تراجع رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، النائب الجمهوري براين ماست، عن موقفه الرافض لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا، معلنًا استعداده لدعم الإلغاء بشرط تضمين مسودة القانون بنودًا تتيح إعادة فرض العقوبات إذا لم تلتزم الحكومة السورية بشروط محددة.
وقال ماست لصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، الخميس 20 من تشرين الثاني، إنه لا يعارض موقف إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الداعمة للإلغاء الكامل، لكنه شدد على ضرورة وجود “آليات” تتيح إعادة العقوبات في حال “لم تُستوفَ عدد من الشروط”، مؤكدًا أن الإلغاء سيبقى “كاملًا” رغم ذلك.
ويأتي هذا التحول في موقف ماست بينما يجري مجلسا النواب والشيوخ مفاوضات مكثفة لإنجاز الصيغة النهائية لقانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA)، بهدف طرح التصويت على إلغاء العقوبات خلال الأسبوع الأول من كانون الأول المقبل.
ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن يواجه اقتراح ماست معارضة من قبل مؤيدي الإلغاء غير المشروط للعقوبات، لأن وضع أي شروط على الإلغاء والتلويح بإعادة فرض العقوبات قد يعوق خطط إعادة الإعمار ويحد من جهود التعافي الاقتصادي، في حين يواصل ماست الدفع نحو صياغة “مرنة” تربط الإلغاء بالتزام دمشق بخطوات لم يُكشف عن تفاصيلها بعد.
رئيس الشؤون السياسية في المجلس السوري- الأمريكي، محمد علاء غانم، قال عبر حسابه في منصة “إكس” اليوم، الجمعة 21 من تشرين الثاني، إن الصيغة النهائية لإلغاء “قيصر” ستحتوي على جملة من الأمنيات غير الملزمة، يطلب من خلالها الكونجرس من الحكومة السورية تحقيق تقدّم في عدد من المجالات، بحسب ما نقلته مصادر في الكونجرس وصفها غانم بالمطلعة.
لكن هذه الشروط لم تعد ملزمة كما كانت من قبل، وبدلًا من أن تحتوي المادة على آلية إعادة فرض فوري للعقوبات، ستحتوي الآن على رأي غير ملزم للكونجرس بإعادة فرض عقوبات في حال لم تحقّق الحكومة السورية تقدّمًا في هذه المجالات لفترة سنة كاملة، وفرض العقوبات حينها سيتطلّب إجازة قانون جديد في الكونجرس من الصفر، بحسب غانم.
وكان ماست التقى بالرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في 9 من تشرين الثاني، خلال زيارة الشرع إلى واشنطن. وقال ماست بعد اللقاء في بيان نقلته وسائل إعلام أمريكية، “جلسنا طويلًا نتحدث عن مستقبل سوريا، عن بلد خالٍ من الحرب وتنظيم (الدولة) والتطرف. أنا وهو جنديان سابقان، كنا عدوين ذات يوم، سألته مباشرة: لماذا لم نعد أعداء؟”
وبحسب ماست، أجابه الشرع بأنه يسعى إلى “التحرر من الماضي، واتباع مسعى نبيل من أجل شعبه وبلده، وأن يكون حليفًا كبيرًا للولايات المتحدة”.
وقال الرئيس الشرع لماست، إن “سوريا تريد السلام لأهلها وللمنطقة، وتريد محاربة التطرف وإعادة بناء البلد عن طريق الاقتصاد الذي هو سبيل الاستقرار”. كما أن سوريا تريد للشركات الأمريكية أن تكون في سوريا، وتستثمر فيها، “وعند الاستقرار يختفي التطرف”.
مَن براين ماست؟
براين ماست هو نائب “جمهوري” عن ولاية فلوريدا ورئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي، وأحد أقرب الحلفاء السياسيين للرئيس ترامب.
خدم سابقًا في الجيش الأمريكي كخبير في تفكيك المتفجرات، وفقد كلتا ساقيه وإحدى أصابعه بعد إصابته في انفجار عبوة ناسفة بأفغانستان عام 2010.
بعد تقاعده من الجيش الأمريكي، تطوع ماست في صفوف الجيش الإسرائيلي لفترة وجيزة، ويُعرف بدعمه القوي لإسرائيل حتى إنه يُرى أحيانًا مرتديًا زي الجيش الإسرائيلي داخل الكونجرس.
بحسب تقرير صادر عن صحيفة “Middle East Eye”، فإن ماست يعارض بشدة رفع العقوبات عن سوريا بضغط من مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رون ديرمر، الذي يرى في استمرار قانون “قيصر” وسيلة لعرقلة إعادة إعمار سوريا وتقويض نفوذها الإقليمي.
وفي 7 من تشرين الثاني، نشر الإعلامي أيمن عبد النور، أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل مايك هاكابي توجّه بنداء شخصي إلى النائب براين ماست، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، لدفع مسار إلغاء قانون “قيصر” الكامل قدمًا.
أبرز معارضي إلغاء “قيصر”.. ما مضمون اللقاء بين براين ماست والشرع
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
