أعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الثلاثاء، إرسال مجموعة صغيرة من ضباط التخطيط العسكري إلى إسرائيل، للانضمام إلى فريق عمل بقيادة الولايات المتحدة، يهدف إلى دعم جهود تحقيق الاستقرار، ومراقبة وقف إطلاق النار في غزة.
وكثف الوسطاء وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر، جهودهم هذا الأسبوع لتثبيت المراحل الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة “حماس”، ودفع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنهاء الحرب المؤلفة من 20 بنداً.
وتهدف قوة تحقيق الاستقرار التي تدعمها الولايات المتحدة، والمعروفة باسم “مركز التنسيق المدني-العسكري”، إلى ضمان الأمن في غزة، ولم يتم الاتفاق بعد على تشكيلها، ودورها، وتسلسلها القيادي، ووضعها القانوني وقضايا أخرى.
ووافقت الولايات المتحدة على إرسال ما يصل إلى 200 جندي إلى إسرائيل لدعم قوة تحقيق الاستقرار من دون أن يتم نشرها في غزة نفسها، وقال مسؤولون أميركيون إنهم يتحدثون أيضاً مع عدة دول للمساهمة في هذه القوة.
دعم جهود التخطيط
وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية، في بيان، أن “عدداً صغيراً من ضباط التخطيط البريطانيين” انضموا إلى “مركز التنسيق المدني-العسكري”، بما في ذلك ضابط برتبة كبيرة.
وأشار المتحدث إلى أن الهدف من نشر هذه المجموعة هو “استمرار مشاركة بريطانيا في جهود التخطيط التي تقودها الولايات المتحدة، لتحقيق الاستقرار في مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة”.
وأضاف أن “بريطانيا تواصل العمل مع الشركاء الدوليين لدعم وقف إطلاق النار في غزة، لمعرفة أين يمكنها المساهمة بشكل أفضل في عملية السلام”.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية عن وزير الدفاع جون هايلي قوله، الاثنين، إن بريطانيا لديها “خبرة ومهارات متخصصة عرضنا المساهمة بها”، مضيفاً أنه بلاده لن تقود هذه الجهود لكنها ستطلع بدورها.
وذكر هايلي أن نشر العسكريين جاء استجابة لطلب من الولايات المتحدة.
وكشف وزير الدفاع عن عملية الانتشار بعد نحو أسبوع فقط من تصريح وزيرة الخارجية، إيفيت كوبر، بأن بريطانيا “لا تخطط لإرسال جنود”.
وقال مسؤولون لشبكة SKY NEWS، إن “الفريق الجديد سيساعد في مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والانتقال إلى حكومة مدنية في غزة”.
ووفقاً للشبكة، فإن هذا الفريق يُعد منفصلاً عن قوة الاستقرار الدولية المقرر نشرها داخل القطاع.
وتعمل بريطانيا وفرنسا بالتنسيق مع الولايات المتحدة على وضع اللمسات الأخيرة على قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأيام المقبلة من شأنه أن يضع الأساس لنشر قوة دولية في غزة.
قرار إسرائيلي
وكان نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أعلن، في وقت سابق الثلاثاء، إطلاق “مركز التنسيق المدني-العسكري” في جنوب إسرائيل بهدف دعم جهود إعادة إعمار غزة، ومراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، معرباً عن تفاؤله باستمرار الاتفاق المبرم بين إسرائيل وحركة “حماس”، ومؤكداً في الوقت نفسه أن مسار السلام “يسير في الاتجاه الصحيح رغم التحديات”.
وقال فانس في مؤتمر صحافي عقب إعلانه افتتاح المركز، إن “الإسرائيليين والأميركيين يعملون معاً لوضع خطة لإعادة إعمار غزة، وتنفيذ سلام طويل المدى، وضمان وجود قوات أمن على الأرض في غزة، ليست أميركية، قادرة على حفظ السلام على المدى الطويل”.
وشدد على أن مسألة وجود قوات أجنبية على الأرض داخل إسرائيل “تعود أولاً إلى قرار الإسرائيليين أنفسهم”، مشيراً إلى أن “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ستكون له بالتأكيد وجهة نظر في هذا الشأن”.
وأوضح أن “لكل طرف دوراً يؤديه في هذه المرحلة، فبعض الأدوار ستكون مالية، وأخرى في إعادة الإعمار، وأخرى في التواصل بين الأطراف المختلفة لضمان نجاح عملية خفض التصعيد وتنفيذها على الأرض”.
وأضاف: “لن نفرض أي شيء على الإسرائيليين في ما يتعلق بالقوات الأجنبية على أراضيهم”.