أعلنت بريطانيا وكندا عزمهما الانضمام إلى خطة الاتحاد الأوروبي للاستفادة من جزء من أصول مجموعة الدول السبع في البنك المركزي الروسي، والتي تبلغ قيمتها حوالي 300 مليار دولار، في مسعى لزيادة دعمهما المالي لأوكرانيا، حسبما أفادت به “بلومبرغ”.
وقال مسؤولون غربيون إن الحلفاء الأوروبيين يقتربون من التوصل إلى اتفاق لتقديم قروض من خلال آلية تُجنّبهم الاضطرار إلى مصادرة هذه الأصول بشكل مباشر، واصفين ذلك بأنه “خطوة مهمة” في ضمان الأمن المالي لأوكرانيا.
وستساعد هذه القروض البلاد على شراء الأسلحة، بما في ذلك من الولايات المتحدة، بعد أن قررت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب البدء في فرض رسوم عليها، كما تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الأوكراني الأوسع.
وحتى الآن اقتصر التمويل المُرسل إلى أوكرانيا من الأصول الروسية المُجمّدة على الأرباح والفوائد المتراكمة عليها، إذ تُحفظ معظم هذه الأموال عبر مركز المقاصة “يوروكلير” في بلجيكا، ما أدى إلى تردد بلجيكا ودول أخرى.
وسيقدم الاتحاد الأوروبي أو مجموعة من الدول الأعضاء ضمانات إلى “يوروكلير”، لضمان قدرتها على تلبية أي مطالبات روسية محتملة في حال نشأت هذه المطالبات من خلال طعون قانونية.
وتواصل بلجيكا الضغط من أجل التوصل إلى ترتيبات اكتتاب ملموسة، حال تقدمت روسيا بمطالبات مستقبلية على الأصول، ما يشكل نقطة الخلاف الرئيسية في المحادثات،
اتفاق سياسي
ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى التوصل إلى اتفاق سياسي بشأن استخدام الأصول في اجتماع مقرر ببروكسل الأسبوع المقبل، وبعد ذلك سيبدأ العمل بسرعة على آلية للإفراج عن الأموال بحلول الربع الثاني من العام المقبل.
وقال مسؤولون غربيون إن وزراء مالية مجموعة السبع سيناقشون الخطة هذا الأسبوع بالتزامن مع انعقاد اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في واشنطن، بالإضافة إلى فرض عقوبات مشتركة إضافية بين الحلفاء تستهدف قطاع الطاقة الروسي، والشركات التي تدعم تجارة النفط الروسية، والدول الثالثة التي تستخدم الهيدروكربونات الروسية.
وبحسب بيانات وزارة الخارجية البريطانية لشهر مارس، فقد جمّدت العقوبات البريطانية أكثر من 25 مليار جنيه إسترليني (33.3 مليار دولار) من الأصول الروسية، بينما يحتفظ الاتحاد الأوروبي بحوالي 200 مليار يورو (232 مليار دولار).
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إن بلاده مستعدة للتنسيق مع الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن، عقب اتصال هاتفي مع زعيميْ فرنسا وألمانيا الأسبوع الماضي.
وأوضح قادة مجموعة الدول الأوروبية الثلاث في بيان الجمعة: “مستعدون للمضي قدماً نحو استخدام قيمة الأصول السيادية الروسية المجمدة، بطريقة منسقة، لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، وبالتالي جلب روسيا إلى طاولة المفاوضات”.
وأضافوا: “نهدف إلى القيام بذلك بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة. نتفق على تطوير آليات جريئة ومبتكرة لزيادة تكلفة حرب روسيا وتكثيف الضغط. ويشمل ذلك المضي قدماً في العمل على أسطول الظل الروسي”.
وقالت الدول الثلاث إنها تريد العمل مع دول مجموعة السبع الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث تُحفظ بعض الأموال.