قالت العضوة الجمهورية بمجلس النواب الأميركي مارجوري تايلور جرين، والتي كانت من أشد مؤيدي الرئيس دونالد ترمب، إنها تواجه تهديدات عقب انتقادات الرئيس لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وإعلانه سحب دعمه لها، بعد خلاف بشأن الإفراج عن وثائق الممول الراحل المدان بجرائم جنسية جيفري إبستين، وأجندة “أميركا أولاً”.
وكتبت جرين في منشور عبر حسابها في منصة “إكس” السبت: “أتلقى الآن اتصالات من شركات أمنية خاصة تُحذرني بشأن سلامتي، حيث يُغذّي أقوى رجل في العالم، الرجل الذي دعمته وساعدته في الفوز بالانتخابات، بؤرةً التهديدات ضدي”.
وأضافت: “لقد أدّى الخطاب العدائي الذي استهدفني عادة، إلى تهديدات بالقتل. هذا النوع نفسه من الخطاب يوجه نحوي الآن، وهذه المرة من رئيس الولايات المتحدة. وبصفتي امرأة، فإنني آخذ التهديدات الصادرة من رجال على محمل الجد”.
وأضافت جرين في منشورها: “بصفتي جمهورية، صوتت بقوة لصالح مشاريع قوانين الرئيس ترمب وأجندته، ولكن عدوانه ضدي والذي يُغذّي أيضاً الطبيعة السامة لمؤيديه المتطرفين على الإنترنت (والذين يتقاضون أجوراً كثيرة)، أمر صادمٌ للجميع”.
وجاء منشور جرين، بعد أن هاجمها ترمب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، وسحب دعمه لها، واصفاً إياها بـ”الغريبة”، واتهمها بالإفراط في الشكوى، وقال إنه قد يدعم منافساً لها في الانتخابات التمهيدية.
وكانت شرطة الكابيتول أفادت بأن معدلات التهديدات ضد السياسيين، بمن فيهم أعضاء الكونجرس، ارتفعت في السنوات الأخيرة، وفق ما نقلت شبكة NBC News.
وفي تقرير صدر عام 2024، ذكرت اللجنة أن عدد “قضايا التهديدات ارتفع للعام الثاني على التوالي”، مشيرةً إلى تحقيقات في أكثر من 9 آلاف حالة تتعلق بتصريحات وتهديدات مباشرة ضد أعضاء الكونجرس.
كما أعرب أعضاء بالكونجرس عن مخاوفهم بشأن سلامتهم بشكل عام، في أعقاب اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك في 10 سبتمبر الماضي.
خلافات ترمب وتايلور جرين
ونشر ترمب صباح السبت منشورات عن جرين، التي ازدادت انتقاداتها للرئيس في الأسابيع الأخيرة، على حسابه على موقع “تروث سوشيال” عدة مرات.
وفي أحد المنشورات، قال الرئيس إن جرين “خانت حزبها بانتقاداتها”، وفي منشور آخر، وصفها بـ”الخائنة، وأنها عار على الحزب الجمهوري”.
وفي الأسابيع الأخيرة، ابتعدت مواقف جرين عن مواقف حزبها وعن الرئيس، وكان آخرها انتقادها لتركيز ترمب المفرط على القضايا الخارجية، ودعوته إلى جعل أجندته “أميركا أولاً” أولوية.
وخلال فترة إغلاق الحكومة الفيدرالية، التي امتدت من بداية أكتوبر إلى بداية نوفمبر، أعلنت جرين عن خلافها مع حزبها ورئيس مجلس النواب مايك جونسون بشأن الرعاية الصحية، متهمةً قادة الحزب الجمهوري بعدم تقديم “حل” للأميركيين الذين يواجهون ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية.
وفي الأيام الأخيرة، واجهت جرين وثلاثة نواب جمهوريين آخرين في مجلس النواب ضغوطاً من البيت الأبيض لحذف أسمائهم من عريضة مجلس النواب التي ستفرض تصويتاً على مشروع قانون يدعو وزارة العدل إلى نشر ملفاتها المتعلقة بجيفري إبستين.
وعززت جرين دعمها لنشر الملفات، وكتبت في منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن التهديدات الجديدة التي تتلقاها: “أدرك الآن إلى حد ما الخوف والضغط الذي تشعر به النساء ضحايا جيفري إبستين وعصابته”.
وفي منشور منفصل، من حسابها الشخصي، قالت جرين إن موقفها من ملفات إبستين هو أحد أسباب هجمات ترمب.
وأضافت: “هذا الأمر يجعلك تتساءل حقاً عما تحتويه تلك الملفات، ومن، وأي دولة، تمارس عليه كل هذا الضغط؟ أنا أسامحه، وسأدعو له بالعودة إلى وعوده الأصلية بجعل أميركا عظيمة مجدداً”.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، أصدر المشرعون في لجنة الرقابة والإصلاح بمجلس النواب مجموعة من الوثائق المتعلقة بإبستين، بما في ذلك رسائل بريد إلكتروني من إبستين يشير فيها كثيراً إلى ترمب.
ونفى ترمب مراراً أي مخالفات، ولم تُوجَّه إليه أي تهمة جنائية تتعلق بالقضية، إذ اتهم الديمقراطيين “باستخدام خدعة جيفري إبستين لمحاولة صرف الانتباه عن إخفاقاتهم الفادحة”.
