قال 5 مشرعين ديمقراطيين في الولايات المتحدة إنهم تلقوا تهديدات بالاغتيال، وذلك بعد أن اتهمهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب بممارسة “سلوك تحريضي” وارتكاب “جريمة يعاقب عليها القانون بالإعدام”، وذلك إثر مطالبتهم الجيش الأميركي بـ”رفض الأوامر غير القانونية” الصادرة عن الإدارة الأميركية، حسبما ذكرت مجلة “نيوزويك” الأميركية.

وأعلنت مكاتب النواب إليسا سلوتكين، وجيسون كرو، وكريسي هولاهان، وكريس ديلوزيو، أنها تلقت تهديدات بزرع متفجرات، في حين تلقت شرطة كونكورد، بولاية نيو هامبشاير، تهديد بوجود قنبلة في المكتب المحلي للنائبة ماجي جودلاندر.

ونشرت مجموعة من 6 ديمقراطيين، كلٌّ منهم عضو سابق في الجيش أو مجتمع الاستخبارات الأميركي، مقطع فيديو مدته 90 ثانية، الأسبوع الماضي، دعوا فيه عناصر الجيش الحاليين إلى رفض الأوامر غير القانونية الصادرة عن الإدارة.

وقالت المجموعة: “أقسمتم جميعاً على حماية هذا الدستور والدفاع عنه. في الوقت الحالي، لا تأتي التهديدات لدستورنا من الخارج فحسب، بل من هنا في الوطن. قوانيننا واضحة. يمكنكم رفض الأوامر غير القانونية. يجب عليكم رفضها، لا أحد مُلزم بتنفيذ أوامر تنتهك القانون أو الدستور”.

ولم يحدد المشرعون الأوامر غير القانونية التي كانوا يشيرون إليها، لكن الفيديو أدى إلى رد من ترمب تضمّن إشارة صريحة إلى الإعدام، عندما قال: “السلوك التحريضي يعاقب عليه بالإعدام”.

وذكر ترمب في منشور آخر: “يجب اعتقال كل واحد من هؤلاء الخونة لبلدنا ومحاكمته. لا يمكن السماح لأقوالهم بالصمود”، مضيفاً:”يجب أن يكونوا عبرة”.

كما شارك الرئيس منشوراً من مستخدم آخر جاء فيه: “جورج واشنطن سيشنقهم”.

ولم ترد أنباء عن وقوع حوادث نتيجة لهذه التهديدات التي وجهت إلى النواب الخمس.

وحاولت مجلة “نيوزويك” التواصل مع أعضاء الكونجرس، صباح السبت، للحصول على تعليق، كما تواصلت مع البيت الأبيض عبر البريد الإلكتروني بشأن هذه التهديدات.

عنف متصاعد

ويأتي تصاعد التهديدات ضد أعضاء الكونجرس الحاليين، وسط مخاوف متزايدة بين الحزبين بشأن “موجة العنف المتصاعدة بدوافع سياسية في الولايات المتحدة”.

وقلّل البيت الأبيض والرئيس الأميركي نفسه من شأن التصريحات المتعلقة بالإعدام، ونفيا أن تكون تهديدات مباشرة للمشرعين، غير أن تعليقاته أثارت استنكار الحزب الديمقراطي.

وبحسب مكتب النائبة إليسا سلوتكين، استجابت شرطة ولاية ميشيجان للتهديد بإجراء عمليات بحث وتفتيش لمنزلها أثناء غيابها، مؤكدة “عدم تعرض أي شخص للخطر”.

وقالت النائبة كريسي هولاهان إن مكتب منطقتها في ويست تشيستر بولاية بنسلفانيا كان “هدفاً لتهديد بوجود قنبلة”، لكن “الموظفين هناك، وكذلك المكتب في واشنطن العاصمة آمنون”. 

وأضافت: “لا مكان للتهديدات والعنف السياسي في أمتنا أو خطابنا السياسي”، وتابعت:” نتقدم بالشكر لجهات إنفاذ القانون المحلية التي استجابت بسرعة، ولا تزال تجري تحقيقاتها”.

وقال متحدث باسم هولاهان لصحيفة “بوليتيكو”، الجمعة، إن مكتبها قدم شكوى ضد ترمب.

