”.

“غواصات مسيرة” 

جاءت التجارب الأخيرة لقوارب Rattler في أعقاب اختبار التحكم عن بُعد الذي أجرته البحرية الملكية البريطانية لغواصتها التجريبية Excalibur، وهي غواصة كبيرة جداً غير مأهولة (XLUUV)، في الصيف الماضي.  

واستمر الاتصال مع Excalibur، حتى وهي مغمورة في الجانب البعيد من العالم.  

وكان هذا العرض جزءاً من مشروع AUKUS Pillar II، الذي يركز على التطوير المشترك للتكنولوجيا بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا. 

وكشفت البحرية الملكية البريطانية رسمياً عن السفينة غير المأهولة التي يبلغ طولها 12 متراً، والتي تزن 19 طناً، في وقت سابق من العام الجاري.

وقبل نشر Rattler في تدريبات الأسراب قبالة سواحل اسكتلندا، جرى اختبار القوارب المسيّرة من منشآت البحرية الملكية في بورتسموث. وجرى تشغيلها في مياه سولنت وبورتلاند شديدة الحركة. 

وستواصل البحرية الملكية البريطانية جهودها الأوسع نحو السفن ذاتية القيادة وغير المأهولة، والتي تُعد عنصراً أساسياً في “البحرية الهجينة” المستقبلية.  

وأضاف هاتشينسون، الذي يشغل الآن منصب قائد سرب تجارب الأسطول المُشكل حديثاً: “بُنيت هذه السفن السطحية ذاتية القيادة، وطُورت بوتيرة متسارعة، وبطريقة رائدة، بالتعاون مع تحالف من الشركات المحلية المتميزة، وكان هذا المشروع الأكثر إثارة في مسيرتي المهنية”.  

وتابع: “ستُستخدم هذه المنصات جنباً إلى جنب مع السفن الحربية الحالية والمستقبلية ودعماً لها، وكقدرة قائمة بذاتها. إنها تقنية ستستمر في التطور، وستُغير جذرياً أسلوب قتالنا”. 

شاركها.