قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن وقف إطلاق النار في غزة سيبدأ الأحد كما هو مخطط له، على الرغم من أن الأمر يستلزم عملاً من المفاوضين على حل “مشكلة عالقة” ظهرت في اللحظة الأخيرة.
وأعلنت إسرائيل تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الذي كان مقرراً الخميس للمصادقة على الاتفاق، وألقت باللوم على حركة “حماس” في هذا التأجيل، وهو ما نفته الحركة الفلسطينية.
وأضاف بلينكن في مؤتمر صحافي في واشنطن: “ليس مفاجئاً أن نواجه مسألة غير محسومة في عملية ومفاوضات كانت صعبة ومحفوفة بالمخاطر.. نحن نعمل على حل هذه المسألة غير المحسومة في هذا الوقت الذي نتحدث فيه”.
وقال مسؤول أميركي لوكالة “رويترز”، إن “الخلاف يتعلق بأسماء عدد من الأسرى الذين تطالب حماس بالإفراج عنهم”.
وأضاف المسؤول أن مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن بريت ماكجورك، ومبعوث الرئيس المنتخب دونالد ترمب وستيف ويتكوف “موجودان في الدوحة مع وسطاء مصريين وقطريين، للعمل على حل الخلاف الذي من المفترض حسمه قريباً”.
وذكر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد منسر للصحافيين إن المفاوضين الإسرائيليين موجودون في الدوحة للتوصل إلى حل، فيما نقل موقع “أكسيوس” عن مصدر أميركي قوله، إن أحدث الخلافات التي كانت تحول دون تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة “تم حلها”.
ونقلت “رويترز” عن عزت الرشق، القيادي في “حماس”، قوله إن “الحركة ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار” الذي أعلنه الوسطاء الأربعاء، وسيدخل حيز التنفيذ الأحد القادم، لوضع حد للصراع المستمر منذ 15 شهراً.
إسرائيل تصعد قصفها على غزة بعد إعلان الاتفاق
وبينما يعمل الوسطاء على حل الخلافات وسط ترقب تصويت الحكومة الإسرائيلية على الاتفاق الجمعة، شهد اليوم التالي لإعلان الهدنة أحد أشد الضربات الجوية الإسرائيلية منذ أشهر.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات الإسرائيلية قتلت 81 شخصاً على الأقل في الساعات الأربع والعشرين الماضية، وأصيب نحو 188.
وذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن الغارات الإسرائيلية قتلت 77 فلسطينياً على الأقل بعد إعلان وقف إطلاق النار.
ويترقب الفلسطينيون في غزة وقف إطلاق النار، إذ احتفلوا الأربعاء بعد الإعلان عن الاتفاق، الذي يوقف هذه الحرب التي قتلت فيها إسرائيل أكثر من 46 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، ودمرت أجزاء كبيرة من القطاع، وشرّدت معظم سكانه الذي كان يبلغ عددهم 2.3 مليون نسمة قبل 7 أكتوبر 2023.
وجرى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار المعقد الأربعاء، بعد جهود وساطة من قطر ومصر والولايات المتحدة لوقف الحرب التي دمرت القطاع.
ويحدد الاتفاق ستة أسابيع من وقف إطلاق النار بشكل مبدئي وانسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. ومن المقرر إطلاق سراح الأسرى الذين تحتجزهم “حماس”، مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين من سجون إسرائيل.
ويمهد الاتفاق الطريق إلى زيادة المساعدات لغزة، التي نزح معظم السكان فيها. وقال خبراء الأمن الغذائي في أواخر العام الماضي إن سكان القطاع يواجهون أزمة جوع، ونقصاً حاداً في الغذاء.
