تجددت تهديدات فصيل يطلق على نفسه اسم “سرايا أنصار السنة”، باستهداف الكنائس والمقامات الدينية في عدد من المحافظات السورية.
وفي 15 من تشرين الأول الحالي، نشرت صفحة باسم “سرايا أنصار السنة” على منصة “تلجرام”، مقطعًا مصورًا اطلعت عليه، يظهر أربعة أشخاص ملثمين، يعلنون بدء عمليات استهداف أماكن وتجمعات “الطائفة العلوية”، وكنائس الديانة المسيحية والمدارس، في محافظات حمص وحماة وطرطوس واللاذقية.
وأثار المقطع المصور الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، مخاوف المدنيين في تلك المحافظات من تنفيذ الفصيل لتهديداته.
وكان فصيل “سرايا أنصار السنة” ادعى تفجير كنيسة “مار إلياس” في منطقة الدويلعة بدمشق، على خلاف اتهام الحكومة السورية تنظيم “الدولة الإسلامية”، ما أثار استفسارات بشأن حقيقة وجود هذا الفصيل من عدمه، ودوره في هذه العمليات الأمنية.
وأسفر التفجير الانتحاري بالكنيسة، في 22 من حزيران، عن مقتل 25 شخصًا وإصابة 63 آخرين في حصيلة غير نهائية، بحسب ما ذكرته وزارة الصحة السورية لوكالة الأنباء السورية (سانا).
فصيل “وهمي”
الباحث في الجماعات “الجهادية” عبد الرحمن الحاج، قال ل، إن ما يعرف بتنظيم “أنصار السنة” يصعب تأكيد وجوده، مشيرًا إلى أن كل الادعاءات حول العمليات العسكرية التي نسبها “التنظيم” إلى نفسه، كانت غير صحيحة.
ورجّح الحاج أن “أنصار السنة” هو تنظيم وهمي يديره فلول النظام السابق وليس له وجود على الأرض، لذلك لفهم دلالة صدور مثل هذه البيانات، يجب أن يؤخذ وضع هذا التنظيم بالاعتبار والشكوك المتعلقة به.
وحول البيان الذي صدر عن التنظيم مؤخرًا، أوضح الحاج أنه تزامن صدور بيان التنظيم المرئي، مع زيارة الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى موسكو.
ويرى الحاج أن الهدف من هذا البيان، إيصال رسالة إلى روسيا بأن “الأقليات” في سوريا، مستهدفة في ظل حكم الشرع، وأن التنظيمات المتطرفة تنشط.
واعتبر الباحث في الجماعات “الجهادية” عبد الرحمن الحاج، أنها رسالة “يائسة” تعكس حجم الإحباط الذي يعيشه فلول النظام من التحولات الجارية والموقف الروسي تجاه الحكومة السورية.
وقام الرئيس الشرع بزيارة رسمية إلى روسيا، أجرى فيها مباحثات مع بوتين، حول العلاقات الثنائية بين البلدين، والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وحاولت التواصل مع المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية السورية، لمعرفة إذا كان الجهاز الأمني سيتخذ إجراءات احترازية في المحافظات التي هددها الفصيل مؤخرًا، إلا أن الجواب كان “لا يوجد أي معلومات عنهم”، دون الحصول على توضيحات إضافية.
بيانات “ركيكة”
ويلحظ على بيانات الفصيل الدورية حالة من عدم تنسيق الشكل والصياغة والإملاء، وهو تناقض يثير نقد الباحثين بالحركات الإسلامية.
الباحث عباس شريفة أوضح في تصريح سابق ل، أنه هناك أدبيات بالسلفية الجهادية، وكلمات مفتاحية تستخدمها دائمًا في قضايا محاربة الطاغوت، وتحريم الشريعة ومحاربة المرتدين.
ويعتقد أن البيانات التي ينشرها ما يسمى فصيل “سرايا أنصار السنة” لا تصاغ من عقل ينتمي للسلفية الجهادية، وإنما محاولة للاستثمار بهذه السلفية، وهذا سبب إظهار البيانات الركيكة والصياغات المتخبطة، التي لا تنتمي للهوية الفكرية التي تحملها الفصائل السلفية الجهادية.
البيانات التي ينشرها ما يسمى فصيل “سرايا أنصار السنة” لا تصاغ من عقل ينتمي للسلفية الجهادية، وهذا سبب إظهار البيانات الركيكة والصياغات المتخبطة، التي لا تنتمي للهوية الفكرية التي تحملها الفصائل السلفية الجهادية. عباس شريفة باحث متخصص في الفكر الإسلامي |
بالمقابل ربط الباحث في الأمن الإقليمي والإرهاب أحمد سلطان، البيانات الركيكة التي ينشرها الفصيل، والتخبطات بتنسيق البيانات الصادرة، بأن أعضاء الفصيل ما زالوا شبابًا، وحديثي السن، وليست لديهم أي خبرة شرعية ولا تنظيمية كبيرة.
ومنذ ظهور الفصيل، وانتشاره، وتداول قنواته عبر “تلجرام”، يثير حالة لدى المهتمين، حول غموض خلفية الفصيل، وأهدافه غير المعلَنة.
إحباط عملية تفجير
وأعلنت وزارة الداخلية السورية، في 6 من آب الماضي، القبض على خلية خططت لتفجير كنسية في طرطوس غربي سوريا.
وقال قائد الأمن الداخلي في محافظة طرطوس، العقيد عبد العال محمد عبد العال، إن قيادة الأمن الداخلي قبضت على شخصين مرتبطين بالنظام السوري السابق، خططا لتفجير عبوة ناسفة في كنيسة “مار إلياس” المارونية في قرية الخريبات التابعة لمنطقة صافيتا بريف طرطوس.
وأضاف أنه تم ضبط عبوة ناسفة كانت مُعدّة للتفجير، وأوراق كُتبت عليها عبارات تهديد ووعيد لأهالي المنطقة، بالإضافة إلى راية سوداء.
وجاءت العملية بناء على معلومات استخباراتية وعملية رصد ومتابعة وصفتها بالدقيقة والمكثفة، ما حال دون تنفيذ المخطط، وفق عبد العال.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي