استدعت بريطانيا، الخميس، السفيرة الإسرائيلية في لندن تسيبي حوتوفلي، بعد أن وافقت حكومة بنيامين نتنياهو على خطة استيطانية جديدة، في الضفة الغربية المحتلة، من شأنها فصل شمال الضفة عن جنوبها.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان، إنه “تم استدعاء حوتوفلي رداً على قرار اللجنة العليا الإسرائيلية للتخطيط بالموافقة على خطط بناء استيطاني في منطقة E1 شرق القدس”.
وأشارت إلى أن “بريطانيا و21 دولة شريكة وجّهوا رسالة لإدانة هذا القرار بأشد العبارات”.
وحذّرت قائلة: “إذا نُفذت هذه الخطط الاستيطانية فستكون خرقاً صارخاً للقانون الدولي وستقسم الدولة الفلسطينية المستقبلية إلى قسمين، مما يقوّض بشكل خطير حل الدولتين”.
وانتقدت السفيرة في مقابلة مع صحيفة “دايلي ميل” البريطانية قرار الاستدعاء، وقالت: “لا أقدم على أن أقول للحكومة البريطانية أين تبني في لندن. نحن نرى منطقة E1 على أنها جزء من القدس الكبرى”، على حد زعمها.
وووافقت الحكومة الإسرائيلية الأربعاء، نهائياً على بناء مستوطنات في منطقة E1 في الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وصفها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأنها “تمحو الدولة الفلسطينية، ليس بالشعارات، ولكن بالأفعال”، وفق ما نقلت صحيفة “هاآرتس”.
ومنحت اللجنة العليا للتخطيط التابعة للإدارة المدنية الموافقة النهائية على المخطط، الذي أعلن سموتريتش إقراره في 14 أغسطس الجاري، لإقامة مستوطنات جديدة، في إطار “مشروع E1″، في خطوة قال إنها “ستقوّض تماماً إمكانية قيام دولة فلسطينية”.
ما هو المخطط الاستيطاني E1؟
ومخطط E1 هو مشروع استيطاني اعتمدته الحكومة الإسرائيلية عام 1999 على أراضٍ فلسطينية تبلغ مساحتها 12,000 دونم (حوالي 12 مليون متر مربع).
وتعمل إسرائيل على تنفيذ مخطط تسميه “القدس الكبرى” ويستهدف توسيع حدود المدينة لتشمل 3 تكتلات استيطانية إسرائيلية حولها، وهي: “مستوطنة معاليه أدوميم شرقاً، ومستوطنة جفعات زئيف شمالاً، ومستوطة جوش عتصيون جنوباً”.
ويهدف ربط هذه المستوطنات بالقدس الشرقية إلى خلق تواصل جغرافي بين التكتلات الاستيطانية من جهة، وعزل وإخراج التجمعات الفلسطينية خارج حدود المدينة وحرمانها من حقها التاريخي.
وتعد مستوطنة “معاليه أدوميم” الواقعة في الضفة الغربية المحتلة شرق القدس القديمة “نقطة محورية” ضمن مخطط E1 الاستيطاني، بحسب نشرة أصدرتها هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.
ويسعى رئيس مستوطنة “معاليه أدوميم” للبناء في مواقع مختلفة في محيط القدس ضمن مخطط E1، مثل بناء مدينة ملاهي كبيرة على مساحة 800 دونم (حوالي 800 ألف متر مربع) تضم متنزهاً وبحيرة صناعية وملاعب رياضية وفنادق تهدف لجذب السياح، إضافة إلى بناء حي استعماري جديد يحمل اسم “مفسيرت أدوميم” يتضمن أكثر من 3 آلاف وحدة استيطانية بهدف ربط القدس الشرقية بمنطقة غور الأردن ومنها إلى الحدود الشرقية.
وتخطط الحكومة الإسرائيلية أيضاً لربط مستوطنة “كيدار” بمستوطنة “معاليه أدوميم” والبناء في المنطقة الواقعة بينهما.
اعتراضات دولية
وأدانت 22 دولة الخميس، خطة الاستيطان الإسرائيلية، واعتبرتها “غير مقبولة” وتشكل “انتهاكاً للقانون الدولي”.
واستنكر وزراء خارجية الدول الـ22، التي تضم أستراليا، بلجيكا، كندا، الدنمارك، إستونيا، فنلندا، فرنسا، أيسلندا، أيرلندا، إيطاليا، اليابان، لاتفيا، ليتوانيا، لوكسمبورج، مالطا، هولندا، النرويج، البرتغال، سلوفينيا، إسبانيا، السويد وبريطانيا، إجراءات الحكومة الإسرائيلية، معتبرين أنها “تقوض التزامنا المشترك بضمان الأمن والازدهار في الشرق الأوسط”.
ودعت هذه الدول، الحكومة الإسرائيلية إلى “وقف بناء المستوطنات” و”رفع القيود المالية المفروضة على السلطة الفلسطينية”.