اخر الاخبار

بعد خلاف بوينج الصين تبدي استعدادها للتعاون مع شركات أميركية

أعلنت وزارة التجارة الصينية، الثلاثاء، استعدادها لدعم التعاون مع الشركات الأميركية، وذلك بعد أيام من رفض شركات الطيران الصينية استلام أي طائرات جديدة من شركة “بوينج” الأميركية لصناعة الطائرات، إذ تأمل بكين في أن تتمكن واشنطن من تهيئة بيئة مستقرة وقابلة للتنبؤ لأنشطة التجارة والاستثمار الطبيعية، حسبما أفادت “بلومبرغ”.

وأقرّ مسؤولون في بكين، بأن زيادات الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أثّرت سلباً على سوق النقل الجوي العالمي، وأن كلاً من شركات الطيران الصينية و”بوينج” قد تأثرتا بشدة.

ويبدو أن هذه الخطوة تُشير إلى نوع من التنازل من الصين، بعد أن أمر المسؤولون في وقت سابق من هذا الشهر شركات الطيران بعدم استلام أي شحنات أخرى من طائرات “بوينج” كجزء من حرب تجارية متبادلة شهدت فرض ترمب رسوماً جمركية تصل إلى 145% على السلع الصينية.

وجاءت هذه الرسالة، بعد أن كشفت الصين عن رسوم جمركية انتقامية بنسبة 125% على السلع الأميركية، وهي رسوم من شأنها أن تزيد من كلفة الطائرات وقطع الغيار الأميركية الصنع بأكثر من الضعف، ما يجعل من غير العملي على شركات الطيران الصينية قبول طائرات “بوينج”. 

وترى الوكالة أن إمكانية استلام طائرات “بوينج” مرة أخرى سيكون بمثابة “نعمة” لشركات الطيران الصينية، التي كان الكثير منها يعتمد على “بوينج” في خططه التوسعية، إذ من المتوقع أن تُشكل الصين 20% من الطلب العالمي على الطائرات خلال العقدين المقبلين.

رسالة تصالحية

في الإطار، قال جون جونج، المستشار السابق لوزارة التجارة الصينية والأستاذ الحالي في جامعة الأعمال والاقتصاد الدولية في بكين: “على الرغم من أن هذا البيان لا يبدو أنه يشير إلى تراجع بكين عن قرارها السابق، إلا أنه يُرسل رسالة تصالحية مفادها أن الصين مستعدة للانخراط في مفاوضات”.

بدوره، قال جوزيف جريجوري ماهوني، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة شرق الصين في شنغهاي: “نظراً لأن الولايات المتحدة قد قدمت العديد من الإعفاءات من رسومها الجمركية على الصين، بدعوى خدمة مصالح المستهلكين الأميركيين الحساسين للتضخم، فقد نرى الصين تُقدم بعض الإعفاءات لشركات مُحددة عندما يخدم ذلك مصالحها”.

وأضاف ماهوني: “حقيقة أن شركة بوينج يمكنها نقل الطائرات المخصصة للصين على الفور إلى المشترين الهنود على حساب شركات الطيران الصينية هي مثال واضح على ضرورة قيام بكين بنوع من الإعفاء، لأن هذه السياسة تضر بالجانب الصيني أكثر مما تضر ببوينج”.

والأسبوع الماضي، أفادت مصادر مطلعة، بأن الحكومة الصينية تدرس تعليق الرسوم الجمركية البالغ قيمتها 125% على بعض الواردات الأميركية، مثل المعدات الطبية والمواد الكيميائية الصناعية مثل الإيثان.

وأضافت المصادر، أن المسؤولين يناقشون أيضاً التنازل عن الرسوم على استئجار الطائرات، إذ لا تمتلك شركات الطيران الصينية جميع طائراتها، وبالتالي تدفع رسوم تأجير لشركات خارجية لاستخدام بعض الطائرات، وهي مدفوعات كانت ستُلحق ضرراً مالياً كبيراً بالرسوم الجمركية الإضافية.

مساعٍ هندية

يأتي ذلك في وقت يخطط فيه مفاوضو التجارة الهنود، لاستعراض طلبيات طائرات شركة “بوينج” الكبيرة وإمكانية تلقي المزيد منها في إطار سعيهم للتوصل إلى صفقة مواتية مع الولايات المتحدة.

وتتمثل الخطة في إدراج طلبات شركات الطيران الهندية الحالية والصفقات قيد التفاوض مع شركة صناعة الطائرات الأميركية في مناقشات اتفاقية تجارية ثنائية يمكن أن تحمي البلاد من الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة.

وإلى جانب شركة طيران الهند المحدودة، قدمت شركتا SNV Aviation Pvt، المشغلة لـ Akasa Air، وSpiceJet Ltd، طلباً مشتركاً لشراء 590 طائرة بقيمة 67 مليار دولار من “بوينج” في السنوات الأخيرة. 

ومع تسليم ودفع المقابل المادي لـ506 من هذه الطائرات على مراحل على مدى عدة سنوات، تريد الهند تسليط الضوء على كيفية مساهمة هذه المشتريات الخاصة في تضييق فائض الميزان التجاري الذي يتجاوز 47 مليار دولار بين نيودلهي وواشنطن، وهو ما يمثل مصدر قلق رئيسي للرئيس دونالد ترمب.

ومن المرجح أن يتجاوز المقترح الهندي بشأن إدراج مشتريات الطائرات في مناقشات التجارة الشروط المرجعية التي اتفقت عليها نيودلهي وواشنطن الأسبوع الماضي. 

ويهدف الإطار الأولي، الذي أُعلن عنه بعد اجتماع نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس مع رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي في 21 أبريل الجاري، إلى توسيع نطاق وصول البضائع الأميركية إلى الأسواق الهندية، وتقليص الحواجز الجمركية وغير الجمركية، من بين التزامات أخرى.

وعرضت إدارة مودي بالفعل، العديد من التنازلات للولايات المتحدة، بما في ذلك إصلاح نظام التعريفات الجمركية لخفض الرسوم على نحو 8500 سلعة صناعية، بما في ذلك الصادرات الأميركية الرئيسية مثل مشروب بوربون الكحولي والدراجات النارية الراقية مثل تلك التي تصنعها شركة “هارلي ديفيدسون”.

وكان كيلي أورتبيرج، الرئيس التنفيذي لشركة “بوينج”، أكد الأربعاء الماضي، أن الصين توقفت عن استلام أي طائرات، وقال إن الشركة المصنعة للطائرات “مستعدة لإيجاد مشترين بديلين للطائرات المتجهة إلى الصين”.

وقال أورتبيرج: “نحن على تواصل وثيق مع عملائنا الصينيين، ونُقيّم بنشاط خيارات إعادة تسويق الطائرات المصنعة بالفعل أو قيد التصنيع”.

وقد أثارت هذه الخطوة شكوكاً حول مصير حوالي 50 طائرة كان من المقرر تسليمها إلى الصين خلال العام الجاري، إذ منذ ذلك الحين، بدأت “بوينج” بإعادة طائرات “737 ماكس” التي رفضها عملاء الخطوط الجوية الصينية إلى الولايات المتحدة.

ومن بين شركات الطيران التي أبدت استعدادها لاستلام الطائرات التي رفضتها الصين، الخطوط الجوية الهندية المحدودة. وحتى نهاية الشهر الماضي، استلمت الشركة الهندية 41 طائرة “737 ماكس” صُممت في الأصل للخطوط الجوية الصينية، وقد أبدت الشركة رغبتها في استلام المزيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *