بعد مفاوضات ماراثونية.. بريطانيا والهند تتوصلان لاتفاق تجاري

أعلنت بريطانيا والهند، الثلاثاء، التوصل لاتفاق حول التجارة الحرة، في خطوة تاريخية تمثل أهم صفقة للندن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب زيادة الرسوم الجمركية.
ويهدف الاتفاق، الذي أُبرم بعد مفاوضات متقطعة على مدى ثلاث سنوات، إلى زيادة التبادل التجاري بين البلدين 25.5 مليار جنيه إسترليني (34 مليار دولار) بحلول عام 2040 مع إتاحة الوصول إلى الأسواق بحرية وتخفيف القيود التجارية.
وينص الاتفاق على تخفيض الرسوم الجمركية المفروضة على سلع مثل (المنتجات الغذائية ومنها لحم الضأن والسلمون والشوكولاتة والبسكويت، ومشروبات كحولية)، كما يُقرّ الاتفاق حصصاً لكلا الجانبين من واردات السيارات.
رغبة هندية لاتفاق مع واشنطن
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، تشعر الوفود التجارية الهندية “بحماس شديد” وترغب في إبرام اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة سريعاً، بحسب تصريحات وزير في الحكومة التي يرأسها ناريندرا مودي، إذ تسعى الهند إلى حماية نفسها من استراتيجية الرسوم الجمركية المتقطعة التي تنتهجها واشنطن.
وقال وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في إبريل الماضي، خلال مؤتمر في نيودلهي: “هذه المرة، المؤكد أننا مجهزون بدرجة كبيرة من الإلحاح”، وفي الماضي، واجهت الهند انتقادات لتباطئها في المفاوضات التجارية، لكن نيودلهي هي من تحث “الطرف الآخر” على التفاوض هذه المرة.
وأضاف جايشانكار في قمة التكنولوجيا العالمية التي استضافها مركز “كارنيجي إنديا”: “حتى الآن، ردت الولايات المتحدة بسرعة على ما تم طرحه”.
وتابع: “تشعر وفودنا التجارية بحماس شديد نظراً لأننا نسعى إلى اغتنام الفرصة”، مشيراً إلى أن عدد جولات المفاوضات التي عقدتها الهند مع الولايات المتحدة خلال الشهور الستة الماضية يتجاوز ما أجراه الاتحاد الأوروبي خلال العامين الماضيين.
وخلال زيارة مودي البيت الأبيض في فبراير، أعلنت الهند والولايات المتحدة عزمهما إبرام اتفاق تجاري بحلول الخريف.
وعلى الرغم من ذلك، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الهند تعريفة جمركية متبادلة بنسبة 26% في الثاني من أبريل، قبل الإعلان عن إرجاء فرضها على معظم الدول لمدة 90 يوماً.
وبينما تشكل الرسوم الجمركية الإضافية عائقاً أمام نمو ثالث أكبر اقتصاد في آسيا، ترى الهند في الاضطرابات فرصة للاضطلاع بدور أكبر في سلاسل التوريد العالمية، إذ فُرضت عليها تعريفات جمركية أقل من منافسيها الإقليميين.
مفاوضات هندية لاتفاقات أخرى
وتجري الهند مؤخراً مفاوضات لإبرام اتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، حيث أشار نائب رئيسة وزراء إيطاليا أنطونيو تاجاني، في مؤتمر سابق في نيودلهي، إلى أن بلاده “تبذل جهوداً حثيثة في بروكسل” للتعجيل بعقد اتفاق تجاري بين الهند والاتحاد الأوروبي.
وبحسب “بلومبرغ”، فإنه على الرغم من المفاوضات حول الاتفاق التجاري مستمرة بين الطرفين منذ 2007، فقد تبنيا نهجاً أكثر إلحاحاً في المفاوضات منذ عودة ترمب إلى البيت الأبيض، وكشفت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين في فبراير الماضي عن سعيها إلى إبرام الاتفاق هذا العام، وأكدت “يُمكنك الاعتماد على التزامي التام بذلك”.
وقال وزير التجارة الهندي بايوش جويال في أبريل الماضي، على هامش مؤتمر مشترك مع أنطونيو تاجاني ، إن “كل المفاوضات التجارية تتقدم بشكل جيد”. ورد على سؤال عن كيفية تمكن الهند من إكمال المفاوضات حول الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة خلال 90 يوماً بقوله: “إننا لا نتفاوض تحت التهديد”.
واختتم قائلاً: “الأفضل أن يكون هناك أطر زمنية لتسريع وتيرة المفاوضات، لكن ما دمنا لم نتمكن من ضمان المصلحة الوطنية والصالح العام، فلن يفيدنا التعجل”.