نشرت شركة United Aircraft الروسية لقطات جديدة قبل أيام تُظهر مقاتلة Su-57 مع حجرة داخلية أمامية مفتوحة بداخلها صاروخين كبيرين مضادين للإشعاع ARM.

وتشير هذه اللقطات إلى نضوج قدرة الطائرة على مهام قمع أنظمة الدفاع الجوي المعادية (SEAD/DEAD) بحمولات داخلية، في ظل سعي الشركة المصنعة إلى الترويج لمقاتلة الجيل الخامس الروسية قبيل معرض دبي للطيران 2025، وفق موقع Army Recognition.

كما جاءت اللقطات وسط تداول وثائق مسرّبة على الإنترنت بشأن نشاطات تصديرية محتملة، ما يبقي مقاتلة Su-57 في دائرة الضوء.

ويتم تسليح الطائرة بحمولة قمع أنظمة الدفاع الجوي المعادية (SEAD) محمولة داخلياً، بينما تُظهر في الوقت نفسه صواريخ قصيرة المدى معلقة خارجياً، وهو مزيج لافت لطائرة مصممة على نحو منخفض الرصد.

كما تظهر في اللقطات الطائرة التجريبية “T-50-9 “509 وهي تؤدي مناورات ديناميكية مع فتح أبواب الحجرة.

وجرى تزويد الحجرة الأمامية الرئيسية بصاروخين مضادين للإشعاع من طراز Kh-58UShK، مُعدلين للحمل الداخلي على طائرة Su-57، وهي أسلحة طويلة البدن ذات أسطح قابلة للطي متوافقة مع عائلة قاذفات Vympel UVKU-50.

وأشارت صور منصات الاختبار والملاحظات الفنية السابقة إلى وحدات القذف UVKU-50U/50L المصممة لإطلاق حمولات ثقيلة بوضوح إلى مجرى الهواء من حجرات Su-57.

وتُثبت رؤية صاروخين من طراز Kh-58 مُدمجين في المقصورة الأمامية تؤكد صحة هذه البنى في تصميم الطيران.

وتمثّل هذه اللقطات أول نظرة عامة واضحة، إلى تلك الحجرة بعد سنوات لم تُصور فيها بوضوح سوى حجرات جانبية.

وما يُلفت الانتباه أيضاً هو ما يُعرض في الخارج، حيث يوجد زوج من صواريخ جو-جو قصيرة المدى من طراز R-74/R-74M2 مُعلقة خارجياً خلال العرض التوضيحي.

ومن الناحية التشغيلية، يُلمح هذا الاقتران إلى أن طائرة Su-57 قادرة على فتح “نافذة” دخول ضد المرسلات الحديثة مع الاحتفاظ بردع موثوق ضمن المدى البصري، حتى لو كان التخفي الأمثل يُبقي هذه القذائف في الحجرات الجانبية عادة.

عرض ترويجي

من الناحية الاستراتيجية، نُشر الفيديو في 9 نوفمبر، قبيل معرض دبي للطيران، حيث تسعى موسكو إلى تجديد اهتمام العملاء الأجانب بطائرة Su-57 في ظل عقوبات، وضغوط على سلسلة الإمداد.

ومن الناحية الفنية، يكشف وجود صاروخين من طراز Kh-58UShK في الحجرة الأمامية عن معلومات حول الحجم وواجهات التوصيل وتسلسل الإطلاق.

الهندسة القابلة للطي للطراز UShK وتكامله مع قاذف UVKU-50 تشير إلى أن الحجرة قادرة على استضافة صواريخ مضادة للإشعاع ثقيلة، دون أن تعيق أبوابها عند أوضاع الفتح الجزئي، وهو شرط مسبق لإطلاق “النظرة الخاطفة” أثناء زوايا هجوم عالية.

كما يشير ذلك إلى تطوّر منطق إدارة الأسلحة لحمل ذخائر طويلة الجسد داخلياً، وهو ما لم تثبته المشاهد السابقة للـSu-57 بشكل قاطع.

وإذا كانت أسلحة R-74 الخارجية مجرد أثر عرضي، فإن تحميل قتالي مُحسّن على الطائرة نفسها سيضع تلك الصواريخ قصيرة المدى في الحجرات الجانبية، محرّراً الجناحين، ويستعيد المظهر منخفض البصمة للطائرة، بينما تبقى حمولتا الـARM الأماميتان جاهزتين لاستهداف المرسلات التي يتم توجيهها بواسطة أجهزة استشعار على متن الطائرة وخارجها.

ويمضي البُعدان التشغيلي والجيوسياسي جنباً إلى جنب، فمن خلال إظهار تصميم صاروخ KH-58 ذي المقصورة الأمامية، تُعلن شركة United Aircraft الروسية عن مهمة أساسية، وهي موجة أولى لقمع أنظمة الدفاع الجوي المزوّدة برادارات.

وتسوّق روسيا بقوة لحزمة تجمع بين تشكيل منخفض القدرة على الرصد ومخازن هجومية داخلية ثقيلة ووجود كافٍ للصواريخ المضادة للطائرات القريبة لردع عمليات الاعتراض الانتهازية، وهو مفهوم مُصمم خصيصاً لإغراق الدفاعات، واختراق الممرات الدفاعية، وتعقيد دورات استعادة نظام الدفاع الجوي المتكامل (IADS).

وتستمر السردية الروسية حول مشروع Su-57، حيث تتحدث شركة Rostec وشركة UAC عن تحديثات تدريجية لأنظمة الأسلحة والمحركات، بينما تستخدمان عمليات تحليق جوية دراماتيكية مفتوحة المقصورة كدليل على صلاحية الطائرة للتشغيل، وذلك كدليل على نضوج قدرة الحمل الداخلي.

وإلى جانب الدعاية التي أثارتها تسريبات حول التصدير، تُقدم صور صواريخ KH-58 مفتوحة المقصورة، وصواريخ R-74 الخارجية لمحة مختارة ومعبّرة عن المكان الذي يُراد للبرنامج أن يظهر فيه، وهي طائرات قادرة على حمولات داخلية، وتتميز أيضاً في الوقت نفسه بالمرونة.

ويشير ظهور حجرات الأسلحة الداخلية المحملة بالصواريخ المجهزة للدفاع الجوي، إلى أنه تم تجهيز طائرة Su-57 كرمح شبحي قادر على مهام الدفاع والهجوم، مع طموحات تصديرية تُضاهيها.

شاركها.