وقعت تركيا وبريطانيا، الأربعاء، مذكرة تفاهم، تسمح لأنقرة باستخدام مقاتلات يوروفايتر تايفون، في خطوة نحو شراء الطائرات التي تتفاوض تركيا بشأنها منذ سنوات.
جاءت هذه الخطوة بالتزامن مع موافقة ألمانيا على تسليم 40 طائرة من هذا الطراز لتركيا التي تسعى لتعزيز دفاعاتها في منطقة تشهد توتراً متزايداً.
واعتمدت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، على مشروعات قطاع الدفاع لديها بما في ذلك تصنيع مقاتلات محلية إلى جانب مشتريات من الخارج لتعزيز قوة الردع.
وتجري تركيا أيضاً محادثات مع واشنطن لشراء 40 مقاتلة من طراز F-16.
وذكرت مجلة “دير شبيجل” الإخبارية، في تقريرK الأربعاء، أن حكومة ألمانيا مهَّدت الطريق لتسليم 40 طائرة من طراز “يوروفايتر تايفون” لتركيا عقب موافقة مجلس الأمن الاتحادي.
وأحجمت وزارة الدفاع الألمانية عن التعليق على التقرير.
ويعمل مجلس الأمن الاتحادي الألماني، المخول بالموافقة على صادرات الأسلحة، في سرية، ولا تعلق الحكومة عادة على قراراته.
وتجري تركيا محادثات منذ 2023 لشراء 40 مقاتلة من طراز يوروفايتر تايفون، التي يصنعها تحالف يضم ألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، ممثلاً في شركات إيرباص، وبي.إيه.إي سيستمز، وليوناردو.
وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر، خلال مراسم توقيع مذكرة التفاهم مع وزير الدفاع البريطاني جون هيلي في إسطنبول، إن الاتفاقات ستعزز العلاقات الثنائية، وتزيد القوة الجوية لحلف شمال الأطلسي بالإضافة إلى دعم القدرات الجوية لأنقرة.
وأضاف: “نرحب بتلك الخطوة الإيجابية صوب انضمام بلادنا لنادي يوروفايتر تايفون، ونود أن نؤكد على طموحنا المشترك لاستكمال الترتيبات اللازمة في أسرع وقت ممكن”.
ويأتي الاتفاق بعد تصريحات إيجابية صدرت عن أنقرة، وعن التحالف المصنع لمقاتلات يوروفايتر على مدى أسابيع.
“موقف إيجابي”
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن ألمانيا وبريطانيا اتخذتا موقفاً إيجابياً بشأن بيع الطائرات.
وأضاف أن أنقرة ترغب في إتمام عملية الشراء في أقرب وقت ممكن.
وعقب مشاركته في قمة حلف شمال الأطلسي الأخيرة في لاهاي، أواخر الشهر الماضي، قال أردوغان للصحافيين إن أنقرة دفعت نحو 1.4 مليار دولار إلى أميركا مقابل طائرات F-35، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لديه حسن نية في تسليمها.
وقال مصدر في وزارة الدفاع التركية إن أنقرة تؤيد قرار “الناتو” بزيادة هدف الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2035.
الإنفاق الدفاعي
وأضاف المصدر: “تتجاوز تركيا معيار 2% المستهدف بموجب تعهد الإنفاق الدفاعي”. وتابع: “وباعتبار تركيا ثاني أكبر جيش في الحلف، فإنها من بين أكبر 5 مساهمين في عمليات الحلف ومهامه”.
وذكر أن تركيا حققت جميع أهداف القدرات المتعلقة بالحلف، وهي مستمرة في الاستثمار في تطوير الصناعات الدفاعية والأبحاث.
وقال المصدر: “نستثمر في أنظمة الدفاع الجوي، وقدرات الصواريخ فرط الصوتية والباليستية وصواريخ كروز، والأنظمة البرية والبحرية والجوية المسيرة، بالإضافة إلى الجيل القادم من حاملات الطائرات والفرقاطات والدبابات”.