بوتين: استئناف القتال في أوكرانيا بعد انتهاء هدنة عيد الفصح

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الاثنين، استئناف القتال في أوكرانيا بعد انتهاء هدنة ليوم واحد بمناسبة عيد الفصح، واتهم كييف بـ”استغلال منشآت مدنية لأغراض عسكرية”.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها التزمت بوقف إطلاق النار بشكل صارم وبقيت في مواقعها، واتهمت الوزارة أوكرانيا بـ”انتهاك الهدنة”.
وقال بوتين في تصريحات لمراسل التلفزيون الروسي بافل زاروبين، إن موسكو لديها “موقف إيجابي” تجاه أي مبادرات سلام، وتتوقع أن يكون لدى كييف الموقف نفسه، معتبراً أن تعامل أوكرانيا مع مبادرة الهدنة “أشبه بلعبة”، وفق ما أوردت وكالة “تاس” الروسية للأنباء.
وأعرب عن اعتقاده بأن كييف “تحاول اغتنام الفرصة بمقترح جديد لوقف إطلاق النار”، مضيفاً: “علينا أن ننظر إلى نتائج وقف إطلاق النار ونشاط أوكرانيا قد انخفض خلال الهدنة”.
وأشار الرئيس الروسي إلى ضرورة “دراسة مبادرة الامتناع عن ضرب الأهداف المدنية”، مضيفاً أن أوكرانيا “تستخدم منشآت مدنية لأغراض عسكرية”.
موقف “يبعث على الرضا”
وفي وقت سابق، الاثنين، اعتبر الكرملين، أن موقف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن استبعاد انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي “الناتو”، يبعث على الرضا لدى موسكو، لكنه أحجم عن التعليق على آمال ترمب في التوصل إلى اتفاق هذا الأسبوع.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، بأن الرئيس بوتين وروسيا لا يزالان منفتحين على إيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية، وأن العمل مع الولايات المتحدة مستمر.
وقال المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا الجنرال كيث كيلوج، الأحد، إن عضوية أوكرانيا في الناتو “غير واردة”. وكان الرئيس ترمب قد قال مراراً إن الدعم الأميركي السابق، لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى الحلف كان سبباً للحرب.
وأضاف بيسكوف، للصحافيين: “سمعنا من واشنطن على مستويات مختلفة أن عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي مستبعدة. بالطبع، هذا أمر يُرضينا ويتوافق مع موقفنا”.
“تهديد” لمصالح روسيا
واعتبر بيسكوف أن عضوية أوكرانيا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة “ستُشكل تهديداً للمصالح الوطنية للاتحاد الروسي. وفي الواقع، هذا أحد الأسباب الجذرية لهذا الصراع”.
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مراراً أن روسيا ستكون مستعدة لإنهاء الحرب إذا تخلت أوكرانيا رسمياً عن طموحاتها للانضمام إلى حلف “الناتو”، والانسحاب الكامل لقواتها من أراضي 4 مناطق أوكرانية تطالب بها روسيا، وتسيطر على معظمها.
وأفادت وكالة “رويترز” في نوفمبر 2024، بأن بوتين مستعد للتفاوض على اتفاق مع ترمب، لكنه سيرفض تقديم تنازلات إقليمية كبيرة، وسيصر على تخلي كييف عن طموحاتها للانضمام إلى حلف “الناتو”.
وقال ترمب، الأحد، إنه يأمل أن تتوصل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق هذا الأسبوع لإنهاء الصراع في أوكرانيا.
وعندما سُئل عن هذه التصريحات، قال بيسكوف: “لا أريد الإدلاء بأي تعليقات الآن، وخاصة بشأن الإطار الزمني”.
منفتحون على “تسوية سلمية”
ومضى بيسكوف قائلاً: “لا يزال الرئيس بوتين والجانب الروسي منفتحين على السعي إلى تسوية سلمية. نحن نواصل العمل مع الجانب الأميركي، وبالطبع، نأمل أن يُسفر هذا العمل عن نتائج”.
ورفض التعليق مباشرةً على تقرير نشرته “بلومبرغ”، أفاد بأن الولايات المتحدة مستعدة للاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم في إطار اتفاقية سلام أوسع.
وقال بيسكوف: “العمل على إيجاد تسوية سلمية لا يمكن أن يحدث، ولا ينبغي أن يحدث بشكل علني”، مضيفاً: “ينبغي أن يجري ذلك بسرية تامة”.
وفي تعليق على الهدنة، قال بيسكوف: “سنزود جميع الأطراف المهتمة بجميع البيانات المتعلقة بحقائق انتهاك هدنة عيد الفصح من قبل القوات الأوكرانية”، وذلك بعد ساعات من انتهاء هدنة أعلنها الرئيس بوتين ليوم واحد بمناسبة عيد القيامة.
تبادل اتهامات بخرق الهدنة
وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشن آلاف الهجمات التي انتهكت الهدنة، والتي أشار الكرملين، الأحد، إلى أنه لن يتم تمديدها.
وقالت واشنطن إنها سترحب بتمديد الهدنة وكرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مراراً استعداد أوكرانيا لوقف الضربات لمدة 30 يوماً في الحرب.
وبدأت التحذيرات من الغارات الجوية في بعض مناطق شرق أوكرانيا بعد دقائق من منتصف الليل، وفقاً لبيانات القوات الجوية مع امتداد التحذيرات تدريجياً نحو المناطق الوسطى من البلاد.
ولم ترد أي تقارير عن وقوع هجمات على العاصمة الأوكرانية، لكن مسؤولين في مدينة ميكولايف الساحلية قالوا إنها تعرّضت لقصف بصواريخ روسية. ولم ترد بعد أي تقارير عن وقوع أضرار.
ولم تصدر تحذيرات من غارات جوية في أوكرانيا، الأحد، لكن القوات الأوكرانية أبلغت عن ما يقرب من 3 آلاف انتهاك لوقف إطلاق النار الذي أعلنته روسيا في عيد القيامة.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية، الأحد، إن القوات الأوكرانية أطلقت النار على مواقع روسية 444 مرة، وسجلت أكثر من 900 هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية، مشيرة إلى سقوط ضحايا وجرحى بين المدنيين.