تعتزم بريطانيا الاعتراف بدولة فلسطين حال استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، وأمام مؤتمر حل الدولتين لتسوية القضية الفلسطينية برئاسة السعودية وفرنسا، حملت كلمات وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إشارات إلى عدم الوفاء بـ”وعد بلفور”.

وقال وزير الخارجية البريطاني: “قبل 108 أعوام، وقّع وزير الخارجية البريطاني آنذاك، آرثر بلفور، الإعلان الذي يحمل اسمه، وساهم ذلك الإعلان في إرساء الأسس لإقامة وطن لليهود.. غير أن إعلان بلفور تضمّن وعداً جلياً بأن لا يتم القيام بأي شيء من شأنه المساس بالحقوق المدنية والدينية للشعب الفلسطيني.. وهذا الوعد لم يتم الوفاء به، وهو يشكل ظلماً تاريخياً لا يزال يتكشف أمام أعيننا”.

فما هو وعد بلفور؟

يقول مركز المعلومات الوطني الفلسطيني إنه في الثاني من نوفمبر 1917 صدر وعد بلفور، الذي منحت بموجبه بريطانيا حقاً لليهود في تأسيس وطن لهم في فلسطين، بناءً على مقولة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”.

ويضيف أنه “بهذا الوعد تحققت العبارة الشهيرة التي تلخص حالة من هذا القبيل: لقد أعطى من لا يملك وعداً لمن لا يستحق”، وكان هذا الوعد بمثابة الخطوة الفعلية الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب شعب أصيل متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين”.

وأوضح أن “الوعد جاء على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك (آرثر جيمس بلفور) في حكومة ديفيد لويد جورج إلى اللورد روتشيلد، وذلك بعد مفاوضات استمرت ثلاث سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى؛ واستطاع من خلالها الصهاينة إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة”.

نص وعد بلفور

وزارة الخارجية

2  نوفمبر 1917

عزيزي اللورد روتشيلد

يسرني جداً أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي، الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهوماً بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.

وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علماً بهذا التصريح.

المخلص

آرثر بلفور

وأشار مركز المعلومات الوطني الفلسطيني إلى أن الحكومة البريطانية عرضت، حينها، نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسمياً سنة 1918م،  ثم تبعها الرئيس الأميركي وودرو ويلسون رسمياً سنة 1919؛ وكذلك اليابان.

وأضاف: في 25 أبريل سنة 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر “سان ريمو” على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع وعد بلفور موضع التنفيذ، وفي 24 يوليو من عام 1922 وافق مجلس الأمم المتحدة “عصبة الأمم حينها”، على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 سبتمبر من عام 1923.

وقال المركز: “لقد جعل تصريح بلفور فلسطين وطناً لليهود وهم ليسوا سكان فلسطين، حيث لم يكن في فلسطين من اليهود عند صدور التصريح سوى خمسين ألفاً من أصل عدد اليهود في العالم حينذاك، والذي كان يقدر بحوالي 12 مليوناً، في حين كان عدد سكان فلسطين من العرب في ذلك الوقت يناهز 650 ألفاً من المواطنين الذين كانوا، ومنذ آلاف السنين يطورون حياتهم في بادية وريف ومدن هذه الأرض. ولكن الوعد المشؤوم تجاهلهم ولم يعترف لهم إلا ببعض الحقوق المدنية والدينية، متجاهلًا حقوقهم السياسية والاقتصادية والإدارية”.

وتابع: “الوعد يتعارض مع أحد أهم مبادئ القانون الدولي، ألا وهو مبدأ حق تقرير المصير الذي طالما نادى به الحلفاء وادعوا أنهم منحازون إليه وساعون إلى تطبيقه في كل مكان؛ ولكن الوعد الذي أصدره وزير خارجية بريطانيا (أحد أركان تحالف الحلفاء في الحرب العالمية) تنكر لحقوق الشعب الفلسطيني”.

شاركها.