وتضمنت رسالة البريد الصوتي المسجلة مسبقاً لمكتب هولاهان في العاصمة واشنطن بوجود ارتفاع في “المكالمات المسيئة المليئة بالشتائم والتهديدات ضد الممثل” من قبل المتصلين، وتقول إنه “سيتم الإبلاغ عنها إلى جهات إنفاذ القانون”.

وتعرض مكتب ممثل ولاية كولورادو جيسون كرو في أورورا لتهديد مماثل بوجود قنبلة، الجمعة، وفقاً لبيان نُشر على حسابه الرسمي بمنصة “إكس”.

وجاء في المنشور: “عضو الكونجرس وموظفوه بخير. عضو الكونجرس كرو ممتن للاستجابة السريعة من جهات إنفاذ القانون وجهودهم في الحفاظ على سلامة مجتمعنا”.

وصرح النائب كريس ديلوزيو على منصة “إكس”:” أن مكتبيه في كارنيجي ومقاطعة بيفر في ولاية بنسلفانيا قد تلقوا تهديدين”.

وأضاف: “عضو الكونجرس وموظفو الكونجرس آمنون، ويشكرون سلطات إنفاذ القانون على الاستجابة السريعة”.

واستجابت شرطة ولاية نيو هامبشاير لتهديد في كونكورد، بعد ظهر الجمعة، حيث يقع أحد مكاتب النائب جودلاندر، بناءً على تقارير تفيد بأنه تم ملاحظة “عدة عناصر خطرة متصلة ببعضها البعض في مكان قريب”.

وذكرت إدارة شرطة كونكورد في بيان صحافي: “توجه الضباط إلى المنطقة، وأكدوا وجود مواد خطرة”.

وأضافت الشرطة: “استجابت فرقة المتفجرات التابعة لشرطة ولاية نيو هامبشاير، وبددت المخاوف، وتأكدت من سلامة جميع المواد”.

كما قال ديلوزيو، في منشور على منصة “إكس”، وهو أحد الديمقراطيين الذين ظهروا في الفيديو الذي أغضب ترمب: “اليوم، دعا دونالد ترمب إلى قتلي واعتقالي. لم يُرِد سماع درسٍ أساسي، قَسم الدستور فوق كل اعتبار، لن أخاف، وسأحافظ على قسمي”.

“إعدام مسؤولين”

وفي بيان مشترك الخميس، كتب المشرعون الستة: “الأمر الأبرز هو أن الرئيس يعتبر إعادة تفعيل القانون جريمة تستوجب الإعدام. يجب أن يعلم جنودنا أننا نساندهم، وهم يؤدّون قسمهم على الدستور، والتزامهم باتباع الأوامر القانونية فقط. هذا ليس الصواب فحسب، بل واجبنا أيضاً”.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وهو ديمقراطي من نيويورك، في خطاب أمام المجلس: “لنكن واضحين تماماً. رئيس الولايات المتحدة يدعو إلى إعدام مسؤولين منتخبين”.

في المقابل دافع ترمب عن تعليقه في تصريحات لشبكة “فوكس نيوز”، الجمعة: “أنا لا أهددهم، ولكن أعتقد أنهم في ورطة خطيرة”.

ودافعت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض كارولين ليفيت عن تصريح الرئيس في مؤتمر صحافي: “هناك أعضاء في الكونجرس الأميركي تآمروا لتنظيم وتسجيل رسالة إلى عناصر الجيش الأميركي، وجهاز الأمن القومي، لتشجيعهم على تحدي أوامر قائدهم الأعلى”، في إشارة إلى الرئيس الأميركي.

وذكر رئيس مجلس النواب مايك جونسون للصحافيين: “الكلمات التي اختارها الرئيس ليست الكلمات التي كنت سأستخدمها. من الواضح أنني لا أعتقد أن هذه جرائم يُعاقب عليها بالإعدام أو أي شيء من هذا القبيل”.

وأشارت الإدارة الأميركية إلى إمكانية فتح تحقيق مع الديمقراطيين الذين ظهروا في مقطع الفيديو، الثلاثاء.

شاركها.