اخر الاخبار

بعد اعتراف روسيا.. كوريا الشمالية تعلق على تورط قواتها في حرب أوكرانيا

قالت وكالة الأنباء المركزية في كوريا الشمالية إنها أكدت لأول مرة أنها نشرت قوات للقتال لصالح روسيا في حربها مع أوكرانيا.

وأضافت أن القوات قدمت “مساهمة مهمة” في تحرير الأراضي الروسية التي تحتلها أوكرانيا، بحسب تعبيرها.

وأشارت كوريا الشمالية إلى أنها نشرت القوات “بموجب معاهدة الدفاع المشترك مع روسيا”، وبـ”أمر من الزعيم كيم جونغ أون”.

وجاء التأكيد بعد أشهر من إرسال آلاف الجنود الكوريين الشماليين إلى روسيا للقتال في منطقة كورسك الواقعة على خط المواجهة.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية إن “وحدات فرعية” من “القوات المسلحة” الكورية الشمالية “شاركت في عمليات تحرير مناطق كورسك”، لافتة إلى أن الجهود الحربية لتلك القوات “تكللت بالنجاح”.

وعلّقت وزارة الخارجية الأمريكية على هذه التقارير بالقول إنها تشعر بالقلق من تورط كوريا الشمالية المباشر في حرب روسيا بأوكرانيا.

و أشارت تقارير استخباراتية أوكرانية وغربية إلى وجود آلاف الجنود الكوريين الشماليين في روسيا، حيث يُدربون في قواعد عسكرية مثل فلاديفوستوك وأوسورييسك. وتشير التقديرات إلى أن عددهم قد يصل إلى 12 ألف جندي، مع توقعات بزيادة العدد إلى 100 ألف جندي .  

 وكشفت وسائل إعلام في وقت سابق أن الجنرال كيم يونج بوك، كلف كقائد القوات الخاصة الكورية الشمالية، بمهمة دمج القوات الكورية مع الروسية في جبهة أوكرانيا. يُعتبر كيم شخصية غامضة نادرًا ما ظهرت علنًا سابقًا، لكن دوره برز بعد زيارة بوتين إلى بيونغ يانغ في يونيو 2023 .  

وقد زوَّدت كوريا الشمالية روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ باليستية، مثل طرازي M1991 وM1989 Koksan مما ساعد موسكو في الحفاظ على وتيرة الهجمات المدفعية العالية .  

صادق البلدان في نوفمبر 2024 على معاهدة تنص على تقديم “مساعدة عسكرية فورية” إذا تعرض أي منهما لهجوم. جاءت هذه الخطوة بعد زيارة بوتين لبيونغ يانغ في يونيو 2023، حيث وُقعت اتفاقية شراكة استراتيجية.

و يُعتقد أن التعاون يهدف إلى تعويض النقص في القوات الروسية بعد خسائر كبيرة في أوكرانيا، مع استفادة بيونغ يانغ من التمويل والتكنولوجيا الروسية.

وتسعى بيونغ يانغ للحصول على تكنولوجيا عسكرية متقدمة من روسيا، خاصة في مجالات الصواريخ والفضاء، مما قد يُعزز برامجها النووية والصاروخية. كما قد تحصل على مبالغ مالية مقابل إرسال الجنود .  

و يعمل البلدان على ربط أنظمتهما المصرفية مع إيران لتفادي العقوبات الغربية، وهو إجراء يُمكّن من تحويل الأموال واستخدام البطاقات المصرفية بين هذه الدول.  

وصفت الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاون بأنه “تصعيد خطير”، مع إعلان البيت الأبيض اعتبار القوات الكورية الشمالية أهدافًا مشروعة إذا شاركت في القتال .  

كما أعربت دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية عن مخاوفها من توسع النفوذ الكوري الشمالي، بينما حذّرت الصين من تدخل “أطراف ثالثة” في الصراع الأوكراني .  

وتعود العلاقات العسكرية بين البلدين إلى دعم الاتحاد السوفيتي لكوريا الشمالية خلال الحرب الكورية (19501953). ومع انهيار الاتحاد السوفيتي، شهدت العلاقات تراجعًا قبل أن يعيد بوتين إحياءها بدءًا من عام 2000 .  

ويُعتبر التعاون الحالي امتدادًا لسياسة موسكو وبيونغ يانغ لمواجهة النفوذ الأمريكي، خاصة مع فرض عقوبات غربية على كلا البلدين، ويشكك خبراء في فعالية اندماج الجنود الكوريين، الذين يفتقرون إلى الخبرة في الحروب الحديثة، مع الجيش الروسي بسبب حواجز اللغة والتدريب.  

ويعتقد بعض المحللين أن التعاون قد ينتهي بعد حرب أوكرانيا، حيث تفقد كوريا الشمالية أهميتها الاقتصادية لروسيا . 

المصدر: وكالة ستيب الاخبارية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *