من المتوقع أن يكشف رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هذا الأسبوع عن خطته للاعتراف رسميا بالدولة الفلسطينية، في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغوط المتزايدة داخل حزب العمال، وفقا لما ذكرته صحيفة التلغراف.
الحكومة البريطانية قد تعترف بـ الدولة الفلسطينية
وسيقدم ستارمر، في هذه الخطوة، شرحا وافيا للشروط المطلوبة للاعتراف بفلسطين، كما سيستعرض الجهود البريطانية لتحسين تدفق المساعدات إلى غزة لمعالجة أزمة الجوع.
ومن المتوقع أن يعرض ستارمر مقترحاته على الشعب البريطاني في خطاب أو مؤتمر صحافي.
مع ذلك، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية سيكون مشروطا بتحقيق وقف إطلاق النار، وربما إطلاق سراح الأسرى المتبقين لدى حماس، وقد لا يكون هذا النهج مقبولا في نظر ثلث نواب حزب العمال وأعضاء الحكومة، الذين يضغطون من أجل الاعتراف الفوري بفلسطين دون شروط.
وتأتي هذه الخطوة في أعقاب قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن يكون أول زعيم من مجموعة الدول السبع الكبرى يُعلن اعترافه بفلسطين.
وأعلن ماكرون أن فرنسا ستعترف رسميا بفلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول، بعد أسابيع من المشاورات الخاصة مع بريطانيا وشركاء آخرين.
وبينما يقول ماكرون: إن الإعلان بحد ذاته سيُحفّز تقدّما في عملية السلام، يُفضّل المسؤولون البريطانيون ربط هذه الخطوة بشروط تُحدث تغييرات ملموسة في موقف حماس.
وأعطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هذا الأسبوع الضوء الأخضر لتغيير الموقف البريطاني، معلنا أن ستارمر حر في اتخاذ موقف جديد بشأن هذه القضية.
مع ذلك، لا تزال لندن تدرس بحذر الرد الأمريكي المتوقع، خاصة بعد أن اتهم وزير الخارجية ماركو روبيو ماكرون بخدمة “دعاية حماس”، حتى أن متحدثا باسم وزارة الخارجية الأمريكية وصف مؤتمر الأمم المتحدة لمناقشة الاعتراف بفلسطين بأنه “خدعة دعائية غير مجدية وفي وقت غير مناسب”.
واليوم، اعترفت حوالي 150 دولة عضو في الأمم المتحدة، أي ما يقارب ثلاثة أرباع الأعضاء، بفلسطين كدولة، إلا أن بريطانيا والولايات المتحدة والقوى الأوروبية الكبرى لم تفعل ذلك بعد. ويتمثل الموقف البريطاني التقليدي في أن الاعتراف لن يتم إلا إذا كان بإمكانه المساهمة في عملية السلام في الشرق الأوسط.
ويتزايد الضغط الداخلي على ستارمر مع تصدّر صورٍ صادمة لسوء التغذية في غزة، لا سيما بين الأطفال، عناوين الصحف، في ظلّ تقييد إسرائيل وصول المساعدات الإنسانية.
وفي الكواليس، يحثّ وزراء كبار، مثل نائبة رئيس الوزراء أنجيلا راينر ووزير الصحة ويس ستريتينغ، ستارمر على اتخاذ خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
والجمعة الماضي، وقّع 135 نائبا من حزب العمال رسالةً تدعو إلى الاعتراف بدولة فلسطينية، كما يمارس رؤساء بلديات حزب العمال والقيادة الاسكتلندية ضغوطا مماثلة.
وردا على هذه الضغوط، استدعى ستارمر مجلس الوزراء من عطلته الصيفية لعقد نقاش طارئ حول غزة اليوم الثلاثاء، ومن المتوقع أن يتناول النقاش نهجَ قضية الدولة الفلسطينية وسبل زيادة المساعدات.
وفي لقائه مع ترامب في اسكتلندا، أعرب رئيس الوزراء البريطاني عن صدمته من صور المجاعة في غزة، قائلاً: “صور الأطفال الجياع مقززة، وهناك شعور بالاشمئزاز لدى الرأي العام البريطاني”.
كما حثّ ترامب إسرائيل على بذل المزيد من الجهود لتوفير الغذاء للفلسطينيين.
وكثّف ستارمر خطابه حول هذه القضية في الأيام الأخيرة، مُعرّفا حق الفلسطينيين في دولة بأنه “حق لا جدال فيه”، ومُشدّدا على أن الاعتراف ضروري لتحقيق “سلام دائم”.
ومع ذلك، فإن وضع شروط للاعتراف بدلًا من الإعلان الفوري عنه قد يُثير ردود فعل عنيفة بين أعضاء حزبه، ويُعرب نواب حزب العمال عن قلقهم من أن التأخير قد يُفيد حزب جيريمي كوربين المتطرف الجديد، الذي يُروّج للقضية الفلسطينية، وقد يجذب الناخبين المسلمين والنشطاء اليساريين، بحسب ما قالته الصحيفة البريطانية.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية