أمرت السلطات الإسبانية أكثر من 18 ألفاً من سكان مقاطعة تاراجونا في إقليم كتالونيا بشمال شرق البلاد بالتزام منازلهم، الثلاثاء، بينما تم إجلاء العشرات مع خروج حريق غابات عن السيطرة، إذ أتى على نحو 7 آلاف و413 فداناً من الأراضي المغطاة بالنباتات.
وهناك أجزاء كبيرة من إسبانيا في حالة تأهب قصوى بسبب حرائق الغابات، بعد أن شهدت البلاد أعلى درجات حرارة مسجلة في شهر يونيو على الإطلاق. ولقي شخصان حتفهما جراء حريق غابات اندلع في الأول من يوليو في كتالونيا.
وقالت السلطات إن أحدث حريق اندلع في ساعة مبكرة من صباح الاثنين بمنطقة نائية، حيث أعاقت الرياح القوية والتضاريس الوعرة جهود مكافحة النيران. وتم نشر وحدة طوارئ عسكرية في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، إلى جانب أكثر من 300 من رجال الإطفاء الذين يعملون في المنطقة.
وقالت إدارة مكافحة الحرائق في كتالونيا: “منذ منتصف الليل، تكافح فرق الإطفاء الحريق وسط هبات رياح تصل سرعتها إلى 90 كيلومتراً في الساعة”.
وقالت السلطات إنها منعت انتشار النيران عبر نهر إيبرو، مما كان سيفاقم الوضع. ويجري المسؤولون تحقيقاً لمعرفة أسباب اندلاع الحريق.
موجة حر مبكرة
ومنذ مطلع شهر يوليو الجاري، تتعرض معظم أنحاء أوروبا لموجة حر مبكرة أدت لإطلاق تحذيرات صحية واندلاع حرائق غابات وإغلاق مفاعل نووي في محطة سويسرية للطاقة.
وأفادت وكالة الأنباء الإيطالية بأن رجلين تجاوزا الستين توفيا في واقعتين منفصلتين على شاطئ سردينيا بسبب الحر.
والأحد قال رجال الإطفاء إن امرأة لقيت حتفها جراء سقوط شجرة بالقرب من ميلانو، حيث ضربت عاصفة قوية المدينة الواقعة في شمال إيطاليا عقب ارتفاع درجات الحرارة لأيام.
وفي اليونان، أغلقت السلطات “الأكروبوليس”، الموقع الأثري الأكثر زيارة، لعدة ساعات بعد ظهر يوم الثلاثاء، حيث شهدت البلاد ثاني موجة حر شديدة لها هذا الموسم، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية.
وأعلنت وزارة العمل أن عمال البناء، وعمال توصيل الطعام، وعمال البريد، وأحواض بناء السفن من بين من اضطروا إلى إيقاف أعمالهم من الظهر حتى الخامسة مساءً لتجنب الإجهاد الحراري.
ويشير باحثون إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري هي أحد أسباب تغير المناخ، إلى جانب إزالة الغابات والممارسات الصناعية التي تعد عوامل مساهمة أخرى. وكان العام المنصرم هو الأشد حرارة على كوكب الأرض على الإطلاق.