بعد استئناف الحرب على غزة.. بن جفير يعود إلى حكومة نتنياهو

توصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي السابق، إيتمار بن جفير، الثلاثاء، إلى اتفاق يسمح بعودة حزب “عوتسما يهوديت” (القوة اليهودية) اليميني المتطرف إلى الحكومة، وذلك بعد أن استأنف الجيش الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة.
وفي بيان مشترك، نشرته صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أعلن حزبا “عوتسما يهوديت” و”الليكود” الحاكم بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، اتفاقهما على عودة حزب بن جفير إلى ائتلاف الحكومة.
وكان حزب “عوتسما يهوديت”، الذي يقوده اليميني المتطرف بن جفير، انسحب من الائتلاف الحكومي بعد موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في قطاع غزة في يناير الماضي.
وستعزز عودة بن جفير، حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي لم يتبق لها سوى أغلبية ضئيلة في البرلمان بعد انسحابه في يناير الماضي.
ترحيب بعودة القتال
ورحّب بن جفير باستئناف العمليات العسكرية على قطاع غزة، عقب موجة واسعة من الغارات الجوية على القطاع الساحلي، قتلت أكثر من 400 فلسطيني، وذلك بعد أسابيع من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
وقال بن جفير في بيان: “نرحب بعودة إسرائيل، بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى القتال العنيف”. وتابع: “كما قلنا في الأشهر الأخيرة، عندما انسحبنا (من الحكومة)، يجب على إسرائيل العودة إلى القتال في غزة. هذه هي الخطوة الصحيحة والأخلاقية والمعنوية والأكثر تبريراً، للقضاء على حماس واستعادة أسرانا. يجب ألا نقبل بوجود منظمة حماس، ويجب تدميرها”، بحسب وصفه.
وبعد خروج حزب “عوتسما يهوديت” من الائتلاف، وافق مجلس الوزراء الإسرائيلي على التعيين المؤقت لوزير السياحة حاييم كاتس في الحقائب الوزارية الثلاثة التي تركها الحزب شاغرة.
انتقادات إسرائيلية
ورداً على إعلان عودة بن جفير إلى حكومة نتنياهو، قالت عضوة الكنيست، ميراف ميخائيلي، عن الحزب الديمقراطي: “بن جفير يعود، لكن الأسرى ليسوا كذلك”.
وأبدت عائلات الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة، استياءها الشديد من استئناف القتال، معتبرة أن الحكومة الإسرائيلية “تخلت عن المختطفين”.
وجاء في بيان صادر عن “مقر العائلات لاستعادة المختطفين”: “أعظم مخاوف عائلات الرهائن ومواطني إسرائيل قد تحققت. حكومة إسرائيل اختارت التخلي عن المختطفين. نحن مصدومون، غاضبون، وقلقون من التحطيم المتعمد للعملية الهادفة لاستعادة أحبائنا من الأسر الرهيب لدى حماس”.
وأضاف البيان، أن “العودة إلى القتال قبل استعادة آخر مختطف ستكلف حياة 59 مختطفاً لا يزالون في غزة، ويمكن إنقاذهم وإعادتهم”، مشدداً على أن استئناف القتال “يهدف إلى تحرير المختطفين هو تضليل كامل، فالضغط العسكري يعرض المختطفين والجنود للخطر”.
وعلى الصعيد السياسي، تصاعدت الانتقادات الموجهة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، وسط اتهامات له باستخدام الحرب لتحقيق مكاسب سياسية وحزبية.
ووفقاً لما أوردته وسائل إعلام إسرائيلية، فإن عدداً من قادة الاحتجاج ضد نتنياهو، بينهم موشيه رادمان، ويايا فينك، وشكما بريسلا، وعمري درور، أعلنوا استمرارهم في المظاهرات رغم التصعيد العسكري، مشيرين إلى أن “نتنياهو يخشى الشارع، ويدرك أن أيام حكومته معدودة”.
وفي هذا السياق، قال الجنرال الإسرائيلي السابق، نوعام تيبون، في حديث مع هيئة البث الإسرائيلية: “لا يمكن تجاهل الدوافع السياسية والشخصية لنتنياهو في قرار العودة إلى القتال، بما في ذلك إعادة حزب (قوة يهودية) بزعامة إيتمار بن جفير إلى الحكومة، وتمرير قانون الموازنة الذي قد يؤدي إلى انهيار الحكومة، إذا فشل في الكنيست”، كما أشار تيبون إلى أن تصاعد الاحتجاجات ضد نتنياهو مرتبط بقراره إقالة رئيس “الشاباك”، بعد تزايد الخلافات بينهما.
واتهم يائير جولان زعيم حزب “الديمقراطيين” الإسرائيلي، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بأنه قرر استئناف حرب غزة “من أجل الحفاظ على وجوده بالسلطة”، وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وقال جولان في منشور على منصة “إكس”، إن “الجنود في الميدان والمحتجزين لدى حماس هم أوراق في لعبة نتنياهو للبقاء”.
وتابع: “نتنياهو يستخدم حياة مواطنينا والجنود، لأنه يرتعد من الخوف فيما يتظاهر الناس ضد إقالة رئيس الشاباك”.
وأضاف أن الإسرائيليين “لا يجب أن يدعوا الجنون يفوز”، ودعاهم إلى التظاهر لـ”الحفاظ على دولة إسرائيل، من يدي هذا الرجل الفاسد والخطير”.
وتشكل حزب الديمقراطيون باندماج حزب العمل وحزب ميرتس في يوليو 2024.
وجاءت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، قبل ساعات من تظاهرة كبيرة مقررة في تل أبيب، ضد نتنياهو بعد قراره إقالة رئيس الشاباك رونين بار، لـ”انعدام الثقة فيه”.
كما تأتي قبل إحدى جلسات محاكمة نتنياهو في اتهامات بالفساد، لكن تلك الجلسة ألغيت عقب استئناف الحرب، بطلب من نتنياهو.