صدر عن مجلس بلدية جعيتا البيان التالي: “منذ مطلع الأسبوع الفائت وتتناقل وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وخبر قيام حفلة “زفاف صاخب” داخل مغارة جعيتا، مما قد يؤثر بحسب زعمهم على سلامة هذا الصرح التراثي البيئي العريق، لذا نتفهم محبة الرأي العام واهتمامه وردود الفعل وخوفه على هذا المعلم السياحي المميّز.
والحقيقة ان ما حصل أخذ بعدا أكبر من حجمه، وكأنها المرة الأولى التي يحصل فيها مثل هذا النشاط ومع العلم أن ما تمّ تداوله يفتقر الى الدقة وأمانة نقل الخبر.
وعليه، وتصحيحاً وتصويباً للواقع لا بد لنا أن نشير إلى ما يلي:
أولاً: على عكس ما أشيع، فإنّ ما حصل لم يكن حفل زفاف، بل كان استقبالاً مميّزاً لضيوف أجانب، سابقاً لـ”حفل الزفاف” ولمدة ثلاثين دقيقة فقط لا غير .
ثانياً: إن الغاية من النشاط المذكور كانت زيارة سياحية لمجموعة من السياح من الجنسية الإيطالية.
كما وأنه تمّت مراعاة الأصول والمعايير في تحديد مستوى الصوت والإضاءة وعدد الأشخاص بحضور مراقبين وتقنيين معتمدين من قبل البلدية في يومياتها خلال استقبال السياح بما لا يؤثر على بنية وهيكلية وسلامة المغارة.
ثالثاً: إنّ عدد الأشخاص الذين كانوا داخل المغارة لا يتجاوز عددهم ١٢٠ شخصاً بخلاف الأنشطة التي كانت تنظم داخل المغارة في السنوات السابقة حتى قبل استلام المجلس البلدي الحالي ادارة المغارة حيث كانت تضمّ أكثر من ٣٠٠ شخص ولمدة ساعة ونصف.
رابعاً: وانعاشاً للذاكرة، نودّ أن نذكّركم بالحفلات التالية:
غي مانوكيان في العام ٢٠١٨ حيث كانت إدارة المغارة بيد شركة مشغلة خاصة.
شركة Redbull قامت بتصوير دعاية في العام ٢٠١٣ مع بطل عالمي بال WakeBoard بحيث كانت تشمل الدعاية أصوات مؤثرة و Jet Ski.
أوركسترا Stockhausen في العام ٠١٩٧٩
حفل خاص وداعي وتكريمي للسفير الألماني في العام ٢٠١٦.
فيديو كليب الفنانة نجوى كرم في العام ٢٠١١.
الفيلم الهندي في العام ١٩٧٧.
فرنسوا بايل في العام ١٩٦٩ والصور وحدها تتكلّم عن حجم الحضور في الحفلة.
اعادة افتتاح المغارة في العام ٢٠٢٥ بحضور أركان الدولة اللبنانية من وزراء ونواب ومدراء عامين وقضاة ومحافظين وقائمقام وقادة أمنيين وجميع النقابات والنادي اللبناني للتنقيب عن المغاور، وجرى هذا الاحتفال بالتنسيق مع وزارة السياحة والنادي المذكور Speleo Club وأحيت المناسبة الفرقة الموسيقية نفسها.
إنّ كل هذه الحفلات قد استمرت لأكثر من ساعة ونصف بحضور أكثر من ٣٠٠ شخص، وكانت متشابهة وبعضها أكثر صخبا وإضاءة من هذه الحفلة.
ولدينا صور وفيديوهات عن هذه الحفلات والتي سوف نبرزها للاعلام خلال الأيام القادمة.
خامساً: إن هذا الملف من حيث تقييم تأثير الحفل على المغارة هو بيد لجنة خبراء وتحت إشراف وزارة السياحة، وإن نتائج التقارير سوف تكشف حجم الافتراءات التي نتعرض لها.
سادساً: هناك مشروع عمره من عمر اكتشاف المغارة كناية عن إنشاء مسرح لتنظيم الحفلات داخل المغارة يتسع لأكثر من ٣٠٠ شخص وقد أجريت في العام ٢٠١٨ مباراة لتقديم أفضل دراسة هندسية في ألمانيا انفاذاً لهذا المشروع.
سابعاً: لقد اتبعت البلدية جميع المواصفات العالمية المحافظة لسلامة بنية المغارة عبر تنظيم هذا الاحتفال، وأن المجلس البلدي يقوم بأعمال الإشراف والصيانة الدائمة والمواكبة لمثل هذه الأنشطة بالتعاون مع وزارة لسياحة بشكل متقن ولا يشوبه شائب.
ثامناً: أمّا بالنسبة للإشكالية المثارة عمداً وبنوايا باتت معروفة حول شفافية إدارة المجلس البلدي للمغارة بشكل عام وحول هذه الحفلة بشكل خاص فإننا نؤكد على ما يلي:
١ إنّ جميع المستندات والعقود التي تم توقيعها بكل شفافية وهي متاحة للاطلاع وسلمت إلى وزارة السياحة.
٢ نذكّر من سولته نفسه للإتهام بأمور مجافية للحقيقة، أن ايرادات الدولة من مغارة جعيتا خلال شهرين ونصف توازي ما حققته ايرادات الدولة من المغارة خلال عام كامل لسنة ٢٠١٨
تاسعاً: بالنسبة لمسألة المنع من التصوير، فقد جرى فرضه بهدف تأمين المحافظة على خصوصيّة السائح وتسهيل مرور المجموعات في الأروقة الضيقة، وتجنّب مغامرة السائح في أخذ الصور بالقرب من الصخور ممّا يعرّض نفسه والمكان للخطر والتلوّث.
في الختام، انسجاماً مع قناعاتنا ومع ضميرنا، والتزامنا تجاه بلدة جعيتا والدولة اللبنانية، كشفنا بكل ضمير حي حقيقة الواقع الذي أراد البعض تشويهه، وإنّ الغاية من هذه الحملة تشويه صورة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، لغايات معروفة النوايا. وإننا سنكتفي بهذا القدر في البيان الحاضر مع العلم بأننا سوف نشرح هذا الأمر خلال الأيام المقبلة على وسائل الاعلام، ولن ننزلق مجدداً إلى سجالات لا طائل منها سوى الإمعان في تشويه صورة البلدية وصورة بلدتنا جعيتا”.