قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن موسكو تناقش مشاريع مشتركة مع واشنطن في القطب الشمالي وألاسكا، معتبراً أن “الضوء بدأ يلوح في نهاية النفق” في علاقات البلدين، مع وجود الرئيس الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض.

وأضاف بوتين، خلال زيارة لمركز أبحاث نووية في مدينة ساروف، شرقي موسكو، أن لقاءه مع ترمب في قمة ألاسكا كان “مثمراً وصريحاً”، مشيراً إلى أن الاتصالات بين موسكو وواشنطن ما زالت مستمرة على مستوى الوزارات والشركات.

وشدد بوتين على أن السيادة تبقى “الأولوية القصوى” بالنسبة لروسيا، بينما اعتبر أن “دول أوروبا الغربية محرومة اليوم من سيادتها”.

وأعرب عن أمله في أن تكون الخطوات الأولى التي اتخذتها روسيا والولايات المتحدة، بداية لاستعادة شاملة للعلاقات بين البلدين.

كما أعرب عن ثقته بأن وتيرة العمل الحالية بين موسكو وواشنطن ستستمر، لافتاً إلى أن “الصفات القيادية لترمب تُعد ضمانة جيدة لاستعادة العلاقات مع الولايات المتحدة”.

وفي وقت سابق، الجمعة، قال ترمب إن بوتين “قد يحضر كأس العالم لكرة القدم 2026″، التي تستضيفها الولايات المتحدة بشكل مشترك مع كندا والمكسيك، وذلك خلال استعراضه صورة تجمعه مع الرئيس الروسي.

“مشاريع مشتركة”

وأضاف بوتين في حديثه، ان روسيا تناقش مشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة في القطب الشمالي وألاسكا.

وشدد بوتين على أهمية “المسار البحري الشمالي” بالنسبة لروسيا، مشيراً إلى أنه لا توجد أي دولة في العالم تملك أسطول كاسحات جليد نووية مثل روسيا، ومع ذلك “تحتاج إلى مزيد من هذه الكاسحات”.

وأضاف بوتين أن “هناك أسباباً تدعو للاعتقاد بأن حجم النقل عبر هذا المسار سيزداد بشكل حاد مع زيادة حركة الملاحة”، لافتاً إلى أن العديد من دول العالم مهتمة باستخدام هذا المسار “وسيكون من الغباء عدم تطويره”، وفق قوله.

وأكد بوتين أن روسيا تحتاج إلى مزيد من كاسحات الجليد النووية، لافتاً إلى أن قضايا القدرة الدفاعية الروسية “مرتبطة بالأبحاث وباستخدام المناطق الشمالية”.

“الحرب بدأت في 2014”

وأضاف بوتين في حديثه، أن “روسيا ليس لديها دول غير صديقة، بل نخب غير صديقة داخل بعض الدول”، معتبراً أن الدول التي أوقفت تعاونها مع موسكو بسبب الضغوط السياسية “ستعود للتعامل معنا”.

وأشار بوتين إلى أن “روسيا تبذل كل ما بوسعها لإنهاء الحرب التي بدأت عام 2014 ضد سكان دونباس”، مضيفاً أن “الغرب يروّج دعاية تزعم أن روسيا بدأت الحرب، متناسين أنها اندلعت عام 2014 ضد سكان دونباس”.

وكان ترمب قد قال، الجمعة، إنه سيتخذ قراره بشأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا خلال أسبوعين، مجدداً طرح احتمال فرض عقوبات على موسكو.

وفي حديثه للصحافيين في المكتب البيضاوي، قال ترمب: “لست سعيداً بالجهود المبذولة من أجل السلام” بين موسكو وكييف، مضيفاً: “سنرى ما سيحدث، أعتقد أنه خلال أسبوعين سنعرف إلى أين تتجه الأمور|.

وأشار ترمب إلى أن “القرار بشأن روسيا سيكون مهماً، سواء كان بفرض عقوبات أو رسوم جمركية، أو لا شيء”.

وكان ترمب قد أجرى قبل أسبوع محادثات في ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأعقبها باجتماعات مع قادة أوروبيين في البيت الأبيض بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لكنه لم ينجح حتى الآن في الوصول إلى تقدم ملموس بشأن الحرب الروسية الأوكرانية.

شاركها.