ركزت الحكومة السورية، إلى جانب جهات أهلية، في دعم الخدمات الأساسية بمحافظة درعا، جنوبي سوريا، بعد سقوط النظام، على ثلاثة قطاعات رئيسة، هي التعليم والصحة ومياه الشرب.

في المقابل شهدت قطاعات خدمية أخرى تراجعًا، مثل تعبيد الطرق وترحيل القمامة، بالإضافة إلى ضعف الكهرباء الناتج عن تهالك البنية التحتية في المحافظة.

وشهدت المحافظة تحسنًا في دعم بعض القطاعات خلال الربع الأخير من العام الحالي، إثر حملة التبرعات “أبشري حوران” التي جمعت نحو 48 مليون دولار.

التعليم.. ترميم جزئي

شهد عدد من مدارس المحافظة ترميمًا جزئيًا شمل إصلاح النوافذ والأبواب وطلاء الجدران، دون إجراء أي عمليات بناء لمدارس جديدة، أو ترميم شامل للمدارس المدمرة.

وقالت قتيبة الحشيش، مدرّسة في درعا، ل، إن المدارس بحاجة ماسّة إلى توسعة أو ترميم شامل للمباني المدمرة.

ورغم أن عمليات الترميم تحسّن وضع المدارس بشكل عام، فإن ذلك لا يحل مشكلة الاكتظاظ في القاعات الصفية، الذي دفع بعض المدارس لتبني نظام الدوام المزدوج (صباحي ومسائي)، وهو أمر مرهق للطلاب ويتطلب كوادر تدريسية أكبر.

كما تشهد بلدات العجمي وبعض قرى اللجاة وجملة وتسيل وعين ذكر اكتظاظًا يصل إلى 60 طالبًا في القاعة الواحدة، مما يشكل عبئًا على المعلم في إيصال المعلومة ويزيد من مخاطر انتشار الأمراض المعدية.

ونجحت مديرية التربية في درعا في تأمين معظم حاجة المدارس من المقاعد المدرسية بعد تخصيص جزء من مخصصات حملة “أبشري حوران” لإنتاج هذه المقاعد.

وبحسب الوكالة السورية للأنباء (سانا) فإن مشروع ترميم المدارس في درعا يستهدف 150 مدرسة موزعة على مناطق متعددة في محافظة درعا.

مدير تربية درعا، قال في تصريح للمركز الإعلامي في المحافظة، إن عدد المدارس في المحافظة 960 مدرسة منها 11 مدرسة مدمرة بالكامل و76 مدرسة بحاجة إلى ترميم إنشائي جزئي و430 مدرسة بحاجة إلى ترميمات متوسطة أو بسيطة.

القطاع الصحي.. نقص بالأجهزة والأدوية

تشهد معظم مستشفيات محافظة درعا نقصًا في الأجهزة الطبية، بحسب ما أفاد عدد من الكوادر الطبية ل.

وعملت حملة “أبشري حوران” على تأهيل بعض النقاط الطبية وتزويدها بالأجهزة.

كما تعاني بعض مناطق ريف درعا الغربي من نقص في النقاط الطبية.

وفي محاولة لسد هذا النقص، استحدثت مديرية الصحة مؤخرًا نقطتين طبيتين في بلدتي كويا وبيت أراه بريف درعا الغربي، وأعادت افتتاح مستوصف في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي، ورُمم مستوصف وحيد في منطقة اللجاة بريف درعا الشرقي.

محمد الحشيش، أحد وجهاء ريف درعا الغربي كان ضمن فريق قابل مدير الصحة للمطالبة بتحسين الخدمات الطبية، قال إن مدير الصحة أبلغهم خلال زيارتهم، بأن المديرية قادرة على ترميم أي نقطة طبية بشرط تأمين موقعها، لكنها غير قادرة على إنشاء نقاط طبية جديدة.

وأشرفت المديرية على تزويد مستشفى طفس بثلاثة أجهزة غسل كلى، مما خفف معاناة السكان في المنطقة التي حيث يخدم حوالي 400 ألف شخص. كما تم تركيب أجهزة غسل كلى لمستشفى الحراك الوطني.

واشتكى عدد من السكان من نقص الأدوية في المستشفيات الوطنية، وكذلك من تقاضي أجور مقابل العمليات الجراحية فيها.

وخصصت حملة “أبشري حوران” مبلغ 11 مليون دولار تم جمعها عبر تبرعات أهلية لدعم القطاع الطبي في المحافظة.

وتفتقر المستشفيات الحكومية في محافظة درعا، وعددها سبعة، مقابل 13 مستشفى خاصًا، للدعم، وتعاني من نقص حاد في الكادر الطبي، خاصة بعد هجرة معظم الأطباء أو تعاقدهم مع المستشفيات الخاصة، مما يدفع بعض السكان للتوجه مباشرة إلى القطاع الخاص لتوفر المعدات والكوادر فيه.

المياه الجوفية

يعاني معظم سكان محافظة درعا من نقص مياه الشرب، حيث يعتمد الغالبية على مياه الصهاريج الجوالة التي تشكل عبئًا ماليًا كبيرًا، خاصة مع تراجع القدرة الشرائية.

وساهم جفاف الينابيع والبحيرات وبعض الآبار الجوفية في تعميق الأزمة، إذ تراجع منسوب كل من ينابيع عين ذكر والصافوقية والأشعري، وجفت بحيرة المزيريب والينابيع الساخنة في بلدتي تل شهاب وزيزون، بالإضافة إلى جفاف عدد من الآبار المخصصة لمياه الشرب.

وحفرت المؤسسة العامة لمياه الشرب في درعا آبارًا جديدة في مناطق المال والطيحة والمزيريب وتل شهاب ونجحت في معظمها، لكنها لم تحل المشكلة بالكامل، إذ تحتاج هذه المناطق إلى أربع أو خمس آبار إضافية.

وقال عبد المنعم أبو خشريف، من سكان بلدة تسيل في ريف درعا الغربي، ل، إن جفاف المياه في البلدة دفع الوجهاء إلى إطلاق حملة تبرعات لحفر بئرين لمياه الشرب.

وأدى تراجع منسوب مياه ينابيع الأشعري وعين ذكر إلى نقص مياه الشرب في البلدة.

خدمات مهمشة

رغم دعم بعض القطاعات الخدمية في درعا المتمثلة في قطاعات الصحة والتعليم ومياه الشرب، فإن مديرية الخدمات لم تنفذ عمليات تعبيد طرق جديدة إنما فقط ترميم جزئي لبعض المطبات والحفر.

سعيد بيطار من سكان مدينة طفس، قال ل، إن الطرق الرئيسة والفرعية في المدينة تكثر فيها الحفر وخاصة في فصل الشتاء إذ تتحول إلى وحل بعد هطول المطر.

ومن جانب آخر، تعاني معظم البلدات من تراكم النفايات والتي تعجز عن ترحيلها المجالس المحلية حتى داخل مركز مدينة درعا.

كما تكثر في محيط البلدات مكبات عشوائية لم تعمل المجالس البلدية على ترحيلها إلى أماكنها المخصصة خارج البلدات والمدن.

وتعاني شبكات الكهرباء في درعا من تهالك البنية التحتية، إذ تتعرض معظم المناطق لفصل متكرر في الطاقة الكهربائية بسبب تدنى مستوى جودة المحولات الكهربائية.

وما زالت المحافظة تعاني من التقنين الذي كان سائدًا في مرحلة النظام السابق ولم تتحسن ساعات التغذية في إيصال الكهرباء خلال العام الماضي.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.