أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء، باتفاق تجاري جديد أبرمته بلاده مع إندونيسيا، وقال إن الولايات المتحدة ستحارب الصين “بطريقة ودية للغاية”.
وأضاف ترمب في قمة للطاقة بجامعة كارنيجي ميلون، أنه يمكن التوصل إلى اتفاقات تجارية أخرى، قد يكون أحدها مع الهند.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تراجع حدة التوتر بين الولايات المتحدة والصين إذ خففت بكين من القيود المفروضة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، وسمحت واشنطن بإعادة تشغيل خدمات برمجيات تصميم الرقائق في بكين.
وأشعل ترمب حرباً تجارية عالمية إذ فرض رسوماً جمركية لا تقل عن 10% على الكثير من الدول، وبنسب أكبر على دول كثيرة أخرى.
الاتفاق مع إندونيسيا
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن ترمب، أن الولايات المتحدة ستفرض رسوماً جمركية 19% على السلع الواردة من إندونيسيا بموجب اتفاق جديد مع الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا، مشيراً إلى أن هناك المزيد من الاتفاقات قيد التفاوض.
يأتي ذلك في حين يواصل ترمب الضغط من أجل ما يعتبرها شروطاً أفضل مع الشركاء التجاريين وسبيلاً لتقليص العجز التجاري الأميركي الكبير.
والاتفاق مع إندونيسيا، الشريك التجاري الصغير نسبياً للولايات المتحدة، من بين عدد قليل من الاتفاقات التي أبرمتها إدارة ترمب حتى الآن قبل انقضاء مهلة في أول أغسطس المقبل لرفع الرسوم الجمركية على معظم الواردات مرة أخرى.
وقال ترمب في البيت الأبيض عن الاتفاق مع إندونيسيا: “سيدفعون 19%، ولن ندفع شيئاً.. سيكون لدينا وصول كامل إلى إندونيسيا، وهناك اتفاقان سيتم الإعلان عنهما قريباً”.
كما ذكر ترمب في وقت لاحق عبر منصة “تروث سوشيال”، أن إندونيسيا وافقت على شراء منتجات طاقة أميركية قيمتها 15 مليار دولار، ومنتجات زراعية بقيمة 4.5 مليار دولار، بالإضافة إلى 50 طائرة “بوينج”، لكن لم يحدد إطاراً زمنياً للشراء.
وارتفعت صادرات الولايات المتحدة إلى إندونيسيا 3.7%، العام الماضي، بينما ارتفعت الواردات 4.8%، مما جعل الولايات المتحدة تسجل عجزاً تجارياً مع إندونيسيا قارب 18 مليار دولار.
وقال سوسيويجونو موجيارسو، وهو مسؤول كبير في وزارة التنسيق الإندونيسية للشؤون الاقتصادية، لوكالة “رويترز” في رسالة نصية: “نعد بياناً مشتركاً بين الولايات المتحدة وإندونيسيا سيوضح حجم الرسوم الجمركية المضادة لإندونيسيا بما في ذلك اتفاق الرسوم الجمركية والترتيبات غير الجمركية والتجارية. سنبلغ (الجمهور) قريباً”.
وتمنح المهلة حتى أول أغسطس الدول المستهدفة الوقت الكافي للتفاوض على اتفاقيات يمكن أن تخفض الرسوم الجمركية التي هدد بها ترمب. كما لاحظ بعض المستثمرين وخبراء الاقتصاد اتجاه ترمب إلى التراجع عن تهديداته بشأن الرسوم الجمركية.
ومنذ إطلاقه لسياسة الرسوم الجمركية، لم يبرم ترمب سوى عدد قليل من الاتفاقات، منها اتفاقان إطاريان مع بريطانيا وفيتنام واتفاق مؤقت مع الصين لتفادي فرض ترمب لرسوم جمركية أشد في حين تستمر المفاوضات بين واشنطن وبكين. وقال الرئيس الأميركي، إن المحادثات مع الهند تسير في اتجاه مماثل.
الاتحاد الأوروبي يعد للرد
وجاءت الانفراجة مع إندونيسيا في حين تستعد المفوضية الأوروبية، التي تشرف على التجارة في الاتحاد الأوروبي، لاستهداف سلع أميركية بقيمة 72 مليار يورو (84.1 مليار دولار) برسوم جمركية محتملة إذا فشلت المحادثات التجارية مع واشنطن.
وهدد ترمب بفرض رسوم جمركية 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من أول أغسطس، وهي نسبة قال مسؤولون أوروبيون، إنها “غير مقبولة على الإطلاق”.
وأحجم الاتحاد الأوروبي حتى الآن عن اتخاذ تدابير للرد سعياً لتجنب التصعيد المتبادل في الحرب التجارية بينما لا تزال هناك فرصة للتفاوض على نتيجة أفضل.
لكن وزراء الاتحاد الأوروبي الذين اجتمعوا في بروكسل، الاثنين، كانوا أقرب إلى اتخاذ إجراءات للرد على ما يبدو.
وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش، إنه يعتقد بأن “هناك إمكاناً لمواصلة المفاوضات”، لكنه عبّر عن خيبة أمله في عدم قدرة واشنطن على التوصل إلى اتفاق مع أكبر شريك تجاري لها.
وأشار إلى أن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتفقت على أن التكتل الذي يضم 27 دولة سيتعين عليه اتخاذ تدابير للرد إذا فشلت المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.