أعلنت وزارة الخارجية البريطانية، الأربعاء، تأجيل محادثات رفيعة المستوى في اجتماع كان مقرراً في لندن، الأربعاء، لبحث كيفية إنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد ساعات من الكشف عن مسودة العرض الأميركي للسلام بين روسيا وأوكرانيا.
وذكرت الوزارة البريطانية في بيان: “تم تأجيل اجتماع محادثات السلام الأوكرانية مع وزراء الخارجية، الأربعاء، وستستمر المحادثات الرسمية، لكنها ستكون مغلقة أمام وسائل الإعلام”.
وقبل الإعلان عن التأجيل، وصل أندريه يرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إلى لندن برفقة وزير الدفاع رستم عمروف ووزير الخارجية أندريه سيبيها.
وفي سلسلة من التغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي، قال يرماك: “رغم كل شيء، سنعمل من أجل السلام”، مضيفاً: “سنناقش اليوم (الأربعاء) سبل تحقيق وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط كخطوة أولى نحو عملية تسوية شاملة وتحقيق سلام عادل ومستدام”.
وأكد يرماك أن الطريق ليس سهلاً، لكن أوكرانيا ملتزمة به، وأن مواقف أوكرانيا في المحادثات السابقة تُظهر أن بلاده ليست عقبة في طريق السلام.
غياب وزير الخارجية الأميركي
وذكرت تقارير إعلامية أن وزير الخارجية الأوكراني سيظل في لندن، وسيعقد اجتماعاً ثنائياً مع نظيره البريطاني ديفيد لامي.
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس قالت، الثلاثاء، إن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لن يحضر محادثات لندن بشأن الحرب في أوكرانيا.
وكان من المتوقع أن يشارك روبيو في المناقشات مع المسؤولين الأوكرانيين والبريطانيين والأوروبيين، لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس قالت إنه لن يحضر المحادثات بسبب “مشاكل لوجستية”.
وأضافت بروس أن كيث كيلوج، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترمب إلى أوكرانيا وروسيا، سيمثل الولايات المتحدة.
وأشارت صحيفة “فاينانشيال تايمز” إلى أن حلفاء أوكرانيا يأملون في الحصول على ضمانات أمنية ومشاريع إعادة إعمار خلال محادثات لندن.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن اجتماع وزراء الخارجية ومستشاري الأمن القومي في لندن يأتي في أعقاب محادثات الأسبوع الماضي في باريس وسيشمل “كيفية تأمين السلام على المدى الطويل”.
وقال مسؤول مطلع لشبكة CNN إن إطار السلام الذي قدمته الولايات المتحدة لأوكرانيا يشمل “اعترافاً أميركياً بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا”، واعترافاً غير رسمي بسيطرة موسكو على المناطق التي استحوذت عليها جرّاء الحرب.
وأضاف المسؤول أن المقترح سيُرسي أيضاً وقفاً لإطلاق النار على طول خطوط المواجهة في الحرب.
تشاؤم بريطاني
وقللت بريطانيا من شأن التوقعات بتحقيق انفراجة، لكنها قالت إن “هذا أسبوع مهم للجهود الدبلوماسية لوقف القتال المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات منذ الغزو الروسي الشامل لجارتها”.
وحذر روبيو أيضاً من أن الولايات المتحدة قد تتراجع قريباً عن المفاوضات إذا لم تتقدم، وأشار إلى أن اجتماع الأربعاء قد يكون حاسماً في تحديد ما إذا كانت إدارة ترمب ستواصل مشاركتها.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار بوتين للشؤون الخارجية، إن من المتوقع أن يزور المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف موسكو مرة أخرى هذا الأسبوع، لكنه لم يقدم مزيداً من التفاصيل.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء كير ستارمر، ديف باريس، إن “الكرة في ملعب روسيا”، مضيفاً: “حان الوقت الآن لكي يظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه جاد بشأن السلام”.
من جانبه، قال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء، إن الوفد الأوكراني المتجه إلى لندن لديه تفويض لمناقشة وقف إطلاق النار غير المشروط أو الجزئي مع روسيا. وقال إنه “بعد وقف إطلاق النار، نحن مستعدون للجلوس لإجراء محادثات بأي شكل”.
