أثار شون ماجواير المستثمر في شركة “سيكويا” الأميركية، جدلاً واسعاً على منصة “إكس” بعد هجومه على الاشتراكي الديمقراطي المسلم زهران ممداني، المرشح لمنصب عمدة نيويورك، واصفاً إياه بـ”المتشدد” والمنتمي إلى “ثقافة تقوم على الكذب في كل شيء”.
وعُرف ماجواير المستثمر في قطاع التكنولوجيا بوصفه حلقة الوصل بين “سيكويا كابيتال” و الملياردير الأميركي إيلون ماسك. ويُشاركه شغفه بالمشاجرات على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد أثارت منشوراته على منصة “إكس” بشأن زهران ممداني عاصفة على غرار ما يثيره ماسك عادة ووفقاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وظهرت خلال عطلة نهاية الأسبوع عريضة إلكترونية تدعو قيادة “سيكويا” إلى إدانة التصريحات، والتحقيق في سلوك ماجواير، وتقديم اعتذار، وجمعت العريضة مئات التوقيعات، من بينها توقيعات لمديرين تنفيذيين بارزين ومؤسسي شركات من الشرق الأوسط،
وقالت “وول ستريت جورنال” إنها لم تتمكن من التحقق من صحة جميع أسماء الموقعين.
وأضافت الصحيفة أن منشورات ماجواير وردود فعل المؤسسين وضعت أحد أكبر المستثمرين في وادي السيليكون في “وضع حرج”، فماجواير، (39 عاماً)، يُعد شريكاً مهماً في الشركة، إذ جلب لها استثمارات مربحة في “سبيس إكس” ومشروعات أخرى لماسك، واعتاد منذ سنوات التعبير بصراحة عن آرائه السياسية.
لكن الشركة بنت اسمها وثروتها من خلال دعم وتوجيه بعض أنجح الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا، والتي تميل في الغالب إلى الاتجاه السياسي المعاكس، وفق الصحيفة الاميركية.
تُعد شركة “سيكويا” من أبرز شركات رأس المال الجريء، إذ أدارت أكثر من 60 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي، واستثمرت مبكراً في شركات كبرى مثل “جوجل”، “أبل”، “إنفيديا”، و”واتساب”، و”إير بي إن بي” و”دورداش”، ورغم هذه النجاحات، حافظت على موقف معلن بالحياد، مع منح موظفيها هامشاً للتعبير العلني عن آرائهم.
وقال حسام عرب، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة Tabby للتكنولوجيا المالية، ومقرها السعودية وأحد الموقعين على العريضة: “لا يتعلق الأمر بإلغاء شون شخصياً، ولا يتعلق بممداني أيضاً، بل بما إذا كانت (سيكويا) مستعدة أخيراً لاتخاذ موقف واضح، أو القبول بنفور مئات المؤسسين الذين يرون هذه الآراء مسيئة”.
وكانت Tabby قد تلقت تمويلاً من “سيكويا كابيتال الهند” قبل أن تنفصل عن “سيكويا كابيتال” ضمن إعادة هيكلة عالمية للشركة في عام 2023، بحسب “وول ستريت جورنال”.
وبعد أن أثارت منشوراته عن ممداني جدلاً على منصة “إكس”، نشر ماجواير مقطع فيديو مدته 30 دقيقة شرح فيه خلفية تفكيره، وقدم اعتذاراً لمن شعر بالإساءة، وقال: “لقد انتشرت التغريدة بشكل واسع للغاية، ولكن ليس بطريقة جيدة”، مضيفاً: “يبدو أن ثقافة الإلغاء لا تزال حية وبقوة”.
وقال ماجواير إن كلمة “متشدد” التي استخدمها لوصف ممداني، تنطبق فقط على فئة صغيرة من المسلمين، وقال: “لكل مسلم غير متشدد، ولكل هندي شعر بالإساءة من هذه التغريدة، أقول: أنا آسف جداً جداً”.
وليست هذه المرة الأولى التي تثير فيها تعليقات ماجواير جدلاً، فقد أثارت تغريداته في السابق دهشة وشكاوى داخل الشركة، وناقشت قيادة “سيكويا” معه هذه المنشورات وشخصيته العامة، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويُعد ماجواير وهو يهودي، من المستخدمين النشطين على منصة “إكس”، حيث يتابعه أكثر من 245 ألف شخص، ويكتب بانتظام عن السياسة، وشركات ماسك، ووادي السيليكون، كما يُعد من المدافعين الشرسين عن إسرائيل، وقد كتب مراراً معلناً دعمه للرئيس دونالد ترمب وللمحتجين الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.
وأصبح ماجواير أكثر نشاطاً في النشر منذ استحواذ ماسك على “تويتر” في أكتوبر 2022، وهي صفقة استثمرت فيها “سيكويا”، وظهرت منذ ذلك الحين مؤشرات أخرى على تغير نهجه، من بينها استخدامه الأكثر صراحةً لألفاظ نابية.
وكتب ماجواير في يناير: “لا أنشر شيئاً ما لم أكن قد فكرت فيه بتمعن شديد.. إكس هو في الوقت ذاته شكل من أشكال الفن وساحة معركة”.