قال المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك، السبت، إن الوجود الأميركي في سوريا يهدف لاستكمال مهمة هزيمة تنظيم “داعش” نهائياً، ومنع عودته، ودعم الشركاء المحليين، مشدداً على أن أي هجوم يستهدف الأميركيين سيُقابل بـ”عقاب سريع ولا هوادة فيه”.

وذكر باراك في منشور عبر منصة “إكس” أن سقوط جنديين من الجيش الأميركي ومترجم مدني أميركي وإصابة ثلاثة آخرين، بعد تعرضهم لإطلاق نار على يد مسلح في مدينة تدمر السورية السبت، “يُعد تذكيراً صارخاً ومشيناً بأن الإرهاب لا يزال تهديداً شرساً ومستمراً”.

وأضاف أن الإرهاب لا يزال “قادراً على الضرب حتى في الوقت الذي نعمل فيه على القضاء عليه”.

وقال إن “عدداً محدوداً من القوات الأميركية لا يزال منتشراً في سوريا لاستكمال مهمة هزيمة تنظيم داعش نهائياً، ومنع عودته، وحماية الأراضي الأميركية من الهجمات الإرهابية”.

وأوضح أن هذا الوجود “يمكّن شركاء سوريين محليين قادرين على مواجهة هؤلاء الإرهابيين على الأرض، بما يضمن عدم اضطرار القوات الأميركية إلى الانخراط في حرب أخرى واسعة النطاق ومكلفة في الشرق الأوسط”.

وتابع: “لن نحيد عن هذه المهمة حتى يتم القضاء على داعش بالكامل، وأي هجوم على الأميركيين سيُقابل بعقاب سريع ولا هوادة فيه”.

وتابع: “إلى جانب الحكومة السورية، سنلاحق بلا هوادة كل فرد ومسهّل ومموّل متورط في هذا العمل الشنيع، وسيتم تحديد هوياتهم ومحاسبتهم بسرعة وحزم”.

التزام الشرع

وأشار المبعوث الأميركي إلى أنه “يرحب بالالتزام القوي للرئيس السوري أحمد الشرع، الذي يتشارك معنا العزم الراسخ على تحديد مرتكبي هذا الهجوم وملاحقتهم ومحاسبتهم”، مؤكداً: “معاً سنقضي على الإرهاب في سوريا”.

وبدأت الولايات المتحدة، منذ أواخر عام 2024، إعادة تقييم وجودها العسكري في سوريا، فيما أعلنت وزارة الدفاع “البنتاجون”، في وقت سابق من العام الجاري، خطة لتقليص عدد القوات المنتشرة في البلاد بشكل كبير، في إطار توجيهات الإدارة الأميركية الرامية إلى الحد من الوجود العسكري الخارجي وتقليص ما تصفه بـ”الحروب الدائمة”.

ووفق “البنتاجون”، يهدف هذا التعديل إلى خفض عدد الجنود الأميركيين في سوريا إلى أقل من ألف جندي، عبر إعادة تموضع القوات في مواقع استراتيجية محددة والتركيز على مهمات مكافحة تنظيم “داعش” بالتعاون مع شركاء محليين. 

ترمب يتوعد

وتوعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في وقت سابق السبت، بـ”رد قوي للغاية” على تنظيم “داعش”، بعد الهجوم، مشيراً إلى أن الشرع “غاضب للغاية ومنزعج من هذا الهجوم”.

وأضاف ترمب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “ننعي خسارة 3 أميركيين وطنيين عظماء في سوريا، ونصلّي من أجل الجنود الثلاثة المصابين الذين تأكدنا للتو أنهم بحالة جيدة”.

وتابع: “كان هذا هجوماً لتنظيم داعش ضد الولايات المتحدة وسوريا، في جزء بالغ الخطورة من سوريا لا يخضع لسيطرة كاملة من دمشق”.

وأعلن الجيش الأميركي أن جنديين ومترجم فوري مدني، سقطوا، السبت، عندما هاجم مسلح يشتبه بانتمائه لتنظيم “داعش” رتلاً لقوات أميركية وسورية، بحسب وكالة “رويترز”.

وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي إن 3 عسكريين أميركيين آخرين أصيبوا بجروح. وأضافت في بيان أن الهجوم نفذه مسلح منفرد في مدينة تدمر بوسط سوريا.

وذكر وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن “قوات حليفة” قتلت المهاجم، فيما لفت مسؤولون سوريون إلى أن منفذ الهجوم الذي قتل في الواقعة، هو فرد من قوات الأمن السورية.

ماذا حدث في هجوم تدمر؟

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية نور الدين البابا في تصريحات للإخبارية السورية، إنه كانت هناك جولة بين قيادة التحالف وقيادة الأمن الداخلي في البادية، وانتهت الجولة وتم الدخول إلى مقر أمني محصن بقيادة الأمن الداخلي في البادية. 

وأضاف أن الهجوم وقع على باب المقر، وأن المهاجم اشتبك مع الحراسات السورية، وتلك التابعة للتحالف الدولي ما أدى إلى تحييده.

وقال إن منفذ الهجوم “ليس له أي توصيف قيادي في الأمن الداخلي، ولا يصنف على أنه مرافق لقيادة الأمن الداخلي”.

وأشار إلى أن تقييماً صدر في العاشر من ديسمبر، بحق منفذ الهجوم، بين أنه “قد يكون يملك أفكاراً تكفيرية أو متطرفة، وكان هناك قرار سيصدر بحقه الأحد، كونه أول يوم دوام في الأسبوع، لكن الهجوم وقع السبت، الذي يعتبر يوم عطلة إدارية”.

ولم يعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن الهجوم حتى الآن، لكن مسؤولاً أميركياً كبيراً لفت إلى أن “التقييمات الأولية تشير إلى أن التنظيم المتشدد نفذ الهجوم على الأرجح”، وأن “الهجوم وقع في منطقة لا تسيطر عليها الحكومة السورية”.

وجاء الهجوم بعد مرور شهر تقريباً على إعلان سوريا توقيعها اتفاق تعاون سياسي مع التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم “داعش”، والذي تزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى البيت الأبيض.

ونفذ التحالف خلال الأشهر الماضية، غارات جوية وعمليات برية في سوريا استهدفت مشتبه بانتمائهم للتنظيم، وذلك بمشاركة من قوات الأمن السورية في كثير من الأحيان.

وشنت سوريا، الشهر الماضي، حملة في أنحاء البلاد ألقت خلالها القبض على أكثر من 70 شخصاً متهمين بالارتباط بالتنظيم.

وللولايات المتحدة قوات متمركزة في شمال شرق سوريا في إطار جهود مستمرة منذ 10 سنوات لمساعدة قوة يقودها الأكراد هناك في محاربة التنظيم.

شاركها.