قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيفاستوبول، عمّار قناة، خلال تصريحات صحفية إن تعثر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إيجاد تسوية للصراع الأوكراني يعود إلى “تصادم المصالح الاستراتيجية”، ليس فقط بين واشنطن وموسكو، بل داخل المنظومة الغربية نفسها.
ويقول إن “الرئيس الأمريكي اصطدم مباشرة مع المصالح الأمنية الأوروبية”، فضلا عن العقبات التي يواجهها في الداخل الأمريكي من قبل المؤسسات السياسية والنخب الحاكمة.
ويلفت إلى أن التناقضات في تصريحات ترامب بشأن تزويد أوكرانيا بالسلاح تعكس ارتباكًا سياسيًا، لا ضعفًا، مشيرا إلى محاولات ترامب للمواءمة بين الضغط الداخلي الأمريكي من جهة، والرغبة في فتح قنوات تفاوض مع روسيا من جهة أخرى.
لكن هذه المحاولات “لا ترتقي إلى مستويات الدعم الذي كانت توفره إدارة بايدن لكييف”، ما يجعل قدرة ترامب على فرض تسوية قابلة للتطبيق موضع شك.
وترفض روسيا فكرة “وقف إطلاق النار المؤقت” الذي يروّج له ترامب، وتتمسك بحلول جذرية تستند إلى الوقائع الميدانية التي كرّستها منذ بدء الحرب.
ويضيف: “ما تطلبه موسكو ليس أهواء سلطوية، بل مطالب تعتبرها وجودية”، مثل الاعتراف بسيادتها على الأقاليم التي ضمتها من أوكرانيا، وهو ما تعتبره “ثمارا منجزة” لعمليتها العسكرية لا تقبل التفريط بها.
ويشير الخبير الروسي إلى أن الكرملين “يثمّن دور ترامب”، ويرى فيه شخصية تفاوضية قابلة للفهم والتفاهم، لكنه يميز بوضوح بين النوايا السياسية والنفوذ الفعلي، مؤكّدا أن “الواقع على الأرض” هو المحدد لأي مسار تفاوضي، وأن “لا ورقة انتقالية” حول مستقبل المناطق الأوكرانية المنضمة إلى روسيا.
المصدر: وكالة ستيب الاخبارية