بعد اتهامها بدخول تحالف ضد قواته.. مظلوم عبدي يعزّي إيران
أبدى قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، تضامنه مع إيران في أعقاب حادثة سقوط طائرة كانت تقل مسؤولين إيرانيين، أسفرت عن مصرع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، ومسؤولين آخرين.
وقال عبدي عبر منصة “إكس” اليوم، الثلاثاء 21 من أيار، “نتقدم بخالص التعازي للشعب الإيراني الشقيق بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان، والوفد المرافق لهما”.
حديث عبدي جاء بعد أشهر من اتهامات لإيران بالتنسيق مع تركيا والنظام السوري ضد قواته خلال محاولة دعم بعض ممثلي العشائر الموالين لطهران ودمشق في محافظة دير الزور.
وسبق أن قال عبدي لمجلة “المجلة” السعودية، إن “تنسيقًا واضحًا” بين دمشق وطهران في محاولة دعم بعض ممثلي العشائر الموالين لهما، و”دخول تركيا على الخط بدعم المجموعات السورية المسلحة”، لافتًا إلى أن الدول الثلاث لم تنجح، وأن “الأوضاع باتت مستقرة”.
خطوة متوقعة
لم تكن تعزية مظلوم عبدي لإيران بمصرع رئيسها ومسؤولين آخرين خارجة عن إطار العلاقة الجيدة التي تربط حزب “العمال الكردستاني” بطهران، كما أنها لم تكن خطوة غير متوقعة، وفق ما يراه الباحث المتخصص في الشأن الكردي بمركز “جسور للدراسات” أنس شواخ.
وقال شواخ ل، إن لـ”قسد” تنسيقًا مشتركًا على الأرض مع الجانب الإيراني في سوريا، خاصة في مدينة تل رفعت وبعض أحياء مدينة حلب.
شواخ اعتبر أن بعض التصريحات التي تحمل لهجة العداء في بعض الأحيان، تعبر عن خلافات، ولا تعبر عن حالة من الخصام بالضرورة، كما هو الحال فيما يتعلق بحديث عبدي السابق واتهاماته الموجهة لإيران.
وعلى مدار السنوات الماضية، لم تتخذ “قسد” أي إجراءات عدائية ضد إيران وميليشياتها في سوريا، باستثناء بعض التصريحات المحدودة، فاتهام عبدي لإيران بمهاجمة قواته في دير الزور كان واحدًا من عدة تصريحات وبيانات اتهمت فيها جهات عدة منها النظام السوري وتنظيم “الدولة” بزعزعة الاستقرار في مناطق سيطرتها، وفق شواخ.
الباحث اعتبر أيضًا أنه لم يكن هناك أساسًا أي مؤشرات لافتراض علاقة سيئة أو عداء بين “قسد” والميليشيات الإيرانية سابقًا، بالتالي لا يمكن الحديث عن تصريح عبدي اليوم على أنه تحول في الموقف.
وعلى الرغم من اتهامه للنظام السوري في التصريح نفسه بتهديد استقرار مناطق سيطرته، طالب في الوقت نفسه بأن تصبح قواته جزءًا من “المنظومة الدفاعية السورية” (الجيش السوري)، وأن ينظم دورها وعملها بقانون.
توتر محصور في دير الزور
انحصر التوتر بين “قسد” والنظام السوري وميليشيات مدعومة من إيران في محافظة دير الزور منذ بدايته منتصف العام الماضي، وارتفاع وتيرته في أعقاب استهدافات هذه الميليشيات لقواعد أمريكية شمال شرقي سوريا.
مع بداية الأسبوع الثاني من تشرين الأول 2023، ارتفعت حدة التوتر الإيراني- الأمريكي شرقي سوريا، وانعكس هذا التوتر بقصف متكرر لا يزال مستمرًا للقواعد الأمريكية الممتدة بين سوريا والعراق، ردت عليه أمريكا بقصف مستودعات تتبع لميليشيات إيرانية شرقي دير الزور.
وكون الولايات المتحدة تعتبر الداعم الرئيس لـ”قسد”، كان على الأخيرة أن تلعب دورًا في التوتر الحاصل، وهو ما حصل عندما قتل ستة عناصر من “قسد” بإحدى الهجمات التي استهدفت قاعدة أمريكية في دير الزور.
وتزامنًا مع ارتفاع وتيرة هذا التوتر، قالت “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إن مجموعات من النظام السوري والأجهزة الأمنية التابعة له شنت هجومًا بالمدفعية الثقيلة والهاون وأسلحة “دوشكا” على قرى وبلدات أبو حردوب، ذيبان، وأبو حمام، مخلفة قتلى بينهم مدنيون.
وردت “قسد” على الهجوم نفسه بقصف صاروخي طال مدينة الميادين التي تحكمها ميليشيات موالية لإيران، وتعتبر مركزًا رئيسًا لها منذ سنوات، مخلّفة قتلى وجرحى.
الهجمات المتبادلة تكررت لاحقًا مرارًا بين “قسد” والنظام المدعوم بميليشيات من إيران، كان أحدثها قبل أقل من شهر.
اقرأ أيضًا: أين “قسد” من التوتر الأمريكي- الإيراني في سوريا
“قسد” بين أمريكا وإيران
في تشرين الثاني 2023، عقد المجلس العسكري لـ”قسد” اجتماعه الدوري بكامل مكوناته، بحضور مظلوم عبدي، وتطرق الاجتماع بشكل موسع لجهوزية الفصيل لـ”حرب محتملة”، ورفض تحويل المنطقة إلى ساحة حرب بين جهات دولية.
وقالت “قسد” عبر موقعها الرسمي حينها، إن المجتمعين شددوا على عدم السماح بتحويل مناطق شمال شرقي سوريا إلى “ساحة صراع وتصفية حسابات بين القوى الإقليمية والدولية” تعليقًا على الاستهدافات المتبادلة بين أمريكا وميليشيات وكيلة عن إيران.
وتناول الاجتماع جهوزية واستعدادات “قسد” لأي “حرب محتملة”، وتقييم قدراتها العسكرية وأداء مقاتليها، بحسب ما ذكرته “قسد”.
سبق ذلك حديث عبدي عن أنه لا يريد أن تصبح مناطق سيطرة قواته شمال شرقي سوريا “ساحة معركة” بين الولايات المتحدة وإيران، وفق ما قاله لموقع “المونيتور” الأمريكي.
وسبق أن علّق السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، العميد بات رايدر، خلال مؤتمر صحفي مسجل، في تشرين الثاني 2023، على التوتر القائم شمال شرقي سوريا، بأن وكلاء إيران يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي