بعد 60 عاماً من الإغلاق.. ترمب يأمر بإعادة فتح سجن ألكاتراز

أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مساء الأحد، بإعادة فتح وتوسيع سجن ألكاتراز، سيئ السمعة، الذي يقع على جزيرة كاليفورنيا النائية قبالة سان فرانسيسكو، والذي ظل مغلقاً لأكثر من 60 عاماً.
وقال ترمب في منشور على منصة Truth Social: “لفترة طويلة جداً، عانت أميركا من مجرمين أشرار وعنيفين ومتكرري الجرائم، حثالة المجتمع، الذين لن يسهموا إلا في البؤس والمعاناة. عندما كنا أمة أكثر جدية، في الماضي لم نتردد في حبس أخطر المجرمين، وإبعادهم عن أي شخص قد يؤذونه. هكذا ينبغي أن يكون الأمر”.
وأضاف: “لهذا السبب، أوجه اليوم مكتب السجون، بالتعاون مع وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووزارة الأمن الداخلي، لإعادة فتح سجن ألكاتراز بعد توسيعه وإعادة بنائه بشكل كبير، لإيواء أكثر المجرمين قسوة وعنفاً في أميركا”.
وتابع: “لن نبقى بعد الآن رهائن للمجرمين والبلطجية والقضاة الذين يخشون القيام بعملهم ويسمحون لنا بطرد المجرمين الذين دخلوا بلادنا بشكل غير قانوني. ستكون إعادة فتح ألكاتراز رمزاً للقانون والنظام والعدالة. سنجعل أميركا عظيمةً مجدداً”.
وأوضح ترمب، أنه خطرت له هذه الفكرة بسبب إحباطه من “القضاة المتطرفين” الذين “أصرّوا على أن يحظى المُرحّلون بالإجراءات القانونية الواجبة”، مضيفاً أن “ألكاتراز، لطالما كان رمزاً للقانون والنظام. كما تعلمون، له تاريخ عريق”، فيما قال الناطق باسم مكتب السجون في بيان، إن المكتب “سيلتزم بجميع الأوامر الرئاسية”.
تاريخ سجن ألكاتراز
وبحسب مكتب السجون الأميركي، فإن سجن ألكاتراز، الواقع في جزيرة ألكاتراز على بُعد ما يزيد قليلاً عن ميل واحد شمال سان فرانسيسكو، كان سجناً شديد الحراسة وذو امتيازاتٍ محدودة، إذ افتُتح في عام 1934، للتعامل مع “أكثر السجناء قسوةً في السجون الفيدرالية”.
وأضاف المكتب على موقعه الإلكتروني، أن الهدف من ذلك كان أيضاً “إظهار جدية الحكومة الفيدرالية في وقف الجريمة المتفشية في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي للجمهور الملتزم بالقانون”، وفق ما أوردته شبكة CBS News.
وقضى مجرمون معروفون مثل آل كابوني، وجورج ماشين جان كيلي، وألفين كاربيس وآرثر باركر بعض الوقت في سجن ألكاتراز، ومع ذلك، لم يكن معظم السجناء من رجال العصابات سيئي السمعة، بل كانوا سجناء رفضوا الامتثال لقواعد وأنظمة المؤسسات الفيدرالية الأخرى.
وكان سجن ألكاتراز يتسع لـ 336 سجيناً، مع أن متوسط عدد السجناء كان يتراوح بين 260 و275 سجيناً فقط في أي وقت.
وعلى مدار 29 عاماً من تشغيله، شارك 36 رجلاً في 14 محاولة هروب منفصلة، ومن بين هؤلاء، أُلقي القبض على 23، وقُتل 6 رمياً بالرصاص، وغرق اثنان.
وأُغلق السجن في 21 مارس 1963، لأن تكاليف تشغيله كانت باهظة للغاية، وفي عام 1969، احتلت مجموعة من الهنود الأميركيين الأصليين سجن ألكاتراز لمدة 18 شهراً، زاعمين أنها “أرض هندية”.
“جزيرة شيطان أميركا”
وبعد إغلاقه، غالباً ما صُوّر السجن على أنه “جزيرة شيطان أميركا” في الكتب والأفلام، بما في ذلك فيلم “الصخرة” من بطولة شون كونري ونيكولاس كيج، وفيلم “الهروب من ألكاتراز” عام 1979 من بطولة كلينت إيستوود.
ويجسد الفيلم عملية هروب قام بها كل من السجناء فرانك موريس والأخوان جون وكلارنس أنجلين، وقد تمكن الثلاثة من الفرار من زنازينهم ومغادرة الجزيرة في قارب.
وفي عام 1972، أنشأ الكونجرس منطقة “جولدن جيت الوطنية” الترفيهية، وأُدرجت الجزيرة التي يقع عليها السجن كجزء من موقع جديد تابع لهيئة المتنزهات الوطنية.
وفُتحت الجزيرة للسياح في خريف عام 1973، وأصبحت من أشهر مواقع هيئة المتنزهات الوطنية، فيما لا تزال الجزيرة وجهة سياحية حتى يومنا هذا.
أجندة احتجاز أوسع
ويعد توجيه ترمب بإعادة بناء السجن المغلق منذ فترة طويلة، وإعادة فتحه، أحدث دفعة ضمن جهود الرئيس الاميركي الرامية إلى إصلاح كيفية وأماكن احتجاز السجناء الفيدراليين والمحتجزين بسبب الهجرة.
لكن من المرجح أن تكون هذه الخطوة مكلفة وصعبة، بسبب تهالك بنية السجن التحتية، وارتفاع تكاليف إصلاح وتجهيز مرفق الجزيرة، إذ كان كل شيء، من الوقود إلى الطعام، يُنقل بالقوارب، كما يتطلب تطوير المنشأة إلى المعايير الحديثة استثمارات ضخمة.
رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي ديمقراطية تنحدر من كاليفورنيا وتقع الجزيرة في دائرتها الانتخابية، تساءلت عن جدوى إعادة فتح السجن بعد كل هذه السنوات.
وكتبت بيلوسي في حسابها على منصة” إكس”: “أصبح السجن الآن حديقة وطنية شهيرة ومعلماً سياحياً رئيسياً. اقتراح الرئيس ليس جدياً”.
ويأتي توجيهه في خضم جهود أوسع لإعادة هيكلة نظام الاحتجاز الفيدرالي، إذ اقترح إرسال المتهمين من أعضاء العصابات إلى سجنٍ شديد الحراسة في السلفادور دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، كما طرح فكرة إرسال السجناء إلى مركز مكافحة الإرهاب، المعروف باسم CECOT.
كما أمر ترمب بافتتاح مركز احتجاز في خليج جوانتانامو بكوبا، لاحتجاز ما يصل إلى 30 ألفاً ممن وصفهم بـ”أسوأ المجرمين الأجانب”.